إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة:
بأن التحديات التي تواجهها الحركة الوطنية الفلسطينية اليوم إنما تختلف تماماً عما كان عليه الحال قبل سنوات .
نحن اليوم أمام مرحلة جديدة وما حدث خلال الأشهر المنصرمة في غزة وما يحدث حالياً في الضفة ناهيك عما تتعرض له مدينة القدس إنما هي محطات فارقة في تاريخ شعبنا حيث بتنا نلحظ إمعاناً في التآمر علينا وعلى قضيتنا الوطنية .
كانوا يكذبون علينا في حقب معينة بمعاهدات سلام وبدولتان لشعبان إلى أن وصلنا الى ما نراه اليوم من تدمير ممنهج لمنجزات الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والاستهداف المبرمج وبوسائل معهودة وغير معهودة للقدس والتي نعتبرها عاصمة لفلسطين رغماً عن كل ما حل بها وما تعرضت له من سياسات هادفة لطمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من هويتها .
وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
ما هو مطلوب من الفلسطينيين في هذه الأوقات العصيبة والحساسة وخاصة شريحة المثقفين إنما هو ضرورة العمل على توحيد الصفوف وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي فمسألة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسامات ليست ترفاً فكرياً بل هي حاجة استراتيجية من أجل أن نكون موحدين في مواجهة المؤامرات والتحديات الغير مسبوقة والتي نتعرض لها .
وأوضح سيادته:
القادة السياسيون في إسرائيل يقولون لن تكون دولة فلسطينية ولن نسمح للفلسطينيين بأن يحققوا أهدافهم الوطنية.
ويجب أن يقبلوا بأن يكونوا أقليات وجاليات نستضفيها في وطنهم فهذا ما يريده الإسرائيليون منا وهو أن نكون ضيوفا عندهم .
إن إسرائيل لن تتغير والذي يجب أن يتغير هو واقعنا الفلسطيني و واقعنا العربي ومن يتوقعون أن يكون هنالك تغيير داخل إسرائيل فلن يجدوا هذا التغيير ولن يلحظوا إلا مزيداً من العنصرية والكراهية تجاه الفلسطينيين .
لا تتوقعوا أن يتغير شيء في إسرائيل فالذي يجب أن يتغير هو واقعنا الفلسطيني والعربي .
وكان سيادته قد قال في تصريح سابق :
بأن الاعتداءات والاقتحامات في الضفة الغربية لم تتوقف وقد ازدادت وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة واليوم نحن أمام تدخل عسكري في عدد من المدن والمخيمات والقرى وأننا نعتبر ذلك بأنها رسالة تهديد ووعيد لشعبنا الفلسطيني كله .
هنالك مقولة كنا نسمعها في الماضي :
(العربي الجيد هو العربي الصامت)
وهم يريدوننا أن نكون صامتين مكتوفي الأيدي امام ما يرتكب من جرائم بحق شعبنا الفلسطيني .
من المؤسف والمحزن أن هذه الجرائم التي ترتكب في غزة وفي الضفة وفي القدس يراها العالم بأسره لا سيما المسؤولين العرب الرسميين والذين حتى هذه الساعة (ويستثنى من ذلك البعض) لم يقوموا بدورهم المأمول من أجل وقف العدوان ووقف هذا التآمر الغير مسبوق على شعبنا الفلسطيني .
من الواضح بأن بعض القادة العرب ليسوا أحراراً في اتخاذ المواقف التي يجب أن يتم اتخاذها وبعضهم يعمل على الرموت كونترول من القابع في البيت الأبيض .
وهنا وجب تذكيرهم بأن المتآمر على فلسطين وشعبها هو متآمر عليكم وإذا ما صمتم اليوم أمام هذا الكم الهائل من الجرائم فسيأتي دوركم فتحركوا قبل فوات الأوان لإنقاذ شعبنا من هذا الكم الهائل من المظالم في غزة وفي الضفة وفي القدس.
إلى متى سوف تستمر هذه الجرائم وهذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وغزة قد دمرت بشكل كلي وبعض الأماكن في الضفة الغربية يتم تدميرها و تجريفها اما ما يحدث في القدس فحدث ولا حرج .
أوقفوا هذه المأساة وهذه الكارثة التي ترتكب بحق شعبنا فشعبنا لن يرفع راية الاستسلام مهما كانت التضحيات .