قريبا ستتمكن من تسجيل أحلامك بهذه الطريقة البسيطة
منوعات
قريبا ستتمكن من تسجيل أحلامك بهذه الطريقة البسيطة
18 آب 2024 , 16:27 م

لم تعد التكنولوجيا التي تسجل أفكارك أثناء النوم مجرد خيال علمي بعيد المنال، فالتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) الذي يعمل مع الأجهزة القادرة على قراءة نشاط الدماغ قد يكون المفتاح لتسجيل ما نختبره في أحلامنا.

في عام 2023، أظهرت دراسة يابانية مشهورة بدايات هذه التقنية، حيث سجل الباحثون نشاط الدماغ للمشاركين أثناء نومهم باستخدام أجهزة تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، ثم استخدموا التعلم الآلي لتصنيف الأشياء التي يتخيلها الشخص، مثل مفتاح، أو شخص، أو كرسي، بناءً على النشاط الدماغي.

ومع ذلك، ركزت الدراسة على بداية النوم، أي المرحلتين الأولى والثانية من النوم، حيث نختبر الصور البصرية (الهلوسات)، ولم تشمل الأحلام الفعلية.

اختار الباحثون هذا النهج لأن المشاركين يمكن أن يستيقظوا بسرعة ويصفوا ما شاهدوه.

لإعادة إنتاج أحلامنا، نحتاج إلى بيانات تفصيلية من fMRI لمتطوعين يحلمون، وذلك لتدريب الذكاء الاصطناعي على التعرف على هذه الأحلام، ويجب أن يكون المتطوعون بارعين في تذكر أحلامهم بالتفصيل حتى نتمكن من معرفة مدى دقة التوقعات.

ورغم أن جمع هذا النوع من البيانات بشكل موثوق يمثل تحدياً كبيراً، فإن لدينا بالفعل تقدماً في مجال ذي صلة: فقد أجريت دراسات بحثية أنتجت مجموعات بيانات ضخمة من نشاط الدماغ باستخدام fMRI، بينما يشاهد المشاركون مقاطع فيديو أو يستمعون إلى تسجيلات صوتية أو يقرؤون نصوصاً.

وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المدربة على هذه البيانات، يمكننا بالفعل توقع ما قد يشاهده أو يقرأه شخص مستيقظ.

إذا افترضنا أنه في غضون سنوات قليلة، سيكون لدينا ما يكفي من البيانات لإنشاء مثل هذا الذكاء الاصطناعي، ولدينا أجهزة fMRI محمولة هادئة بما يكفي لتسمح للشخص بالنوم أثناء مسح أحلامه، فإن لدينا بالفعل الوسائل لعرض النتائج.

يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل "سورا" من OpenAI و"Lumiere" من Google DeepMind، إنشاء تسلسلات فيديو تشبه الأحلام بالفعل.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأحلام لتقديم وصف نصي دقيق، ستحصل على فيديو يعرض على الأرجح تسلسل الأحلام للشخص.

لكن يجب التحذير: هذه الأنظمة لا تقرأ العقول فعلياً، بل تقوم فقط بمطابقة أنماط نشاط الدماغ مع الصور التي شاهدتها من قبل، أي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يعرف ما إذا كان الفيديو يشبه حلمك بالفعل، لكنه سيقوم فقط بتجميع الصور معًا بطريقة قد تبدو عشوائية أحياناً.

لذلك، رغم أن النتيجة قد تبدو غريبة ومشابهة للأحلام، وقد تحتوي على العديد من العناصر التي تشبه الحلم الأصلي، فإنها لن تكون إعادة إنتاج دقيقة – تماماً كما أن فيلم "Cast Away" لتوم هانكس لا يعكس القصة الحقيقية للصياد خوسيه سلفادور ألفارينغا الذي قضى 14 شهراً على متن قارب صيد تائه في المحيط الهادئ، فالذكاء الاصطناعي مذهل، ذكي، وأحياناً غريب، لكنه ليس دائمًا دقيقًا عندما يتعلق الأمر بعقولنا.

المصدر: موقع Science Focus