العلاج بالغذاء والتمارين الرياضية هو علاج فعال للاكتئاب
منوعات
العلاج بالغذاء والتمارين الرياضية هو علاج فعال للاكتئاب
2 آب 2024 , 12:24 م

يعاني عدد كبير من الناس من الاكتئاب، وفي الوقت نفسه، هناك عدد قليل من الناس الذين يلتزمون بالإرشادات الغذائية أو النشاط البدني الموصى بها، فما العلاقة بين الاثنين؟.

العلاج الغذائي والبدني يعادل العلاج النفسي للاكتئاب

أظهرت تجربة فريدة من نوعها، والتي نُشرت هذا الأسبوع، أن تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني يمكن أن يكونا فعالين مثل العلاج مع طبيب نفسي لعلاج الاكتئاب البسيط.

وجدت الدراسات السابقة (بما في ذلك الدراسة الحالية) أن "العلاجات القائمة على نمط الحياة" فعالة لعلاج الاكتئاب، ولكن لم يتم مقارنتها بشكل مباشر مع العلاجات النفسية - حتى الآن.

في ظل نقص عدد المتخصصين في الصحة النفسية في معظم دول العالم، تشير الأبحاث إلى حل محتمل، وبما أن الاستشارة المتعلقة بنمط الحياة كانت فعالة مثل العلاج النفسي، فإن النتائج تشير إلى أن أخصائيي التغذية وأخصائيي التمارين الرياضية قد يلعبون دوراً مهماً في إدارة الاكتئاب.

ما الذي قاسته الدراسة الجديدة؟

خلال فترات الحظر الاجتماعي الطويلة بسبب فيروس كورونا، كانت مستويات الضيق النفسي في العالم عالية ومنتشرة، وكانت خدمات الصحة النفسية المباشرة محدودة.

استهدفت التجربة الأشخاص الذين يعانون من ضيق نفسي فقط، أي على الأقل اكتئاب بسيط ولكن ليس بالضرورة اضطراب نفسي مشخص، وتضمنت الأعراض النموذجية الشعور بالحزن، واليأس، والتهيج، أو البكاء.

تعاون الباحثون مع خدمات الصحة النفسية الاسترالية لتجنيد 182 بالغاً وتم إجراء جلسات جماعية على منصة Zoom، حيث شارك جميع المشاركين في ما يصل إلى ست جلسات على مدى ثمانية أسابيع، قادها محترفون صحيون، فقد تم تعيين نصف المشاركين عشوائياً للمشاركة في برنامج مشترك يقوده أخصائي تغذية معتمد وأخصائي تمارين رياضية، وطورت هذه المجموعة – التي تُسمى برنامج نمط الحياة – أهدافاً للتغذية والحركة مثل:

تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة

اختيار الأطعمة النباتية عالية الألياف

تضمين الدهون عالية الجودة

تقليل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكريات المضافة

ممارسة نشاط بدني ممتع

شاركت المجموعة الثانية في جلسات العلاج النفسي التي عُقدت بواسطة اثنين من علماء النفس، واستخدم برنامج العلاج النفسي العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، المعيار الذهبي لعلاج الاكتئاب في المجموعات وتم تقديمه عن بعد.

في كلتا المجموعتين، يمكن للمشاركين الاستمرار في العلاجات الحالية (مثل تناول أدوية مضادة للاكتئاب)، وقدم الباحثون لكلا المجموعتين كتب عمل وحزم هدايا، حيث تلقت مجموعة نمط الحياة حزمة غذائية، بينما تلقت مجموعة العلاج النفسي مجموعة من الأدوات مثل كتاب تلوين، كرة ضغط، ومدلك رأس.

العلاجات القائمة على نمط الحياة فعالة بنفس القدر

وجد الباحثون نتائج متشابهة في كل برنامج، وفي بداية التجربة، أعطوا كل مشارك درجة بناءً على صحته النفسية المبلغ عنها ذاتياً، ثم قاموا بقياسها مرة أخرى في نهاية البرنامج، وعلى مدى ثمانية أسابيع، أظهرت تلك الدرجات انخفاضاً في أعراض الاكتئاب للمشاركين في برنامج نمط الحياة (42٪) وبرنامج العلاج النفسي (37٪)، ولم يكن هذا الفرق ذا دلالة إحصائية أو سريرية، لذا يمكننا أن نستنتج أن كلا العلاجين كانا جيدين بنفس القدر، وكانت هناك بعض الاختلافات بين المجموعتين، فالأشخاص في برنامج نمط الحياة حسّنوا نظامهم الغذائي، بينما شعر أولئك في برنامج العلاج النفسي بأنهم زادوا من دعمهم الاجتماعي - أي مدى شعورهم بالارتباط بالآخرين - مقارنةً ببداية العلاج.

هذا وزاد المشاركون في كلا البرنامجين من نشاطهم البدني، وبينما كان هذا متوقعاً لأولئك في برنامج نمط الحياة، إلا أنه كان أقل توقعاً لأولئك في برنامج العلاج النفسي، وقد يكون السبب هو أنهم علموا أنهم مسجلون في دراسة بحثية حول نمط الحياة وغيّروا أنماط نشاطهم بشكل غير واعٍ، أو قد يكون نتيجة إيجابية للعلاج النفسي.