اكتشاف آثار ديناصورات على جانبي المحيط الأطلسي يغير فهمنا للتاريخ الجيولوجي
منوعات
اكتشاف آثار ديناصورات على جانبي المحيط الأطلسي يغير فهمنا للتاريخ الجيولوجي
28 آب 2024 , 19:24 م

اكتشف فريق دولي من الباحثين بقيادة عالم الحفريات لويس إل. جاكوبس من جامعة ساوثرن ميثوديست (SMU) آثار أقدام ديناصورات متطابقة على جانبي المحيط الأطلسي.

بصمات تعود إلى العصر الطباشيري المبكر

توفر هذه البصمات، التي تعود إلى العصر الطباشيري المبكر، نظرة على فترة زمنية كانت فيها الديناصورات تتنقل بحرية بين ما يُعرف الآن بأمريكا الجنوبية وأفريقيا.

تم اكتشاف أكثر من 260 بصمة ديناصور في موقعين متباعدين: البرازيل والكاميرون.

تشير البصمات إلى فترة كانت فيها القارات متصلة، مما أتاح للديناصورات الهجرة عبر القارة العملاقة المعروفة باسم غوندوانا، التي انقسمت لاحقاً لتشكل القارات التي نعرفها اليوم.

وفقاً لجاكوبس، فإن البصمات ليست مشابهة فقط في العمر، بل في الشكل والسياقات الجيولوجية التي وُجدت فيها.

آثار أقدام لديناصورات ثيروبود ذات الثلاثة أصابع

تكونت هذه البصمات القديمة على الطين والطمي على طول ما كان في السابق أنهاراً وبحيرات، ومعظم البصمات تعود إلى ديناصورات ثيروبود ذات الثلاثة أصابع، رغم أن بعضها قد يعود لديناصورات سوروبود أو أورنيثيسشيان، بحسب ديانا بي. فينيارد، الباحثة المشاركة في الدراسة.

الرابط الجيولوجي بين أفريقيا وأمريكا الجنوبية

يشرح الباحثون أن أحد آخر الروابط بين القارتين كان شريطاً ضيقاً من الأرض حيث التقى شمال شرق البرازيل بما يعرف الآن بساحل الكاميرون، وقد سمح هذا الاتصال للحيوانات، بما في ذلك الديناصورات، بالتحرك بين القارتين قبل أن تنفصلا في النهاية.

انقسام القارات وتكوين المحيط الأطلسي الجنوبي

تسلط الدراسة الضوء على كيفية بدء انقسام أفريقيا وأمريكا الجنوبية قبل حوالي 140 مليون سنة، ومع تباعد الصفائح التكتونية تحت القارات، صعدت الصهارة من وشاح الأرض إلى السطح، مكونة قشرة محيطية جديدة، ومع مرور الوقت، تحولت الفجوة المتسعة إلى المحيط الأطلسي الجنوبي، مما فصل بين القارتين بشكل دائم.

الأدلة الجيولوجية على أحداث هائلة

تم اكتشاف البصمات في مناطق تحمل علامات هذه الأحداث الجيولوجية الضخمة، في كل من منطقة بوربورما في شمال شرق البرازيل وحوض كوم في شمال الكاميرون، وتحتوي الرواسب القديمة للأنهار والبحيرات على هذه البصمات، بالإضافة إلى حبوب لقاح أحفورية تساعد في تأريخها إلى 120 مليون سنة مضت.

يوضح جاكوبس أنه قبل الانفصال الكامل للقارات، كانت الأنهار تتدفق وتتكون البحيرات في هذه المناطق، مما خلق بيئات دعمت مجموعة متنوعة من الحياة، وقال جاكوبس: "النباتات كانت تغذي الحيوانات العاشبة وتدعم سلسلة غذائية، والرواسب الطينية التي خلفتها الأنهار والبحيرات تحتوي على بصمات ديناصورات، بما في ذلك آثار آكلة اللحوم، مما يوثق أن هذه الوديان النهرية يمكن أن توفر ممرات محددة لحركة الحياة عبر القارات قبل 120 مليون سنة."

يقدم هذا الاكتشاف فهما أعمق لكيفية عيش الديناصورات وهجرتها، كما يقدم لمحة فريدة عن العالم القديم قبل أن تأخذ القارات شكلها الحالي.

المصدر: موقع Knowridge