أعلنت كوريا الشمالية يوم أمس 4 آب 2024 عن نشر 250 قاذفة صواريخ باليستية من نوع "هواسونغ-11D" على حدودها الجنوبية، وهي المرة الأولى التي تكشف فيها البلاد عن نقل أسلحة بهذا الحجم إلى وحداتها الحدودية، وكل قاذفة مصممة لحمل أربعة صواريخ باليستية قصيرة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية بوزن 4.5 طن وبمدى يصل إلى 180 كم، مما يجعل العدد الإجمالي للصواريخ 1000 صاروخ، ويأتي هذا الكشف وسط تدهور العلاقات مع كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بينما تزداد علاقات كوريا الشمالية مع روسيا قوة، مع تأكيد عدة عمليات تسليم أسلحة.
شهد حفل الإعلان خطاباً لكيم جونغ أون، حيث تحدث عن التحولات في المشهد الاستراتيجي العالمي، مشدداً على ضرورة تعزيز كوريا الشمالية لقدرتها على الردع الحربي استجابة لتحول التحالفات بقيادة الولايات المتحدة إلى تكتلات عسكرية نووية، وقد أظهرت الصور التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية صفوفاً من قاذفات الصواريخ مع لافتات تقول: "لنفتح العصر الذهبي لتطوير صناعة الدفاع تحت قيادة الرفيق العظيم كيم".
وأشار هونغ مين، محلل كبير في معهد كوريا للتوحيد الوطني، إلى أن إنتاج وعرض هذا العدد الكبير من قاذفات الصواريخ يشير إلى أن الحدث كان مخططاً له منذ شهور، لأن حجم عملية الإنتاج هذه تتطلب الكثير من الموارد والقوى العاملة، مما يشير إلى جهد منسق جيداً.
حضرت الحفل ابنة كيم المراهقة، جو آي، التي أفادت وكالة المخابرات الكورية الجنوبية بأنها تُعد كوريثة لكيم، وقد شوهدت تصفق خلف والدها في إحدى الصور، وقد قال كيم أن أنظمة الأسلحة الجديدة تم تصميمها تحت إشرافه، رغم أن الخبراء يعتقدون أنها تضمنت تعديلات على تكنولوجيا أجنبية.
تدهور العلاقات بين الكوريتين
تدهورت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بشكل حاد منذ بداية هذا العام، وهي في أدنى مستوياتها التاريخية حالياً، حيث كثّف كيم جونغ أون من اختبارات الأسلحة وأرسل بالونات مملوءة بالنفايات عبر الحدود، وفي المقابل، استأنفت كوريا الجنوبية البث الدعائي، وعلقت اتفاقية عسكرية تهدف إلى خفض التوترات، وبدأت تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من الحدود.
وصفت بيونغ يانغ كوريا الجنوبية بأنها "العدو الرئيسي"، وحلت وكالات مخصصة لإعادة التوحيد والتواصل، وهددت بالحرب حتى على انتهاكات إقليمية طفيفة، مما أدى إلى تدريبات عسكرية عدوانية، شملت إطلاق حوالي 200 قذيفة مدفعية في المياه المتنازع عليها، وردت كوريا الجنوبية بقصف مدفعي أكبر، ومنذ شهر كانون الثاني 2024، قدمت كوريا الشمالية عدة أنظمة أسلحة جديدة، مثل نظام قاذفات الصواريخ المتعددة 240 ملم في شهر شباط ودبابة القتال الرئيسية "تشونما-2"، نسخة محسنة من طراز M2020، في شهر آذار، وبالإضافة إلى ذلك، أدى إنهاء كوريا الشمالية للاتفاقية العسكرية الشاملة لعام 2018 إلى تفاقم الوضع، مما ألغى أطر الأمان الطويلة الأمد ودفع شبه الجزيرة أقرب إلى شفا الصراع.
العلاقة المتوترة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة
اعتباراً من بداية شهر آب الجاري، اتسمت العلاقة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بالعداء الشديد، حيث تسودها الشكوك المتبادلة والمواقف العسكرية العدوانية، وكان كيم جونغ أون صريحاً في تحضير بلاده لاحتمال نشوب صراع مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى التهديدات المتصورة من الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية واستراتيجياتها الإقليمية الأوسع، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية السابقة، شهدت السنوات الأخيرة عودة إلى موقف أكثر تصادمية من بيونغ يانغ، بما في ذلك زيادة اختبارات الصواريخ، والمظاهرات المناهضة لأمريكا، وإعلانات عامة عن الاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر.