إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله في كنيسة القيامة وفداً من أبناء الرعية الأرثوذكسية من منطقة الجليل:
والذين يزورون مدينة القدس حيث رحب بهم سيادته وتابع: بأننا سعداء بلقاءكم في هذه المدينة المقدسة وهي مدينة إيماننا وحاضنة أهم مقدساتنا والمدينة التي نحن ساكنون فيها ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي قلوبكم وفي قلب كل إنسان مؤمن في هذا العالم.
القدس مدينة مرتبطة بالإيمان المسيحي وبالتاريخ المسيحي حيث أن أهم الأحداث الخلاصية تمت فيها وفيها تأسست الكنيسة الأولى ومنها انطلقت رسالة الإيمان إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولكننا في نفس الوقت نحن نحترم خصوصية القدس وهي مدينة تختلف عن أية مدينة أخرى في هذا العالم ،فهي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وهي المدينة الحاضنة لأهم مقدساتنا المسيحية والإسلامية لا سيما كنيسة القيامة والمسجد الأقصى.
وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا: إننا نرفض أي خطاب إقصائي أياً كان شكله وأياً كان لونه فهذه هي أرض المحبة والسلام.
والسلام مُغيب عن ديارنا بسبب غياب العدالة وبسبب وجود احتلال غاشم يستهدف أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة تفاصيل حياته.
أقول للمسيحيين في هذه الديار لا تتأثروا بالخطاب المشبوه الذي يريدكم أن تتحولوا من كنيسة إلى طائفة ويريدكم أن تتقوقعوا وأن تنعزلوا عن محيطكم الإنساني والوطني.
نحن كنيسة ولسنا طائفة والكنيسة شيء والطائفة شيء آخر ، والكنيسة تحثنا على المحبة والتي لا حدود لها و تحثنا على احترام كرامة الإنسان وحريته ومن منطلقات إيمانية وإنسانية وأخلاقية.
من واجبنا أن نطالب بوقف الحرب وأن تتحقق العدالة في هذه الأرض لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بحرية طال انتظارها.
هنالك نفر من الذين لا يتحلون بالوعي والنضوج الكافيين والذين يوجهون سهامهم لأي شخصية دينية مسيحية تدافع عن الحقوق الفلسطينية الثابتة باعتبار أن هذا شأن سياسي لا يجوز أن يتدخل به رجال الدين.
وأنا أقول لهؤلاء: من قال لكم أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية سياسية فحسب ومن قال لكم بأننا يجب أن نتجاهل وأن نغمض أعيننا أمام المظالم الذي يتعرض لها شعبنا، عودوا إلى رشدكم وإلى إنسانيتكم وإلى مسيحيتكم الحقة لكي تكتشفوا بأن الدفاع عن حقوق الإنسان والدفاع عن المظلومين إنما هو من قيمنا ومن أدبياتنا وأخلاقنا المسيحية السامية.
أن تكون مسيحياً متجاهلاً لانتهاكات حقوق الإنسان والمظالم التي يتعرض لها شعبنا هذا يعني أنك لست مسيحياً حقيقياً ، وما أكثر أولئك الذين يدعون الانتماء للمسيحية وهم لا يعرفون منها شيئاً سوى بعض الشعارات والكلمات التي يرددونها كالببغاوات دون أن يعرفوا معناها وفحواها ، كتلك السيدة التي قالت في إحدى تعليقاتها:" بأن مملكتي ليست من هذا العالم ".
وتقصد بذلك اننا لا يجوز أن نهتم بقضية الأرض والإنسان لأن وطننا في السماء وهذه مغالطة خطيرة جداً لأن السيد المسيح أتى إلى هذا العالم لكي يباركه ويقدس الإنسان فيه.
ولو أراد لنا أن نفكر فقط بأورشليم السماوية كما يقولون لما كانت هنالك حاجة لكي يأتي ويتجسد وينتقل من مكان إلى مكان مبشراً بقيم المحبة والسلام.
وأكد سيادته: نرفض التفسيرات المغلوطة للكتاب المقدس وفي أغلبها تفسيرات مسيسة تأتي خدمة لأجندات بعيدة كل البعد عن القيم المسيحية.
من كان مسيحياً حقاً أحب وطنه وأحب شعبه وأحب كل إنسان في هذا العالم فنحن نحب كل إنسان وندعو بالخير لكل إنسان ولا يجوز أن نكره أي إنسان في هذا العالم بناء على انتماءه الديني أو العرقي أو لون بشرته.
وبدلا من أن تتحدثوا عن أورشليم العلوية تحدثوا عن أورشليم الأرضية التي حولها الاحتلال إلى مدينة تمارس فيها العنصرية والكراهية بسبب قمعه وظلمه لأبناء شعبنا.
وطالب سيادته الوفد: نادوا بأن تتوقف الحرب التي يتعرض لها أهلنا في غزة فهذا ما يجب أن ينادي به كل مسيحي ونادوا بالحرية والعدالة والكرامة لشعبنا الفلسطيني.
كونوا مسيحيين حقيقيين وليس حملة لشعارات مسيحية خالية من أي مضمون وخالية من المفاعيل العملية ، فالمسيحية ليست إيماناً فحسب بل هي فكر وسلوك وقيم ورحمة ومحبة لا حدود لها.
كما وأجاب سيادته على عدد من الأسئلة والاستفسارات.
وكان سيادته قد أوضح: بأننا دخلنا في الشهر ال12 للحرب وقد تحولت رمال غزة الى بحر من الدماء.
الدمار في كل مكان والآلام والأحزان والدموع والدماء في كل زاوية من زوايا القطاع حيث يتم التنكيل بالشعب الفلسطيني وتجويعه وتعطيشه واستهدافه بشكل وحشي ومروع وبطريقة غير مسبوقة في التاريخ البشري والإنساني الحديث.
إلى متى سوف تستمر هذه الحرب وبات من الواضح أننا أمام وضع جديد وحالة جديدة يراد من خلالها سيطرة الاحتلال الكامل على غزة.
واليوم غزة تعاني وأبناءها يعانون ونداءنا نوجهه مجدداً إلى كل الأحرار في كل مكان وخاصة الأحرار من أبناء أمتنا العربية بضرورة العمل على وقف هذا العدوان وإغاثة أهلنا في غزة الذين يتعرضون لهذه الجرائم.