إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة:
بأنه قد مر عام على العدوان الهمجي الذي يتعرض له أهلنا في غزة وهنالك عدوان أيضاً على لبنان الشقيق.
وفي ظل هذه الآلام والأحزان والمعاناة التي نعيشها تطرح في بعض الأحيان تساؤلات وتوجه انتقادات حول الأعراس والإفراج في مجتمعنا .
وأوضح سيادته قائلاً:
كلنا نعيش الألم والحزن على الشهداء وعلى المعاناة التي يتعرض لها شعبنا ولكن هذا الشعب هو شعب يعشق الحياة ولا يجوز السماح للاحتلال بأن يقتل فسحة الأمل والفرح خاصة عندما تكون هنالك أعراس وشبابنا يقبلون على مرحلة الحياة الزوجية .
إننا نتفهم الانتقادات التي توجه في بعض الأحيان بسبب الأفراح والأعراس في ظل حالة الحرب التي نعيشها ولكن في المقابل نقول :
فلنجعل من هذه الأفراح والأعراس محطات للأمل والرجاء والتأكيد على أننا أبناء الحياة ولسنا أبناء الموت.
وبأننا نعشق الحرية والكرامة ونريد أن نحيا بسلام في هذه الأرض المقدسة .
نقف إجلالاً واحتراماً وتكريماً لأرواح شهداءنا ولكن الحياة سوف تستمر وتتواصل والكثيرون ممن يقيمون أفراحهم ويبتهجون بزواج أبناءهم باتوا يضعون على بطاقات الدعوة عذراً لأهلنا في غزة وعذرا لشهداءنا وآلام شعبنا وهذه عادة حميدة.
إننا في أفراحنا ومناسباتنا الطيبة نتذكر أن هنالك شهداء وهنالك دماء وهنالك آلام وأحزان فلتكن هذه المناسبات لقاءات لتأكيد عشقنا وارتباطنا بهذه الأرض .
وفي الوقت الذي فيه نرفض ممارسات الاحتلال الظالمة فإننا نؤكد بأننا سنبقى أبناء هذه الأرض التي نعشقها وجذورنا عميقة في تربتها وفي الأعراس التي تقام في هذه الأوقات يجب الأخذ بعين الاعتبار الوضع الذي يمر به شعبنا والحالة الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
ومع كل عرس وفرح يبقى في القلب غصة ولن يكتمل الفرح في ظل هذه الأوضاع الراهنة.
فكان الله في عون شعبنا الذي يتألم ويعاني من هذا الكم الهائل من المظالم .
وكان سيادة المطران عطاالله حنا قد أكد قائلاً:
بأن سياسة الاغتيالات التي تمارسها سلطات الاحتلال إنما هي سياسة ممنهجة وأسلوب معروف ومنذ سنين طويلة وما أكثر أولئك الذين تم اغتيالهم بأساليب متنوعة معهودة وغير معهودة .
إنهم يظنون أنه من خلال هذه الاغتيالات هم قادرون على تصفية أنبل وأعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث.
أنهم قادرون على أن يصلوا إلى أي شخص يريدون استهدافه وهم يملكون إمكانيات عسكرية وتكنولوجية وغيرها .
ولكنهم ليسوا قادرين على تصفية قضية شعب يعشق الحياة والحرية والكرامة.
نقول لجبابرة وسياسيي هذا العالم :
بأن السلام الذي تتحدثون عنه لا يمكن أن يتحقق مع هذه المنظومة الإجرامية ومع هذا الاستهداف المبرمج والتآمر الواضح على القضية والشعب الفلسطيني .
لا توجد هنالك قوة قادرة على تصفية القضية.
فهم قادرون على قتل الأشخاص ولكنهم لن يتمكنوا من قتل قضية شعب كافح وناضل من أجل الحرية وتعرض لكمٍ هائل من المؤامرات والنكبات والنكسات منذ وعد بلفور وحتى هذه الساعة وصولاً الى النكبة الجديدة والمتجددة في غزة .