كتب الأستاذ حليم خاتون:
كما في لعبة البوكر؛
كشف نتنياهو الأوراق على الطاولة؛ نظر إلى الفريق الآخر بتحدي، وهو ينتظر الآن ليرى ما هي أوراق الخصم...
عاد نتنياهو من أميركا وقام فورا بالشراكة مع الاميركيين بثلاثة عمليات طالت رؤوس فائقة الأهمية في محور المقاومة، بعد عملية قصف ميناء الحديدة في اليمن ببضعة أيام...
من يقوم بهكذا عمليات، لا يبلف...
هو يعلنها صراحة...
أعلى درجات التحدي...
هو يقول للمحور بكل صلافة:
نعم، أنا اريد الحرب...
لا يستطيع أحد في محور المقاومة القول إنه كان يتوقع هكذا جرأة من الكيان ومن الأميركيين...
فاجأ نتنياهو محور المقاومة الذي لا يزال بكل أسف، يصر أن نتنياهو يريد توريط الأميركيين في حرب شاملة...
منذ متى تستطيع الأداة قيادة العقل المدبر!...
فقط بعض من فُطم منذ يومين يمكن أن يصدق ان الأميركيين فوجئوا بما حدث...
يردد جماعة التوك شو من محور المقاومة ليل نهار أن الحرب الدائرة هي أميركية بامتياز وان الكيان ليس سوى أداة في هذه الحرب...
ثم ينسون ما كانوا يرددونه ويخرجون بتحليل يفلق الصخر:
نتنياهو يجر الاميركيين إلى حرب هي ليست في مصلحة أميركا...
نكتة أن الامبريالية لا تعرف مصلحتها مثيرة للاشمئزاز...
فقط لو يثبت هؤلاء على موقف واحد...
إما أن أميركا هي الاستعمار وان الكيان هو الأداة وهذا هو الموقف الصحيح...
او أن نتنياهو واللوبي الصهيوني يسيطران على أميركا التي لا تعرف مصلحتها... نكتة سمجة، لكن هناك من يصدقها في محور المقاومة...
"ينام الاسرائيليون في الملاجيء"، يردد اعلام المقاومة بنوع من التباهي...
بالطبع هذا إنجاز؛ لكنه ليس بتلك العظمة التي يتباهى بها إعلام المقاومة...
من الطبيعي أن ينام الكيان في الملاجيء، لأنهم قاموا باغتيال الرأس العسكري في حزب الله؛ لأنهم قصفوا بناية مدنية في قلب عرين حزب الله، في حارة حريك...
من الطبيعي أن يناموا في الملاجيء لأنهم قتلوا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس فريق التفاوض الفلسطيني في عقر دار العاصمة الإيرانية...
يخرج المحللون باكتشاف عظيم،
محور المقاومة سوف يرد...
الرد آت حتما...
بالطبع، سوف يردون...
لا يستطيعون عدم الرد...
أميركا والكيان لم يتركا لهم مخرجا آخر غير الرد...
ما قام به الاميركيون والكيان هو قمة الصفاقة...
أميركا تعرف هذا، وكذلك الكيان...
هم تقصدوا ذلك؛
لأنهم بكل بساطة، يريدون الحرب...
من المضحك المبكي أن يخرج من يقول أن المقاومة لن تنجر إلى ما يريده العدو...
انها نفس اسطوانة الزمان والمكان المناسبين...
العدو لم يترك لمحور المقاومة اي مخرج سوى الحرب...
هي الحرب التي من المفروض ان تكون مطلبنا نحن...
حتمية الرد ليست ناتجة عن بطولة مطلوبة وهذا ما يجب أن يكون...
حتمية الرد ناتجة عن فقدان اي مخرج آخر...
لقد فرضت الحرب علينا...
"ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا"
إذا لم يرد المحور ان تلحق به هزيمة على البارد، عليه أن يرد...
وإذا رد، فإن هذا بالضبط، ما يريده الاميركيون والكيان...
رمى نتنياهو القفاز في وجه المحور متحديا...
أخيرا، قال الحرس الثوري ما يجب أن يقال،
الاعتداء في طهران أميركي باداة صهيونية...
هل وصلت الثقة عند أمريكا والكيان درجة عدم الخوف من المحور الخصم؟
بصراحة لا...
هم خائفون إلى أقصى درجة...
هم لا يعرفون ما يملكه محور المقاومة...
هم قاموا بهذا العمل الفائق الدقة، على أمل أن يكشف الفريق الآخر عن أوراقه...
إذا كان المحور يبلف ولا يملك القوة اللازمة، سوف تقوم الحرب الكبرى للقضاء عليهم نهائيا...
واذا كان يملك فعلا قوة نارية مميزة سوف يهرع هوكشتاين لطرح وقف النار في غزة ووقف كل الأعمال الحربية دون اي التزامات أخرى لأن كل ما كان يطلبه محور المقاومة منذ بداية حرب الإسناد لم يزد عن طلب وقف إطلاق النار في غزة...
