يواصل الجيش الإسرائيلي ضغوطه على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للتراجع عن موقفه بخصوص بقاء الجيش في «محور فيلادلفيا» الحدودي مع مصر، جنوبي قطاع غزة.
جاء ذلك بعدما أكدت قيادات أمنية إسرائيلية أن تواجد القوات بشكل دائم في المحور ليس ضرورياً، مع إمكانية الانسحاب منه والعودة إليه لاحقاً عند الحاجة، بهدف تسهيل إبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية التي اشترطت انسحاب القوات الإسرائيلية من «فيلادلفيا» وممر «نتساريم». وفي هذا السياق، نظم الجيش الإسرائيلي جولة للصحافيين في المحور الحدودي ونشر تقارير تدعم روايته.
وبحسب «إذاعة الجيش»، فإن غالبية عمليات التهريب عبر الأنفاق في «محور فيلادلفيا» تمت خلال عهد الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، حيث تم تهريب معدات كبيرة مكّنت «حماس» من إنشاء مصانع دفاعية في غزة. وأوضحت الإذاعة أنه حتى مع بداية جهود مصر لسد أنفاق التهريب ومراقبة معبر رفح بشكل أفضل في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت «حماس» قد طورت قدرات إنتاجية ذاتية كبيرة.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، عن اكتشاف 9 أنفاق تحت محور فيلادلفيا، مغلقة بالكامل من الجانب المصري، وتدمير 80% من الأنفاق في المحور. وأضاف أنه تم القضاء على لواء رفح التابع لحركة حماس وتدمير 13 كيلومتراً من الأنفاق في المنطقة. ويهدف الجيش من هذه التصريحات إلى الضغط على المستوى السياسي، خصوصاً نتنياهو، للبدء في مفاوضات قد تؤدي إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار.
وفي سياق آخر، أفادت قناة «كان» الإسرائيلية بأن كبار مسؤولي الجيش يدرسون خطة لتحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية تحت مسمى «خطة الجزيرة»، التي صاغها رئيس مجلس الأمن القومي السابق غيورا آيلاند. وتشير الخطة إلى احتمالية احتلال ثلث قطاع غزة وإجلاء أكثر من 200 ألف من سكانه، مما قد يؤدي إلى استسلام المسلحين المتواجدين في المنطقة أو القضاء عليهم.
وأشارت القناة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قدمت تقديراتها للمستوى السياسي حول تكلفة توزيع المساعدات الإنسانية الأساسية في قطاع غزة، والتي تصل إلى 6 مليارات شيكل سنوياً لتوفير المنتجات الأساسية مثل الدقيق والزيت والسكر.