أعلنت وكالة ناسا وشركة SpaceX عن خططهما لإطلاق مهمة "يوروبا كليبر"، والتي ستساعد العلماء في معرفة ما إذا كان قمر المشتري "أوروبا" يمكن أن يدعم الحياة. سيتم إطلاق المهمة يوم الخميس، 10 أكتوبر، باستخدام صاروخ SpaceX Falcon Heavy من مجمع الإطلاق 39A في مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا، وفقا لتأكيدات وكالة ناسا.
ما هي مهمة يوروبا كليبر؟
ستساعد مهمة "يوروبا كليبر" العلماء في تحديد ما إذا كان قمر "أوروبا"، أحد الأقمار الجليدية لكوكب المشتري، يمكن أن يدعم الحياة، ومن المقرر أن تصل المركبة إلى نظام المشتري في أبريل 2030، وستقضي أربع سنوات في دراسة "أوروبا" من خلال 32 مرة اقتراب قريبة على الأقل، ستقوم المركبة بتصوير سطح القمر الجليدي بدقة عالية في كل مرة مرور.
تعد "كليبر" أكبر مركبة فضائية طورتها ناسا لمهمة كوكبية، حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 16 قدمًا وعرضها 100 قدم - بحجم ملعب كرة السلة تقريبا - وذلك بفضل ألواحها الشمسية الضخمة.
من جهة أخرى، ستقوم مركبة "مستكشف أقمار المشتري الجليدية" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي أُطلقت العام الماضي وستصل إلى نظام المشتري في 2031، بالدوران حول "غانيميد" وتنفيذ اقترابات قريبة لكل من "كالستو" و"أوروبا".
لماذا تتجه ناسا إلى قمر أوروبا؟
اكتشف العالم "غاليليو غاليلي" قمر "أوروبا" في 7 يناير 1610 باستخدام أحد أوائل التلسكوبات، إلى جانب الأقمار الثلاثة الأخرى المعروفة باسم "الأقمار الغاليليّة" - "غانيميد"، "كالستو" و"آيو".
يبلغ قطر "أوروبا" 1,940 ميلاً (3,122 كيلومترًا) - وهو أصغر قليلاً من قمر الأرض - ويستغرق حوالي 85 ساعة لإكمال دورة حول المشتري. ومع ذلك، فهو أشبه بكوكب أكثر من كونه قمرا، إذ يمتلك مجالا مغناطيسيا، وغلافا جويا خفيفا من الأوكسجين، ونواة سائلة من الحديد. تظهر الشقوق على سطحه الجليدي مما يجعله يبدو كعين متشققة.
لقد أثار اهتمام العلماء الكوكبيين وعلماء الأحياء الفلكية منذ أن تم العثور على محيط مالح تحت قشرته الجليدية التي يبلغ سمكها 11 ميلا (18 كيلومترا). ومنذ زيارة "فوياجر 1" و"فوياجر 2" للمشتري لأول مرة في أواخر السبعينيات، تم تأكيد وجود هذا المحيط من قبل مركبة "غاليليو" الفضائية التابعة لناسا في أواخر التسعينيات. يُعتقد أن المحيط الجوفي يتراوح عمقه بين 40 و100 ميل (60 إلى 150 كيلومترا).
مهمة مركبة "يوروبا كليبر"
وفقا لوكالة ناسا، الهدف العلمي الأساسي لمركبة "كليبر" هو تحديد ما إذا كانت هناك أماكن تحت سطح "أوروبا" يمكن أن تدعم الحياة. الأهداف العلمية الثلاثة الرئيسية للمهمة هي فهم تكوين "أوروبا" وجيولوجيته، والتعرف على طبيعة القشرة الجليدية والمحيط الذي يقع تحته، خاصة فيما يتعلق بإمكانية الحياة فيه.
اكتشاف المحيطات الجوفية في النظام الشمسي الخارجي يُعد أحد أهم الاكتشافات في علم الكواكب في القرن الحادي والعشرين، ويعتبر "أوروبا" المثال الأبرز على ذلك.
الجيزرات وألوان التوهج في أوروبا
أظهرت دراسة في عام 2020 أن "أوروبا" قد تتوهج بدرجات من اللون الأخضر والأزرق والأبيض، حتى في الليل، وهو ما ستقوم مركبة "يوروبا كليبر" بمراقبته لفهم المزيد عن تركيبة الجليد على سطح القمر. كيف يمكن أن يتغير هذا التكوين قد يعطي العلماء أدلة حول ما إذا كان "أوروبا" يمكن أن يستضيف الحياة.
وكشفت ورقة بحثية أخرى في عام 2020 أن مركبة "غاليليو" التابعة لناسا ربما جمعت أدلة تشير إلى أن "أوروبا" تطلق أحيانا بعض المياه من محيطها إلى الفضاء. وفي عام 2012، اكتشف تلسكوب "هابل" الفضائي أدلة على وجود الهيدروجين والأكسجين في الغلاف الجوي لأوروبا، وفي عام 2016، التقط صورًا لما قد يكون أعمدة بخار ماء تنبعث من السطح.