يوسف شرقاوي
من أين نبدأ، من البطولة اللافتة في معركة مخيم جنين الأولى، أم من الصمود المتواصل في المخيم بعد المعركة، أم من الإستهداف المتكرر وشبه اليومي، من قَبل جيش الإحتلال والذي كتب عنه الكاتب، والروائي اللبناني الياس خوري، أم من الهروب الفذ من نفق سجن "الخزنة" جلبوع ؟
حين تقابلة تتأثر ببساطته المفرطة، وأنت تتبادل معه الحديث، يعود بك ليس إلى مخيم جنين وحسب، بل إلى جميع مخيمات الوطن والشتات، تلك المخيمات التي شبّه شاعرنا الكبير محمود درويش حالة الدفاع عن حياة سكانها ب "جنون الحياة.
صحيح أن زكريا، لايدرج اسمه في قائمة السياسيين، أو المثقفين الفلسطينيين، لكن يدرج اسمه في أعلى قائمة "قطّاع الطرق" السياسيين، على كل طرق قوافل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
بالأمس، انفطرت قلوبنا على استشهاد نجله البكر "محمد" مع مجموعة مقاتلة في طوباس، بغارة جوية من مُسَيّرة إسرائيلية، ذكرتنا بأبيه زكريا المقاتل الجسور الذي قُدّر له أن ينجو مرات عديدة من إستهدافات جيش الإحتلال في معارك الدفاع عن مخيم جنين المتواصلة.
ومن وحي المناسبة الحارقة، لايسعنا إلا أن نقول لك: يكفيك فخرا أنك في كل عرس وطني لك قرص يليق بك يازكريا.
سلام على زيتونة فلسطينيةآوت زكريا ونجله الشهيد.