نقلت هيئة البث الرسمية عن مصادر في فريق التفاوض "الإسرائيلي" قولها إن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن عدم الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونيتساريم كان هدفها تفجير المفاوضات، مضيفةً أنه عرف بوجود تقدّم، واختار أن يطلق تصريحات تتناقض مع ما جرى التوافق عليه مع الوسطاء. فيما أكدت القناة الإسرائيلية العبرية "13" أن فريق التفاوض يتهم نتنياهو بأن ما يحرّكه فقط هو الاعتبارات السياسية.
وفي السياق، انتقد مسؤول أميركي، أمس الثلاثاء، تصريحات "متشددة" نُسبت إلى نتنياهو حول استمرار سيطرة "إسرائيل" على محور "فيلادلفيا" بين قطاع غزة ومصر، مؤكداً أنها لا تساعد في التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس. وقال المسؤول الكبير الذي يرافق وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جولته بالشرق الأوسط طالباً عدم كشف هويته، إن "تصريحات متشددة مماثلة ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، بحسب وكالة رويترز.
من جهتها، نفت الولايات المتحدة تقريراً نقل عن نتنياهو قوله إنه ربما أقنع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بضرورة بقاء قوات "إسرائيلية" على شريط حدودي بين غزة ومصر. وكتب صحافي من موقع أكسيوس على منصة إكس أن نتنياهو قال أمام حشد إن "إسرائيل" لن تسحب قواتها من محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بين غزة ومصر، لما له من أهمية عسكرية استراتيجية، وأخبر بلينكن بذلك خلال اجتماع في "إسرائيل" يوم الاثنين.
ونقل الصحافي عن نتنياهو قوله إنه ربما تمكن من إقناع بلينكن بهذا الأمر. وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين في الطريق إلى الدوحة "الشيء الوحيد الذي اقتنع به الوزير بلينكن والولايات المتحدة هو الحاجة إلى الوصول بمقترح وقف إطلاق النار إلى خط النهاية". وتابع: "مثل هذه التصريحات المتطرفة ليست بناءة لإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار"، بحسب ما نقلت "رويترز".
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، جدد نتنياهو تمسكه ببقاء جيشه في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر وممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، رافضاً الانسحاب "تحت أي ظرف". ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن نتنياهو قوله لممثلي عائلات أسرى "إسرائيليين" في غزة: "إسرائيل لن تغادر تحت أي ظرف من الظروف محور فيلادلفيا وممر نتساريم رغم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها للقيام بذلك". وأضاف: "هذه أصول استراتيجية، عسكرية وسياسية، على حد سواء".
وجاء تصريح نتنياهو بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بأنه وافق على الأفكار المطروحة للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة. وجرت مفاوضات بين "إسرائيل" وحركة "حماس" في 15 و16 أغسطس/ آب الجاري في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف تبادل الأسرى والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.