أظهرت أبحاث أولية من جامعة ماكجيل أن إصابة عصب واحد يمكن أن تُحدث تغييرات كبيرة في جهاز المناعة على مستوى الجسم بالكامل. وتشير النتائج إلى أن هذه التأثيرات تختلف بين الذكور والإناث، ما قد يساهم في ظهور الألم المزمن ومشكلات صحية طويلة الأمد.
إصابات الأعصاب شائعة نسبياً، وقد تنتج عن الشد أو الضغط أو الجروح. وغالبا ما تؤدي هذه الإصابات إلى مشاكل مستمرة تشمل الألم المزمن. وفي حين أن جهاز المناعة عادةً يلعب دورا في شفاء الأنسجة التالفة، تشير الدراسات الجديدة إلى أن إصابات الأعصاب قد تعرقل نشاط المناعة في جميع أنحاء الجسم.
علامات التهاب واسعة بعد إصابة الأعصاب
أظهرت عينات الدم المأخوذة من الفئران علامات على وجود التهاب واسع النطاق بعد إصابة الأعصاب. وكان من المفاجئ أن ردود الفعل المناعية لدى الفئران الذكور والإناث كانت مختلفة تماما.
اختلاف استجابات الذكور والإناث
الفئران الذكور: زادت مؤشرات الالتهاب في الدم واستمرت مرتفعة على مر الوقت.
الفئران الإناث: لم تزد تلك المؤشرات رغم تعرضها لنفس الإصابة.
ومع ذلك، عند نقل الدم من الفئران المصابة إلى فئران سليمة، لاحظ الباحثون زيادة في حساسية الألم، مما يشير إلى وجود عامل متداول في الدم ينقل إشارات الألم عبر الجسم، حتى لو اختلفت آلية عمله بين الجنسين.
قال جيفري موغيل، أستاذ دراسات الألم بجامعة ماكجيل:
"هذا يعني أن الآلية التي تسبب الألم لدى الإناث تعمل عبر مسار بيولوجي مختلف لم نفهمه بعد."
وأضاف سام جوو، الباحث الرئيس للدراسة:
"من خلال فهم الاختلاف في استجابة الرجال والنساء لإصابات الأعصاب، يمكننا تطوير علاجات أكثر تخصيصا وفعالية للألم المزمن."
تداعيات صحية أوسع
تشير النتائج إلى أن إصابات الأعصاب قد تؤثر على أكثر من منطقة الإصابة مباشرة. التغيرات المستمرة في وظيفة جهاز المناعة قد تزيد من خطر الإصابة بحالات مزمنة، بما في ذلك الألم المستمر ومشكلات نفسية مرتبطة مثل القلق والاكتئاب.
أكد الدكتور جي تشانغ، أستاذ قسم الأعصاب والجراحة العصبية بجامعة ماكجيل:
"من المهم أن يدرك الأطباء والمرضى التأثير الكامل لإصابات الأعصاب. فإصابة محلية يمكن أن تؤثر على الجسم بأكمله، وقد تختلف استجابة الرجال والنساء لهذه الإصابات."
