أظهرت دراسات حديثة أن عنصر المنغنيز يمكن أن يكون المفتاح لعلاج جديد في مكافحة أمراض القلب والشرايين. حيث يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل في تراكم الترسبات داخل الشرايين، والتي قد تؤدي إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية، ويُعتبر تراكم الدهون الضارة في الدم أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تلك الأمراض، وهي مشكلة تؤثر على نصف عدد البالغين حول العالم.

اكتشاف دور جديد للمنغنيز

في الأبحاث التي أجريت على الفئران، وجد العلماء أن المنغنيز، الذي كان يُعتبر في السابق عنصراً نادراً في العمليات الحيوية، يلعب دوراً مهماً في تخفيض مستويات الدهون الضارة في الدم، ويعمل المنغنيز على تنظيم عملية نقل الدهون في الجسم من خلال تأثيره على بروتين معين يسمى **COPII**، والذي يسهم في نقل الدهون داخل مجرى الدم.

إحدى المفاجآت التي كشف عنها البحث أن المنغنيز لا يساهم فقط في تنظيم مستويات الدهون، ولكنه أيضاً يساعد على تقليل تراكم الترسبات الشريانية التي تشكل خطراً على صحة القلب. حيث وُجد أن هذه الترسبات تتسبب في انسداد الشرايين، مما يؤدي إلى الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية قاتلة.

المنغنيز وتنظيف الشرايين من التراكمات الضارة

تشير هذه الدراسات إلى إمكانية استخدام المنغنيز كعلاج فعّال ليس فقط في تقليل مستويات الدهون في الدم، بل أيضاً في تنظيف الشرايين من التراكمات الضارة. وأكد الباحث الرئيسي، الدكتور شياو وانغ، أن هذه النتائج قد تمهد الطريق لتطوير أدوية جديدة تعتمد على المنغنيز لعلاج تصلب الشرايين والوقاية من أمراض القلب.

وأضاف وانغ: "نحن متحمسون لاكتشاف كيفية تسخير هذا العنصر لعلاج أمراض القلب المزمنة، ونحن بصدد اختبار فعالية هذا العلاج على البشر في الدراسات المستقبلية."

المنغنيز وصحة القلب

هذه الأبحاث قد تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في علاج أمراض القلب، والتي تعتبر السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم. ويأمل العلماء أن يتم تطوير علاجات تعتمد على هذا العنصر للمساعدة في تقليل حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية، خاصةً لأولئك الذين يعانون من مستويات عالية من الدهون في الدم.

تم نشر هذه الأبحاث في مجلة **Life Metabolism**، وهي مجلة علمية مرموقة تغطي أحدث الأبحاث في مجالات الأيض والعلوم الطبية الحيوية.