كتبت دكتورة ليلى نقولا:
" ينتصر مَن يعرف متى يقاتل ومتى لا يقاتل".
صن تزو ( فن الحرب)
₪₪₪₪₪₪₪
قرأتُ الكثير من الحماسة للحرب الكبرى في المنطقة، وبدون تفنيد المتحمسين ونواياهم التي تتراوح بين حسن النيّة، والعاطفة، و.. سوء النوايا، أورد بعض الافكار:
١. الولايات المتحدة ستدخل بثقلها في الحرب الكبرى في المنطقة ( إن حصلت).
٢. مَن يعتقد ان الصين وروسيا ستنخرطان ضد الاميركيين في معركة في الشرق الأوسط، واهم.
- الصين وروسيا تستفيدان استراتيجياً من إشغال الاميركيين في منطقة بعيدة عن "أولوياتهم الاستراتيجية".
٣. لم تصل اسرائيل بعد الى مستوى العبء الاستراتيجي على الغرب، لذا سيقاتل كله للدفاع عنها.
٤. مهما بلغت قوة "المحور"، لا يمكن مقارنتها بقوة حلف الناتو. التواضع ومعرفة قدراتك وقدرات خصمك مطلوبة قبل الذهاب الى حرب.
٥. مَن سيدفع ثمن المعركة الأكبر، هم شعوب المنطقة، ومَن يسكنون في الساحات التي ستجري فيها المعارك، خاصة لبنان وفلسطين.
٦. من السهل على كثيرين التنظير في الدعوة الى حرب كبرى، طالما يشاهدونها من خلف الشاشات ولا يُقتلون فيها ولا يُقصفون.
٧. في النهاية، اذا خسرت، سيحملونك المسؤولية كاملة عن الضحايا والدمار، واذا انتصرت سيعلنون أنهم شركاءك في النصر.
٨. نعود الى صن تزو: "لا توجد حالة واحدة لأمة استفادت من حرب طويلة الأمد"… اسرائيل ليست استثناءً.
لذا، أصبروا!!
فمن تعجّل شيئاً قبل أوانه
عوقب بحرمانه.
نقول:( د. أكرم ناكوزي):
ما تفضّلت به الدكتورة ليلى نقولا صحيح مائة بالمائة ولكن،،،
انه تحليل ناقص العناصر التكتية والاستراتيجية، ما ورد في تحليل الدكتورة ليلى يصحّ في المعارك والحروب التقليدية، وهذه الحروب لا مكان لها في صراعنا المصيري مع العدو اليهودي،
لا تقاس الأمور بحجم السلاح ولا حجم العديد والعتاد، فها هي غزة بظروفها الشبه معدومة تقف صامدة امام امكانيات عالمية وتقلب المقاييس "الوهمية" التي طالما عمل على ترسيخها العدو اليهودي، فقد سخّر امكانيات هائلة من مال وسلطة ونفوذ في تأليب الرأي العام العالمي على شعبنا، فبينما يتمثلون هم بالارهاب على جميع اشكاله قلبوا المفاهيم إلى إظهار انفسهم كفريق مظلوم مسكين بينما شعبنا الذي يرسخ تحت نير اجرامهم وُصم بالارهاب، وبحفنة صواريخ محلية الصنع وقذيفة الياسين 105 وبندقية الغول استطاع شعبنا إيلام العدو وإرباكه وحتى تكبيده خسائر لم يُمْنَ بها حتى في مهزلة الهولوكوست الكاذبة.
إنَّ علم الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية القومية قد تطور وأصبح أكثر فعالية من حيث وضع الإصبع على الجرح.
كانت الاستراتيجيات العسكرية في الماضي تقوم على معادلات بسيطة مبنية على نسبةالقوة بين أطراف النزاع، عدة وعديداً، وخطط هجوم والتفاف ودفاع، وهذا ما نلاحظه في المعارك التي حدثت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحتى في حرب روسيا امام محور "التحالف الدولي" بغطاء زيلينسكي.
