بداية الحياة على الأرض

تظهر الأدلة أن الحياة بدأت بسرعة بعد تكوُّن الأرض قبل حوالي 4.5 مليار سنة، وتشير الدلائل المباشرة إلى وفرة الميكروبات قبل 3.5 مليار سنة، مع وجود حفريات تعود إلى 3.7 مليار سنة، وتشير اكتشافات أخرى إلى أن الأرض قد تكون مأهولة بشكل سريع جداً، حتى قبل 4.3 مليار سنة، رغم أن هذه الحفريات لا تزال محل جدل كبير.

تطور الحياة المعقدة

معظم حياة الأرض كانت عبارة عن كائنات بسيطة وحيدة الخلية، حيث يُعتقد أن الحياة المعقدة، بما في ذلك أسلاف الحيوانات، تطورت فقط قبل حوالي 635 مليون سنة عندما أصبحت الظروف مواتية لأحجام مخلوقات أكبر.

الهياكل الغامضة في فرنسا

لكن هذه القصة تتعقد بسبب الهياكل الغامضة الموجودة في تشكيل Francevillian في الغابون، فهذه الحفريات المسطحة القرصية التي تصل أحجامها إلى 17 سم تبدو ككائنات مبكرة متعددة الخلايا، والمشكلة الوحيدة؟ تعود هذه الحفريات إلى 2.1 مليار سنة، أو حوالي 3.5 مرات أقدم من العمر المقبول حالياً للحياة المعقدة بهذا الشكل.

تحليل جديد وأدلة على الأكسجين والفوسفور

لفحص الموضوع بشكل أعمق، أجرى الباحثون في الدراسة الجديدة تحليلاً جيوكيميائياً للصخور الرسوبية البحرية حول الحفريات المثيرة للجدل، واكتشفوا دليلاً على وجود دفعة من الأكسجين والفوسفور في المنطقة قبل وجود تشكيل Francevillian.

يبدو أن اثنين من الكراتونات – وهي أقسام قديمة وصلبة من الصفائح التكتونية – اصطدمتا في المنطقة، مما أدى إلى سلسلة من الانفجارات البركانية تحت الماء، وهذا بدوره خلق بحراً داخلياً ضحلاً غنياً بهذه المغذيات الحيوية.

البيئة المحلية والظروف المواتية

قال الدكتور إرنست تشي فرو، المؤلف الرئيسي للدراسة: "هذا خلق بيئة محلية حيث كانت عملية التمثيل الضوئي للسيانوبكتيريا وفيرة لفترة طويلة، مما أدى إلى أكسدة مياه البحر المحلية وتوليد مصدر غذائي كبير"، وهذا من شأنه أن يوفر طاقة كافية لتعزيز زيادة حجم الجسم والسلوك المعقد الذي لوحظ في الأشكال الحيوانية البدائية البسيطة مثل تلك الموجودة في الحفريات من هذه الفترة.

لماذا لا يوجد المزيد من الأدلة؟

إذا كانت الحياة المعقدة قد بدأت حقاً قبل 1.5 مليار سنة مما نعتقد، لماذا لا توجد المزيد من الأدلة في جميع أنحاء العالم؟ يقول الباحثون إن هذه الظروف المواتية كانت محدودة بهذا البحر الداخلي – وبصرف النظر عن ذلك، كانت الأرض لا تزال غير مضيافة للحياة المعقدة. وحتى حينها، كان هذا الواحة قصير الأجل، جيولوجياً، وانقرضت هذه الكائنات في نهاية المطاف.

الاستنتاجات والنقاش العلمي

هذه الأشكال الحياتية التي سبقت عصرها ليست أسلاف الحيوانات الموجودة اليوم، بل هي أشبه بتجربة تطورية مبكرة إلى أشكال أكثر تعقيداً، لكنها لم تنجح، ويبدو أن التطور لم يحصل على الفرصة للمحاولة مرة أخرى حتى حوالي 635 مليون سنة مضت، عندما كانت الظروف المواتية متوفرة بشكل أفضل.

الحاجة إلى المزيد من الأدلة

الفكرة مثيرة للاهتمام، لكن لا يتفق كل العلماء مع الاستنتاجات التي توصلت إليها هذه الدراسة، فمثل النقاش حول ما إذا كانت الهياكل في تشكيل Francevillian تمثل حفريات بالفعل، قد تكون هناك حاجة إلى المزيد من الأدلة لدعم هذه الادعاءات الاستثنائية.

قال البروفيسور غراهام شيلدز من جامعة كوليدج لندن، الذي لم يشارك في البحث: "أنا لست ضد فكرة وجود مغذيات أعلى قبل 2.1 مليار سنة، لكنني لست مقتنعاً بأن هذا يمكن أن يؤدي إلى التنوع المطلوب لتشكيل حياة معقدة".