أعلنت البحرية الروسية اليوم 26 آب 2024، عبر فيديو بثته قناة "زفيزدا" التلفزيونية الروسية، عن ضم كورفيت صاروخي جديد من مشروع 22800 "أمور"، المعروف أيضاً باسم "فئة كاراكورت"، إلى أسطولها البحري، ويتميز هذا الكورفيت الجديد بتجهيزه بنظام صواريخ كروز "كاليبر-NK"، مما يمثل تعزيزا كبيرا لقدرات العمليات البحرية الروسية.
مشروع 22800 "أمور"
يمثل مشروع 22800 "أمور"، أو ما يعرف بـ "فئة كاراكورت"، سلسلة من السفن الصاروخية الصغيرة المصممة لتزويد البحرية الروسية بسفن سريعة وعالية المناورة قادرة على تقديم قوة نارية هائلة، وقد تم تصميم هذه السفن خصيصاً للدفاع الساحلي والعمليات الهجومية، مع التركيز على استخدام تكنولوجيا الصواريخ المتقدمة.
اعتباراً من شهر آب 2024، قامت البحرية الروسية بتشغيل 12 سفينة من هذه الفئة، مع وجود وحدات إضافية قيد الإنشاء، ويعكس التوسع السريع لهذا الأسطول التزام روسيا بتعزيز قواتها البحرية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة والحاجة إلى تأمين حدودها البحرية، وبفضل حجمها الصغير وتعدد استخداماتها، يمكن نشر هذه السفن في مختلف البيئات البحرية، من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، وحتى في المناطق القطبية.
نظام صواريخ كروز "كاليبر-NK"
يعد نظام صواريخ كروز "كاليبر-NK"، الذي تحمله السفينة الجديدة، سلاحاً هائلاً في الترسانة البحرية الروسية، وصاروخ "كاليبر-NK" هو النسخة التي تطلق من السفن من عائلة صواريخ كاليبر، وهو قادر على ضرب الأهداف البرية والبحرية بدقة عالية، حيث تتميز هذه الصواريخ بمرونتها، حيث يمكن تعديلها لتنفيذ مهام مختلفة، بما في ذلك مكافحة السفن، والهجمات البرية، والحرب ضد الغواصات، مما يؤكد الطبيعة الشاملة لقدرات البحرية الروسية.
مواصفات صواريخ كروز "كاليبر-NK"
تُعرف هذه الصواريخ بمدى طويل ودقة عالية، حيث يصل مدى النسخة المخصصة للهجمات البرية إلى 2500 كم، اعتماداً على النموذج المحدد، وتشكل مرونة نظام "كاليبر-NK" جزءاً أساسياً من استراتيجية روسيا لإظهار قوتها خارج حدودها المباشرة، خاصة في المناطق المتنازع عليها مثل البحر الأبيض المتوسط الشرقي، حيث تتزايد الحضور البحري الروسي.
تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية للقوات الروسية
يدل دمج صواريخ "كاليبر-NK" في سفن مشروع 22800 "أمور" بوضوح على نية روسيا الحفاظ على قدرة ردع قوية ضد الخصوم المحتملين، كما أن قدرة النظام الصاروخي على تنفيذ ضربات دقيقة على مسافات طويلة تعزز من الخيارات الهجومية والدفاعية للبحرية الروسية، مما يجعل هذه السفن تهديداً كبيراً لأي قوة بحرية معادية.
إضافة هذه السفينة الصاروخية الجديدة إلى البحرية الروسية يعزز أسطولها السطحي ويبرز تركيز روسيا على تحديث بنيتها التحتية العسكرية، ومع استمرار تطور المشهد الجيوسياسي، خاصة في مناطق القطب الشمالي والبحر الأسود، من المحتمل أن تلعب القدرات الموسعة للبحرية الروسية دوراً حاسماً في تأمين مصالح البلاد.
علاوة على ذلك، يعكس التطوير المستمر ونشر سفن مشروع 22800 "أمور" المزودة بصواريخ "كاليبر-NK" استراتيجية أوسع لروسيا تعتمد على الحروب غير المتكافئة، فمن خلال التركيز على السفن الصغيرة الأكثر رشاقة والمسلحة بصواريخ قوية، تهدف روسيا إلى موازنة التفوق العددي والتكنولوجي للقوات البحرية الأكبر مثل تلك التابعة لحلف الناتو.
أهمية السفن الصاروخية الروسية الجديدة
ومع استمرار البحرية الروسية في توسيع أسطولها من السفن الصاروخية المتقدمة مثل تلك التي ينتمي إليها مشروع 22800 "أمور"، قد يتغير توازن القوى في المناطق البحرية الرئيسية، مما يثير قلق الدول المجاورة والقوى العالمية، ومن المرجح أن يتم مراقبة نشر هذه السفن عن كثب من قبل المحللين العسكريين والحكومات على حد سواء، حيث أنها تمثل قفزة نوعية في قدرات البحرية الروسية.
يعد إضافة السفينة الصاروخية الجديدة من مشروع 22800 "أمور" والمزودة بصواريخ كروز "كاليبر-NK" تطورًا محوريًا للبحرية الروسية، ويؤكد هذا التطور على الجهود المستمرة لروسيا لتحديث قواتها العسكرية والحفاظ على ميزة استراتيجية في بيئة أمنية عالمية تزداد تعقيدا، وهذه الميزة الاستراتيجية هي شهادة على التزام روسيا بالدفاع الوطني وقدرتها على التكيف مع التهديدات المتغيرة.