أظهرت دراسة أجرتها كلية الصحة العامة ميل وإينيد زوكيرمان ومركز جنوب غرب العلوم الصحية البيئية أن بعض المبيدات الحشرية، وخاصة الفوسفات العضوية، ترتبط بزيادة خطر ولادة جنين ميت عند التعرض لها خلال الثلث الأول من الحمل وفترة التسعين يومًا قبل الحمل.
الدراسة التي حملت عنوان "التعرض للمبيدات الحشرية خلال الثلث الأول من الحمل وارتباطه بزيادة خطر ولادة جنين ميت" نُشرت في مجلة علم الأوبئة الأمريكية.
وقالت المؤلفة الأولى للدراسة، الدكتورة ميليسا فورلونغ، الأستاذ المساعد وعالمة الأوبئة البيئية في كلية الصحة العامة زوكيرمان: "في هذه الدراسة، برزت بعض المكونات بشكل خاص بسبب ارتباطها الكبير بخطر ولادة جنين ميت، تُظهر هذه النتائج أهمية النظر إلى المبيدات الفردية بدلاً من مجرد فئات المبيدات بشكل عام، حيث قد تشكل بعض المركبات الكيميائية مخاطر فريدة، كما تؤكد على إمكانية تأثير التعرضات قبل الحمل على نتائج الحمل."
لإجراء هذه الدراسة، قام الباحثون بربط سجلات استخدام المبيدات الحشرية في أريزونا لـ27 نوعًا مختلفًا من المبيدات ببيانات شهادات الميلاد في الولاية، والتي شملت 1,237,750 مولودًا و2,290 حالة ولادة جنين ميت خلال الفترة من 2006 إلى 2020.
ووجد الباحثون أن العيش في نطاق 500 متر من أماكن معينة تم فيها استخدام المبيدات الحشرية من نوع البيريثرويد والفوسفات العضوية أو الكاربامات خلال فترة التسعين يومًا قبل الحمل أو الثلث الأول من الحمل كان مرتبطاً بزيادة خطر ولادة جنين ميت.
وتحديداً، كانت المبيدات الحشرية سيبلفثرين، زتا سايبرميثرين، الفوسفات العضوية كفئة، المالاثيون، الكاربريل، وبيوبراموكارب هيدروكلوريد مرتبطة بزيادة خطر ولادة جنين ميت قبل الحمل، أما خلال الثلث الأول من الحمل، فكانت المبيدات فينبرابثرين، بيرمثرين، الفوسفات العضوية كفئة، أسيفيت، وفورميتانيت هيدروكلوريد مرتبطة بولادة جنين ميت.
وقال المؤلف المشارك، الدكتور بالوما بيمر، أستاذ وعميد مشارك مؤقت في كلية الصحة العامة زوكيرمان وعضو في مركز جنوب غرب العلوم الصحية البيئية، مركز أبحاث الربو وأمراض المجاري الهوائية في جامعة أريزونا، ومعهد BIO5: "من بين الفوسفات العضوية، أظهر الأسيفيت أقوى تأثير على ولادة جنين ميت، حيث كان التعرض للأسيفيت خلال الثلث الأول من الحمل مرتبطًا بتضاعف خطر الولادة، ومن فئة البيريثرويد، كان التعرض لسيبلفثرين خلال التسعين يومًا التي تسبق الحمل تقريبًا يضاعف خطر ولادة جنين ميت".
تُعد المبيدات الحشرية مواد كيميائية تُستخدم للسيطرة على الآفات في بيئات مختلفة، وتُصنف عادة إلى فئات مختلفة مثل الفوسفات العضوية، البيريثرويدات، والكاربامات، وعلى الرغم من أن الطريق الرئيسي للتعرض لهذه المبيدات بالنسبة لمعظم الناس يكون من خلال النظام الغذائي، إلا أن الاستخدام المنزلي والتعرض المهني يُعتبرون أيضاً طرقاً مهمة للتعرض.
وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن بعض المبيدات الحشرية قد لا تكون متورطة بشكل مباشر في هذه الدراسة، إلا أنها قد تشكل مخاطر على صحة الأم والجنين.
وقد تكون النساء الحوامل معرضات بشكل خاص للتأثيرات الضارة للتعرض للمبيدات الحشرية بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الحمل، مثل زيادة معدل الأيض، وتغير مستويات الهرمونات، والتغيرات في الجهاز المناعي، وقد يكون الجنين النامي أكثر حساسية للتأثيرات السامة للمبيدات الحشرية خلال هذه الفترة من النمو السريع والتطور.