فهم العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والألم المزمن مهم لأن التحكم في إحداهما قد يؤثر بشكل مباشر على الأخرى، وسنقوم بتوضيح هذه العلاقة بطريقة سهلة الفهم، حتى لو لم تكن على دراية بالمصطلحات الطبية أو العلمية.

الألم المزمن هو الألم الذي يستمر لفترة طويلة - عادةً ما تزيد عن ثلاثة أشهر - ويمكن أن ينشأ من مصادر متعددة مثل التهاب المفاصل، مشاكل الظهر، أو تلف الأعصاب.

العيش مع الألم المزمن يمكن أن يكون تحدياً كبيراً على الصعيدين الجسدي والنفسي، لأنه يمكن أن يؤدي إلى التوتر، القلق، والاكتئاب، وكل ذلك يمكن أن يؤثر سلباً على صحتك العامة.

ارتفاع ضغط الدم هو حالة يكون فيها ضغط الدم ضد جدران الشرايين مرتفعاً بشكل مستمر، ويمكن أن يؤدي هذا على المدى الطويل إلى مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب، السكتة الدماغية، والفشل الكلوي، وما يثير الاهتمام هو أن الألم المزمن وارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤثرا على بعضهما البعض بطرق متعددة.

أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأحد الأسباب وراء ذلك هو أن الألم يسبب التوتر، والتوتر يمكن أن يؤدي إلى زيادة في ضغط الدم.

عندما تشعر بالألم، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، مما يمكن أن يجعل قلبك ينبض بشكل أسرع ويضيق الأوعية الدموية، وكل ذلك يمكن أن يرفع ضغط الدم، وإذا حدث هذا بشكل متكرر، فقد يساهم في ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

هناك أيضاً أدلة تشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم قد يزيد من حدة الألم المزمن، وتشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم قد يشعرون بالألم بشكل مختلف.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم على الطريقة التي يعالج بها الدماغ إشارات الألم، مما يجعلك أكثر حساسية للألم، وهذا يعني أنه إذا كنت تعاني من الألم المزمن وارتفاع ضغط الدم معًا، فقد تشعر بالألم بشكل أكثر حدة مقارنة بشخص ضغط دمه طبيعي.

غالباً ما يتطلب التحكم في الألم المزمن تناول أدوية مثل المسكنات أو العقاقير المضادة للالتهابات، ومع ذلك، يمكن أن تؤثر بعض هذه الأدوية أيضاً على ضغط الدم وتتسبب بارتفاعه.