في الجزء الثاني من سلسلتنا حول مركبات الاستطلاع المدرعة التابعة للجيش البريطاني من عائلة "Ajax"، نلقي الضوء على النسخة القتالية الرئيسية المزودة بمدفع عيار 40 ملم، هذه المركبة القتالية والاستطلاعية، التي تُعد العمود الفقري لمجموعة مركبات Ajax، مزودة بمدفع أوتوماتيكي عيار 40 ملم. تم عرض هذه المركبة في معرض "Defense Vehicle Dynamics (DVD) 2024"، الذي يشكل حدثا مهما لتسليط الضوء على التقدم التكنولوجي في مجال الدفاع. بعد تقديم نظرة عامة في تقريرنا الأول عن العائلة، يتناول هذا التقرير بشكل مفصل ميزات "Ajax 40mm" وقدراتها ودورها الحاسم في تحديث قوات الاستطلاع المدرعة للجيش البريطاني.
قدرات مركبة Ajax 40mm.. القوة النارية والمرونة القتالية
مركبة "Ajax 40mm" مجهزة ببرج يتسع لطاقم من رجلين، ومزود بمدفع أوتوماتيكي عيار 40 ملم. تم تصميم هذه المركبة لتكون قادرة على الاشتباك مع الأهداف أثناء الحركة بسرعات عالية، مما يمنحها ميزة تكتيكية كبيرة في ساحة المعركة، قدرتها على الاستجابة السريعة للتهديدات الناشئة يعزز من فعاليتها في مختلف السيناريوهات القتالية.
يعتمد المدفع على تقنية الذخيرة التلسكوبية المغلفة، التي تسمح بتصميم أكثر إحكاما دون المساس بالقوة النارية أو الفعالية، هذه التقنية المبتكرة تُقلص حجم البرج العام، مما يُعزز من القدرة على المناورة ويُقلل من البصمة الرادارية والحرارية للمركبة، ما يجعلها أكثر تخفيا في ساحة المعركة.
منصة متكاملة لجمع المعلومات الاستخباراتية
بالإضافة إلى قوتها النارية المذهلة، تم تصميم "Ajax" لتعمل كمنصة متكاملة لجمع المعلومات الاستخباراتية. تحتوي المركبة على أحدث أنظمة الاستشعار، بما في ذلك كاميرات كهربائية بصرية عالية الدقة، وأنظمة تصوير حراري، ومحددات مدى بالليزر. هذه الأنظمة تُمكن الطاقم من اكتشاف الأهداف وتتبعها لمسافات طويلة، سواء في النهار أو الليل، وتحت مختلف الظروف الجوية.
تتكامل أنظمة الاتصال المتقدمة للمركبة مع شبكة الجيش الرقمية، مما يتيح تبادل البيانات الاستخباراتية في الوقت الفعلي مع الوحدات الأخرى والمراكز القيادية، هذا التكامل يعزز من الوعي الموقفي ويُمكن تنفيذ عمليات تكتيكية منسقة على مستوى ساحة المعركة بأكملها.
التزام الجيش البريطاني بتحديث أسطوله
إن التزام الجيش البريطاني ببرنامج "Ajax" يُظهر بوضوح سعيه نحو التحديث. تمت الموافقة على شراء 245 مركبة من هذه السلسلة، وهي خطوة كبيرة نحو استبدال المنصات الاستطلاعية القديمة وتعزيز القدرات القتالية للجيش، يُتوقع أن يتم توزيع هذه المركبات بين أفواج الاستطلاع، مما سيزيد من جاهزية الجيش وفعاليته في تنفيذ المهام المختلفة.
من المتوقع أن تخضع مركبات *"Ajax" لاختبارات شاملة للتأكد من أدائها في بيئات تشغيل متنوعة. هذه الاختبارات ستحدد مدى توافق المركبة مع متطلبات القتال الحديثة، وستسهم في تحديد التعديلات الضرورية لضمان تلبية كافة التوقعات.
التحديات والتحسينات.. تغذية راجعة من التجارب الميدانية
التجارب الميدانية التي أجريت على مركبة **Ajax** أظهرت أدائها المميز عبر مجموعة من التضاريس وظروف التشغيل. ومع ذلك، كانت هناك بعض التحديات التي تم رصدها خلال هذه التجارب، بما في ذلك تحسين راحة الطاقم وتقليل مستويات الضوضاء والاهتزاز داخل المركبة.
بناءً على هذه التغذية الراجعة، تم تنفيذ تعديلات على التصميم الداخلي والخارجي للمركبة لتحسين تجربة المستخدم، مع الحفاظ على القدرات القتالية العالية التي تُميز **Ajax**. هذه التحسينات جاءت نتيجة العمل الوثيق بين الجيش البريطاني وشركائه الصناعيين.
شراكة استراتيجية مع الصناعة.. دور General Dynamics في نجاح "Ajax".
تعتبر الشراكة بين الجيش البريطاني وشركائه في الصناعة، وخاصة مع "General Dynamics Land Systems–UK"، مفتاح نجاح برنامج "Ajax". بفضل هذه الشراكة، تم دمج أحدث التقنيات والابتكارات في تصميم المركبة، ما ساهم في تحسين الأداء العام.
هذه الشراكة لم تقتصر على تطوير المركبة فقط، بل كان لها أيضًا تأثير اقتصادي إيجابي من خلال توفير فرص عمل في قطاع الدفاع البريطاني وتعزيز التقدم في مجالات الهندسة والتصنيع.
الجاهزية التشغيلية والتدريب.. خطوات نحو الانتشار الكامل
مع اقتراب مركبة "Ajax 40mm" من الدخول في الخدمة التشغيلية الكاملة، تركز جهود الجيش البريطاني على إعداد الأطقم والفرق الفنية من خلال برامج تدريبية شاملة. هذه البرامج تهدف إلى ضمان أن الجنود المدربين يمكنهم استغلال الإمكانات الكاملة لأنظمة المركبة المتقدمة في ساحة المعركة.
من المتوقع أن يُحدث نجاح نشر هذه المركبات قفزة نوعية في مجال الاستطلاع المدرع، مما يجعلها معيارا جديدا في عالم المركبات العسكرية المتقدمة. كما أن تجربة "Ajax" قد تُسهم في تشكيل توجهات التطوير المستقبلية للمركبات القتالية حول العالم.
مع دمج مركبات "Ajax" في هيكل العمليات العسكري، من المتوقع أن يُسهم ذلك بشكل كبير في تعزيز القدرات العملياتية للجيش البريطاني وجعله أكثر استعدادا لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.