أمَّا حربُنا مع العدو اليهودي، فلا تخضع لهذه المعايير القديمة، والتي بنَت عليها الدكتورة ليلى تحليلَها، فهي حربٌ من نوعٍ آخر، حربٌ اختلطت فيها مصالح دول عظمى بحتمية مصير الوجود لدى طرفي النزاع.
فبينما تُوهم الصِّهيونية العالمية الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاءها الغربيين و"الشرقيين" ،بأنّها تحاربُ عنهم لتأمين مصالحهم "وهم يُصَدِّقون!!"، وبالتالي تستدرُّ عطفهم، ودعمهم غيرَ المشروط، عسكرياً ومالياً واقتصادياً وسياسياً؛ يعملُ شعبُنا على نهجِ استرجاعِ حقوقِه القوميةِ في معركةٍ وجوديةٍ بدأتْ، منذ ما قبلَ "النكبة" وما زالت مستمرة، حتى استرجاعِ كاملِ الحقوقِ المسلوبة.
إنَّها ليست حروباً ناريَّةً فحسب، إنَّها حروبُ قلوبٍ جبّارةٍ، وإرادةٍ لا تعرفُ الوَهْنَ أوالضّعفِ والتراجع.
أما استرتيجيةُ اليوم فتقوم على مبدَإ ٍبسيطٍ يختصرُ كُل َّالخِطَطِ العسكريةِ والسياسيةِ، وهذا عنوانها:
لا يهمُّ مقدارُ الضرباتِ التي تضربُها على العدو، ما يهمُّ هو مقدارُ الضربات التي يُمكِنُكَ تَحَمُّلَها من عدوّك.
“It does not matter how many blows you can deliver, what matters is how many blows you can receive.”
فقبل تأمين المصالح المرجوةِ من أيِّ نزاعٍ او صراع، الأولويةُ تذهبُ دائماً إلى تأمينِ الاستمرار.
وبالمقارنة، نلاحظُ أنَّ نتيجةَ تحريرِ الـ الألفين قامت على مبدأ عجز العدو من تحمل ضربات المقاومين،، فتم الانسحاب غيرُ المشروط.
وكذلك هي نتيجةُ معركةِ الألفين وسِتَّة،، فإنَّ حجمَ الدمارِ الذي أحدثته الآلةُ الحربيةُ اليهوديةُ المدعومةُ عالمياً، بدونِ شروطٍ، كان هائلاً ولا يقاسُ بحجمِ الدمارِ الذي أحدثته بضعةُ صواريخ اطلقتها المقاومةُ على الكيان الغاصب، ولكنَّ النتيجة أتت لصالحِ شعبِنا، بالرغمِ منَ التفاوتِ الكبيرِ في التسليحِ والعديد؛ فما هو العاملُ الذي صنع الفرقَ وعوَّضَ عن النقص.. إنَّها إرادةُ شعبِنا وضعفُ قدرةِ العدوِّ على تحمُّلِ الضربات.
وها نحن اليوم ندخل في مواجهة جديدة، حيث لم تتغير طبيعةُ العدوِّ، ولم تتغير طبيعةُ شعبنا، فهم يضربون ويوجعون ويدمرون،، ونحن نضرب ونوجع وندمر، قارنوا النتائج، تصاعدٌ في الزَّخمِ المعنويِّ والنفسيِّ والعسكريِّ لدى شعبنا، وانهيارٌ على جميعِ الأصعدةِ، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ونفسياً، لدى العدوّ، حتى حاولَ التعويضَ عن هذا الوَهْنِ، بالِاستِنجادِ بما يُسمّى "حلفاءَه".
فإلى متى يستطيعُ هذا المارِدُ "الوَرَقِيُّ" من الصمود، وها إنَّ قطعانَهُ الِاستيطانيَّةَ بدأت تبكي، وتتوسّلُ ،وتشكو من الخوف على الوجود؟