نشرت القوات الدفاعية الإيرانية أحدث جيل من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك "9 دي"، وهو نوع جديد من صواريخ الأرض-جو الذي يستخدم نفس الهيكل 6x6 كما هو الحال في نظام الدفاع الصاروخي الإيراني بعيد المدى عالي الارتفاع "سوم خرداد"، وهذا النظام مزود بقاذف صواريخ جديد يحتوي على مجموعتين من أربعة صواريخ جاهزة للإطلاق، ويأتي نشر "9 دي" في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل بعد قيام الأخيرة باغتيال اسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية.
واصلت القوات الدفاعية الإيرانية تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية من خلال إدخال نظام الصواريخ أرض-جو الجديد "9 دي"، حيث تم تصميم هذا النظام للدفاع الجوي قصير المدى لمواجهة التهديدات المنخفضة الطيران مثل الصواريخ الجوالة والطائرات بدون طيار والمقاتلات والمروحيات والذخائر المسقطة من الطائرات المعادية، مما يجعله إضافة حاسمة لترسانة إيران العسكرية.
تم الكشف عن نظام "9 دي" في 21 أيار 2021، ويعتبر نقطة تحول مهمة للحرس الثوري الإيراني، الذي قام بإنتاج النظام كجزء من مبادرة أوسع لتحديث القوات العسكرية الإيرانية، وأكد الكشف عن هذا النظام التزام إيران بتطوير قدراتها العسكرية الذاتية.
تمت أول تجربة لقدرات نظام "9 دي" القتالية في مناورة "مدافعي سماء الولاية 2023"، التي جرت من 5 إلى 7 تشرين الثاني 2023، وخلال هذه المناورة، نجح النظام في اعتراض وتدمير عدة أهداف مخصصة، مما أظهر فعاليته ودقته في مواجهة التهديدات الجوية الحديثة.
تقنياً، يُعد نظام "9 دي" نظام دفاع جوي قصير المدى مخصص لمواجهة الأهداف المنخفضة الطيران، ويمتلك مدى فعال يتراوح بين 5 إلى 30 كيلومتراً وسقف طيران يصل إلى 20 كيلومتراً، مما يتيح له التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات من مسافات وارتفاعات مختلفة، كما تشير التقارير إلى أن أنظمة الرادار الخاصة به قادرة على اكتشاف وتعقب تهديدات جوية متعددة في الوقت نفسه، مما يوفر قدرات إنذار مبكر واعتراض قوية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تكامل النظام مع الأنظمة الدفاعية القائمة، مثل "خرداد-15"، يتيح استراتيجية دفاعية متعددة الطبقات تعزز من مرونة وفعالية شبكة الدفاع الجوي الإيرانية.
يختلف نظام "9 دي" بشكل ملحوظ عن "سوم خرداد" في شكل قاذفات الصواريخ، فبينما يحتوي نظام "سوم خرداد" على ثلاث صواريخ جاهزة للإطلاق، يعتمد نظام "9 دي" على تصميم فريد يتألف من مجموعتين، كل منهما تحتوي على أربعة صواريخ مدمجة، مما ينتج عنه إجمالي ثمانية صواريخ جاهزة للنشر، مما يوفر قوة نارية معززة وقدرة على العمليات المستمرة، وبالإضافة إلى ذلك، يتكامل نظام "9 دي" مع رادار اكتشاف من نوع S-band مثبت في مقدمة محطة السلاح الصاروخي، مما يحسن من قدرات النظام في اكتشاف وتعقب الأهداف.
يعتبر استخدام نفس تقنية الرادار في نظام "9 دي" مثل تلك المستخدمة في "سوم خرداد" ميزة رئيسية، حيث تم تصميم هذا الرادار خصيصاً لاكتشاف وتعقب الأهداف، مما يوفر بيانات حيوية لتوجيه الصواريخ ضد التهديدات الجوية المختلفة، بما في ذلك الطائرات والطائرات بدون طيار والصواريخ.