من الظل الى الشمس.
مقالات
من الظل الى الشمس.
م. زياد أبو الرجا
17 تموز 2024 , 03:30 ص


يخطئ كثير من المحللين السياسيين عندما يعتبرون ان احد اهم اسباب مضيّ نتنياهو في الحرب هو خشيته من سقوط حكومته التي ستؤدي الى رفع الحصانة عنه ومحاكمته بتهم الفساد والرشوة وسوقه الى السجن.ان تعنت نتنياهو يعود الى رؤية استراتيجية تتعلق بمصير الكيان الصهيوني ووجوده.وعليه فان الحرب الدائرة هي حرب الوجود والمصير .لذلك نجد نتنياهو دائما يصرح ان حربه يجب ان تنتهي بنصر بائن وحاسم بصرف النظر عن مواقف المعارضة ومصير الاسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية.انه يدرك ان الانسحاب الكامل من قطاع غزة يشكل هزيمة مستقبلية للكيان الصهيوني قبل ان تكون هزيمة انيّة لان الكيان المستنزف سيكون امام محور المقاومة المتعاظم باستمرار عددا وعدة الذي لا قبل للكيان في مواجهته.نتنياهو يطيل في امد حرب المجازر والابادة الجماعية ورغم استنزاف قوات جيشه يراهن على فوز ترامب بالنتخابات الرئاسية المقبلة على امل ان تنخرط امريكا مع الكيان في حرب شاملة على لبنان وسورية وايران.انه يخطط لما بعد...بعد...الحرب الحالية التي يتقرر على نتائجها مصير ووجود ومستقبل الكيان.

في المقابل ماذا اعددنا نحن الفلسطينيون لما بعد طوفان الاقصى الذي الذي نستظل بظله؟

تحت ظلال طوفان الاقصى الذي اطلقته القسام والسرايا تجمعت كل فصائل المقاومة صغيرها وكبيرها وبقيت القسام والسرايا راس الحربة والسيف المصلت على رقبة الكيان.وانتصرت قوى محور المقاومة كجبهة اسناد لغزة ، واثبت مقاتلو المقاومة الفلسطينية انهم المناضلون والمكافحون والمجاهدون من اجل قضية الشعب الفلسطيني العادلة .فكانوا حقا طليعة الاولياء وصار عملهم كفاحا ونضالا وصار سلمهم ظفرا ونصرا.

بما ان المقاومين بشر من بني الانسان ، فان لكل انسان شيطانه يسكن داخله (( ...ونفس وما سواها، فالهمها فجورها وتقواها..))فللشاعر شيطانه والسياسي له شيطانه وللسلاطين شياطينهم بالاضافة الى الشياطين الذين يقفون على راس هرم الدين الذين يعينهم السلاطين. حتى الانبياء لهم شياطينهم بشهادة القرأن(( وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم)).فالمقاومون ليسوا استثناء عن القاعدة ، فاذا ما وضعت الحرب اوزارها بنصر مؤزر للمقاومة ان شاء الله فان التداعيات بكل اثقالها ستقف شاخصة امامنا كالجبال وسيلتف الجميع حولها كل له رؤياه وتقييمه وتفسيره وسيكثر حولها الجدل، على خلاف الموقف الموحد تحت ظلال طوفان الاقصى.ليس من مصلحتنا وقف الحرب وعلينا الاستمرار في حرب الاستنزاف هذه حتى نتفق على تصور واضح لما بعدها، وعلى الانتليجانسيا الفلسطينية (( سياسيين ومفكرين ومثقفين وادباء ان يكرسوا جهودهم لوضع خطة عمل وطنية تساعدالقيادة المنهمكة في القتال. وتكبح جماح الشياطين الساكنة في النفوس.ستخرج. كل الشياطين وستزيّن لاصحابها الاختلاف في الرؤيا ومنهج العمل وستاخذهم الى دهاليز يتوهمون انها ستوصلهم الى انبل الاهداف.سيلتف حولهم السلاطين في الاقليم ومعهم شياطينهم والشياطين الذين يقفون على راس هرم الدين الذين سيعيدون تشغيل الاسطوانة المشروخة لصراع المذاهب بالاضافة الى شياطين اجهزة الاعلام وصناديق المال بقيادة الشيطان الاكبر امريكا والناتو.

ان التحدي الرئيس الذي يواجهنا هو عندما نخرج من تحت ظلال طوفان الاقصى ونقف تحت شمس الحقيقة الساطعة والملتهبة. ما العمل؟ ما هو موقفنا؟ ما هي قدراتنا وامكاناتنا؟ وغيرها من الاسئلة الملحة التي تحتاج الى اجوبة وحلول ولا تحتمل التأجيل.على سبيل المثال لا الحصر

١ --اعادة بناء وترميم المدارس والمعاهد والجامعات.

٢ -- اعادة بناء وترميم المستشفيات والمراكز الطبية وتجهيزها بالمعدات اللازمة لاعادة التشغيل.

٣ -- اعادة بناء وتشغيل البنية التحتية شبكات الصرف الصحي ومجارير مياه الامطار

٤. -- محطات تحلية المياه والابار والمضخات الخاصة بمياه الشرب والاستخدام المنزلي.

٥ -- اعادة تاهيل الشبكة الكهربائية ومحطاتها.

٦ -- اعادة رصف وتزفيت الشوارع والطرقات.

٧ -- ازالة ورفع انقاض المباني المهدمة التي يقدر الخبراء انها ٤٥ مليون طن وتحتاج الى ستة اعوام.

٨ -- اعادة بناء المساكن البديلة لكي لا يبقى شعبنا في غزة في العراء.علينا ان نتخيل الارقام الفلكية لمليارات الدولارات اللازمة لاعادة الاعمار.لقد وقف شباب العالم معنا ومع عدالة قضيتنا وصار يفتخر ببطولات مناضلينا وشجاعتهم التي قل مثيلها في مواجهة الة القتل والابادة الصهيو--امريكية .ولاننا تحت ظلال طوفان الاقصى رمز المقاومة والتحدي.لكن السؤال من الذي سيقف معنا عندما نخرج من تحت الظلال ونقف تحت شمس الحقيقة؟لنا في التجربة السورية خير مثال عندما انتصرت الدولة السورية على الارهاب الدولي الذي استهدفها قامت امريكا بفرض قانون قيصر لتحرم الدولة السورية من جني ثمار انتصارها.وعليه فان القيّمين على صناديق المال ليسوا فاعلي خير انما شياطين للدول التي تمولها.ان عدالة قضيتنا لن تدفعهم الا الى قتالنا بوسائل اخرى اهمها المال.ان كل من حولنا ليسوا انبياء حتى يلقي الله في اماني شياطينهم ، كما ان المسيح لم يبعث بعد لكي يخرج الشياطين الساكنة فيهم ويلقيها في قطيع من الخنازير وتقفز من اعلى الجرف في البحيرة ويموت القطيع وشياطينه.

علينا ان نستعد لمواجهة التداعيات الجسام بدل الانشغال بالتغني ببطولات مناضلينا او الانشغال بالادعية التي لا تسمن ولا تغني من جوع

علينا ان نقف عراة كما خلقنا الا من العقل والحكمة امام هذه المسؤوليات الجسام

فالحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذ بها

م/ زياد ابو الرّجا 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري