كتب كونور إيكولز:
مقالات
كتب كونور إيكولز: "الانقسام الجمهوري حول الدعم الأميركي لإسرائيل".
5 تشرين الثاني 2025 , 13:46 م


في مقالة نشرت على موقع "Responsible Statecraft" توقف الكاتب عند النقاش الذي يدور خلف الكواليس في الحـ.ـزب الجمهوري الأميركي منذ أعوام حول "إسـرائيـل"، مؤكِّداً أنَّ الصراع ظهر إلى العلن، بعد كلام رئيس مؤسسة "هيريتاج" (المحسوب على الحـزب الجمهوري)؛ كيفن روبرتس الأسبوع الفائت، حيث سلط الضوء على ما قاله الأخير عن أنَّه يمكن للمسيحيين أن ينتقدوا "دولة إســرائيل"، دون أن يكونوا "معادين للسامية".

كما أشار الكاتب إلى أنَّ هذا الكلامَ جاء في سياق الدفاع عن مقدم البرامج الشهير تاكر كارلسون بعد مقابلة "ودية" أجراها الأخير مع المدعو نيك فوينتيس المصنف أنَّه "معادٍ للسامية" ومن "البيض العنـصريين"، حيث تناولت المقابلة الدعم الأميركي لـ"إسرائيـل".

ولفت الكاتب إلى ما قاله روبرتس عن أنَّه، وبينما يتوجب على معسكر اليمين أن يدعم "إسرائيـل" في مجالات ذات المصلحة المشتركة، فإن المحافظين لا يجب أن يشعروا أنهم مجبرون على الدعم التلقائي لأي حكومة أجنبية، مهما تعالت الضغوط.

كذلك تابع الكاتب بأن كلام روبرتس -الذي جاء في شريط فيديو مقتضب- أشعل "حــ..ــربًا أهلية" في معسـ.ـكر اليمين، مضيفًا أنَّ النقاش داخل الحـ.ـزب الجمهوري حول "إســـ.ـرائيـل" وصل إلى نقطة الغليان، بعد مرور عشرة أشهر منذ بدء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية. وأوضح أن هناك من جهة المحافظين المؤيدين لـ"إســـ.ـرائيـل" الذين يحاولون اغتنام الفرصة من أجل تأديب مؤسسة "هيريتاج" وتهميش كارلسون.

أما من الجهة الأخرى، فقال الكاتب إن "الجمهوريين المؤيدين لسياسة ضبط النفس يدعمون كارلسون وموقفه الذي يرى أن السياسة الخارجية القائمة على قاعدة "أميركا أولًا" يجب أن تعامل "إســـ.ـرائيـل" كما أي "دولة" أخرى".

هذا، ونقل الكاتب عن ديفيد كليون -وهو صاحب كتاب سيصدر قريبًا عن المحافظين الجدد- أنَّ الحـ.ـزب الجمهوري دعم عمومًا "إســـ.ـرائيـل" لفترة طويلة من القرن العشرين، مشيرًا إلى أنَّ هذا الدعم تعزز بشكل كبير في الثمانينيات والتسعينيات مع تنامي نفوذ المحافظين الجدد في معسـ.ـكر اليمين.

بيد أن الكاتب أردف، أن الحروب التي شنت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول أثارت جدلًا واسعًا، بحيث عاد النقاش بقوة حول التدخلات الخارجية.

وفي حين قال، إن مقاربة ضبط النفس واجهت صعوبة في اختراق سياسات الحـ.ـزب الجمهوري على المستوى النخبوي، لفت إلى أن هذه المقاربة تحظى بتأييد كبير في قاعدة الحـ.ـزب الجمهوري.

وتطرق إلى استطلاع جديد لمؤسسة "بيو" يُظهر أن 67% من الجمهوريين يؤيدون تقليل الاهتمام الأميركي بالمشاكل في الخارج. كذلك لفت إلى استطلاع آخر يُظهر أن 50% من الجمهوريين دون سن الخمسين عامًا لهم موقف غير مؤيد لـ"إســـ.ـرائيـل"، منبهًا إلى أنَّ هذه النسبة تشكل قفزة بخمسة عشر نقطة مقارنة مع عام 2022.

وتابع الكاتب، أن حــ..ــرب غـ..ـزة دفعت بعدد متزايد من المنتمين إلى معسـ.ـكر اليمين إلى الانقلاب على "إســـ.ـرائيـل"، حيث يقول العديد منهم، إن دعم حكومة ترتكب جــ..ـرائم ضد الإنسانية ليس في مصلحة أميركا.

كذلك قال، إن هناك آخرين في معسـ.ـكر اليمين يرون أن الدعم الأميركي لـ"إســـ.ـرائيـل" يسهم في محنة المسيحيين في الشرق الأوسط. ولفت إلى أنَّه بينما أوقف ترامب برنامج "USAID" وغيره من برامج المساعدات الخارجية، فإن العديد من المحافظين يشعرون باستياء متزايد بسبب المليارات التي ترسلها الولايات المتحدة إلى "إســـ.ـرائيـل" سنويًا.

كذلك أوضح الكاتب أنَّ كارلسون وضع نفسه في صلب هذه المعركة، حيث أجرى المقابلات مع منتقدين لـ"إســـ.ـرائيـل". كما نقل عن كليون أن الأصوات المؤيدة لـ"إســـ.ـرائيـل" في معسـ.ـكر اليمين حاولت اغتنام الفرصة من أجل إخراج كارلسون من معسـ.ـكر المحافظين، إلا أنَّ ذلك على ما يبدو دفع بالأخير إلى التأكيد على موقفه، وهو ما تجلى بقراره إجراء المقابلة مع أحد البيض القوميين (أي فوينتيس).

وبينما قال الكاتب، إن فريق ترامب السياسي لا يزال يهيمن عليه صقور مؤيدون لـ"إســـ.ـرائيـل"، نقل عن المدير التنفيذي لمجلة "The American Conservative" كيرت ميلز، أنَّ هناك ما يدعو حقيقة إلى التفاؤل، أقله على الأمد الطويل، فبينما العديد من القدامى في الحـ.ـزب الجمهوري يعتبرون من الصقور المؤيدين لـ"إســـ.ـرائيـل"، إلا أن العديد من الموظفين الأصغر سنًا في إدارة ترامب هم أكثر تشكيكًا بالتورط في الخارج.