خصائص قرش جرينلاند

يُعتبر قرش جرينلاند نوعاً من القروش النائمة وأحد أكبر أنواع القروش في العالم، ويمكن أن يصل طوله إلى 8 أمتار ويزن حوالي 1.5 طن، ويعيش هذا القرش في المياه الباردة والعميقة في منطقة القطب الشمالي، ويمكنه الهجرة إلى مناطق أخرى، وعلى الرغم من كونه مفترسًا قوياً، إلا أنه يتحرك ببطء ويعتمد على التهام الجثث، ويُعد هذا النوع من القروش معرضاً لخطر الانقراض، وذلك بسبب فترة الحمل الطويلة التي تتراوح بين 8 إلى 18 عاماً، بالإضافة إلى تأخر بلوغه الجنسي حتى يصل إلى سن 150 عاماً.

عمر قرش جرينلاند الطويل

تُعتبر فترة التكاثر الطويلة لهذا القرش مرتبطة بعمره الاستثنائي، فوفقاً للتقنيات الحديثة في تحديد العمر باستخدام الكربون المشع، قد وُلدت بعض أسماك قرش جرينلاند بين عامي 1504 و1744، وهذا يعني أن بعضها كان يسبح في المحيطات أثناء حياة شخصيات تاريخية مثل شكسبير والملكة إليزابيث الأولى، وقد عاش قبل الثورة الأمريكية.

أسباب طول العمر

لا يزال العلماء يبحثون عن الأسباب التي تمنح هذا القرش قدرة مذهلة على العيش لفترات طويلة، ولكن يُعتقد أن عملية الأيض قد تكون لها دور مهم، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن عملية الأيض لدى قرش جرينلاند لا تتباطأ بنفس الطريقة التي يحدث بها التباطؤ عند البشر أثناء تقدمهم في السن، وقد أشارت الأبحاث إلى أن أنشطة الإنزيمات التي تساعد في مقاومة الشيخوخة تظل نشطة لدى هذا النوع.

وقد علق عالم الأحياء إيوان كامبليسون، طالب دكتوراه في جامعة مانشستر، قائلاً: "أعتقد أن بيئة القطب الشمالي الصعبة قد تساهم في هذه الظاهرة، حيث لا تتوفر دائمًا كميات كافية من الطعام ولا يتفاعل هذا القرش بشكل متكرر مع أبناء جنسه، لذلك، يعتمد هذا النوع على استراتيجية حياة بطيئة في النمو وبناء احتياطيات من الطاقة لضمان القدرة على التكاثر عندما يحدث التزاوج."

هذا ويعتقد العلماء أنه إذا تمكنوا من كشف أسرار طول عمر قرش جرينلاند ومقاومته للأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل أمراض القلب، فقد يكون لهذا تأثير مباشر على تحسين جودة حياة كبار السن لدى البشر، علماً أن قرش جرينلاند يعيش في أعماق المياه الباردة، حيث يصل إلى أعمار مذهلة تصل إلى 500 عام، مما يجعله رمزًا لطول العمر والقدرة على مقاومة الزمن.