أظهرت دراسة حديثة أن المدخنين الذين يدخنون السجائر الإلكترونية يومياً أقلعوا عن التدخين بمعدل يزيد عن ضعف معدل أولئك الذين يستخدمونها بشكل غير يومي (12.8% مقابل 6.1%)، وحاولوا الإقلاع عن التدخين بمعدل ثلاثة أضعاف، حسبما أفادت به الدكتور كارين كازا، من مركز روزويل بارك الشامل للسرطان في بوفالو، نيويورك، وزملاؤها.
ارتفعت معدلات الإقلاع عن التدخين بين مستخدمي السجائر الإلكترونية في السنوات الأخيرة، حيث تضاعفت إلى 12% في الفترة من 2019-2021 مقارنة بـ 5.3% في الفترة 2014-2016، وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة JAMA Network Open.
وأشار الفريق إلى أن "نتائجنا تشير إلى أن قرارات الصحة العامة المتعلقة بالسجائر الإلكترونية يجب أن تستند إلى بيانات من السجائر الإلكترونية التي تم تسويقها في السنوات الأخيرة والتي تطورت خارج السوق المنظمة، وأن التجارب السريرية العشوائية ضرورية باستخدام هذه المنتجات."
من الجدير بالذكر أن نكهات النعناع والمنثول ارتبطت بزيادة معدلات الإقلاع عن التدخين بشكل عام مقارنة بالمنتجات ذات نكهة التبغ، بنسبة 9.2% مقابل 4.7%، وقد كانت نكهات السجائر الإلكترونية موضوعاً مثيراً للجدل، حيث يجادل المنظمون ومنظمات الصحة العامة بأن هذه النكهات تزيد من جاذبية السجائر الإلكترونية للشباب وتعزز الإدمان على النيكوتين، رغم أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية سمحت الشهر الماضي بتسويق أولى هذه المنتجات.
تأتي هذه النتائج الجديدة بعد تقرير من إدارة خدمات الصحة العقلية وتعاطي المواد (SAMHSA) يظهر تزايد أعداد مدخني السجائر الإلكترونية، ففي العام الماضي، أبلغ 9.4% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاماً وما فوق عن تدخين النيكوتين خلال الشهر السابق، مقارنة بـ 8.3% في عام 2022.
في السياق نفسه، بدأ 5.9 مليون شخص في استخدام السجائر الإلكترونية، مما زاد إجمالي استخدام منتجات التبغ بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا فأكثر إلى 64.4 مليون، في حين تم الإبلاغ عن استخدام السجائر بين 38.7 مليون شخص، وقد بدأ المزيد من الأشخاص في تدخين السجائر الإلكترونية في عام 2023 مقارنة بمن بدأوا في تناول الكحول أو المواد غير المشروعة.
تكتسب السجائر الإلكترونية اهتماماً متزايداً كوسيلة للإقلاع عن التدخين، حيث تشير التجارب السريرية إلى أنها تفوق التدابير الاستشارية القياسية وقد تكون قابلة للمقارنة مع فارينيكلين (Chantix)، الذي يعتبر على نطاق واسع الدواء الرائد للإقلاع عن التدخين.
وأشار الجراح العام في الولايات المتحدة، الدكتور فيفيك مورثي إلى أن التدخين الإلكتروني "قد يكون شكلاً رئيسياً من أشكال الحد من الضرر للبالغين"، رغم أنه "ليس خالياً من المخاطر"، لكنه أعرب عن قلقه الشديد بشأن تدخين الشباب الإلكتروني.
هذا وأشار فريق كازا أيضًا إلى الاستخدام المزدوج للسجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية، والذي زاد مع مرور الوقت وعادةً ما يشمل تدخين السجائر بشكل أكثر تكراراً من استخدام السجائر الإلكترونية، وكتب الباحثون: "إن الأفراد الذين يستخدمون كلا النوعين معرضون للسموم الناتجة عن تدخين السجائر، مما يجعل الاستبدال الكامل للسجائر بالسجائر الإلكترونية أمراً مهماً لتقليل المخاطر، وفي الواقع، يتم الآن تشجيع مقدمي الرعاية الصحية على مناقشة السجائر الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين مع المرضى الذين يدخنون السجائر وقد جربوا بالفعل الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء للإقلاع عن التدخين."