جعل المحور من قضية وقف النار في غزة هدفا أعلى بقليل من التكتيك؛
هدف كاد يلامس الاستراتيجيا...
لا الاميركي غبي، ولا نتنياهو...
هم قرأوا الضعف والتردد الذي يعتري موقف المحور في أكثر من موقف...
وقد قرأوا صح...
المحور قدم اكثر من موقف ضعيف...
يكفي التعلق بحبال الهواء للوصول إلى اتفاق نووي مع الأميركيين بدل استعمال ما قام به ترامب لبناء القنبلة في اليوم التالي ووضع الاميركيين والغرب أمام واقع منجز لا عودة عنه،
إيران دولة نووية...
كل هذا الكلام يعني أمرا واحدا فقط:
المحور لم يصل إلى القناعة الكافية بأن الحرب شر لا بد منه، وان ما هو اكثر شرا من هذه الحرب أنه لا غنى عنها اذا أردنا الحرية والسيادة والاستقلال...
أميركا وبريطانيا والمانيا، والى حدّ كبير فرنسا كانوا دائما في كل الحروب خلف الكيان؛ يزودونه بكل ما يريد لكي ينتصر على العرب، على كل العرب، بما في ذلك عبيدهم من عرب ما يسمى اعتدال...
لا يختلف الأمر اليوم عما كان يحصل منذ رسائل مكماهون للشريف حسين وخديعة سايكس بيكو...
لكن السؤال الفعلي هو هل نستطيع الانتصار في هذه الحرب؟
بكل تأكيد...
عندما نعرف عدونا فعلا، سوف ننتصر حتما...
عدونا هو الاستعمار؛ الكيان مجرد أداة...
عدونا اليوم هو أميركا ومن خلفها بريطانيا وحلف الأطلسي...
عندما نقرر ضرب هذا العدو وليس فقط الأداة...
عندما نطرد هوكشتاين وكل المبعوثين المزيفين...
عندما نقرر ضرب كل المصالح الامبريالية في وطننا العربي...
سوف ننتصر حتما...
فلسطين لها مهر عال جدا...
مهرها لا يقوى عليه الا الرجال...
مهر فلسطين حرب تتجاوز كل الأشكال، وكل الأعراف...
لن يردع أميركا وبريطانيا والمانيا وغيرها سوى أمر واحد...
أمر واحد فقط...
جعل هذه الحرب تطال كل مصالح هذه البلدان حتى لو اضطر الأمر إلى تدمير كيانات عربية لا فائدة من وجودها لأنها تستمر بأمر من هذا العدو...
عندما وجه السيد نصرالله التهديد إلى قبرص كان المقصود بريطانيا...
كلنا نعرف أين تكمن مصالح بريطانيا...
من جبل طارق وقبرص وصولا إلى المحيط الهندي وأستراليا ومرورا بالخليج العربي...
كلنا نعرف أين تكمن مصالح أميركا وغرب أوروبا...
يجب باختصار تحويل بحر العرب والبحر الأحمر والبحر المتوسط إلى مناطق اشتباك وحرب...
نحن قادرون على اكثر من مجرد تخريب الديكور في هذا النظام العالمي الظالم...
يجب إقفال طرق التجارة العالمية لاجبار الغرب على دفع ثمن وقوفه إلى جانب إبادة شعوبنا، وتخريب بلداننا...
لردع الاستعمار يجب أن تصل النيران إلى كل بقعة من بقع مصالحه حتى لو كان ذلك مدن زجاج "عربية" خانت العهد وصارت هي نفسها من أدوات الاستعمار...
نفتش عن ردود محدودة لكي لا تجرنا الامبريالية إلى حرب يجب أن تكون مطلبنا...
حسنا،
لكن الحرب آتية لا محالة...
ومن لا يسعى لها سوف تسعى هي إليه...
الجواب الحق هو اولا في امتلاك القنبلة التي أجلنا نحن إمكانية امتلاكها بأعذار مثالية لا تلائم هذا العالم غير المثالي...
الجواب الحق هو في التوقف عن التعامل بفروسية مع استعمار يريد ابادتنا كما أباد شعوب أميركا وأستراليا الأصليين...
إذا لم نكن نريد أن نكون هنود حمر هذا العصر،
إذا لم نرد أن نكون دوما الضحايا...
علينا بالحرب...
حرب لا تترك من هذا النظام العالمي القائم أي قدرة على الإستمرار...
أميركا خائفة...
خسارة أميركا مرهونة بقوة التصميم عندنا...
إذا نحن حاربنا كما يجب، سوف ينهار هذا البنيان...
الروس انتهازيون وسوف لا يكتفون عندها بأوكرانيا...
لن يكون الصينيون أغبياء ويتركوا تايوان لحالها...
لكن القدر وضعنا نحن في مقدمة المواجهة...
شاءت الأقدار أن تضع رسالة إنقاذ البشرية من هؤلاء الوحوش في ايدينا نحن...
فلنكن على قدر هذا القدر...
فلنكن فعلا،
خير أمة أخرجت للناس،
أمة هيهات منا الذلة...