أظهرت دراسة حديثة أن الجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والجينوم قد ساعد في اكتشاف العوامل الجينية التي تجعل بكتيريا الكوليرا أكثر خطورة، هذه النتائج يمكن أن تؤدي إلى تطوير علاجات جديدة وإجراءات وقائية فعالة، مما قد ينقذ آلاف الأرواح في جميع أنحاء العالم.
التقنية المتقدمة في تحليل الجينات
اعتمد فريق من الباحثين على تقنيات متقدمة مثل تعلم الآلة، ونمذجة التمثيل الغذائي على نطاق الجينوم (GSMM)، والتحليل البنيوي ثلاثي الأبعاد لفك شفرة الجينات المسؤولة عن جعل بكتيريا *Vibrio cholerae* أكثر خطورة.
تعد الكوليرا واحدة من الأمراض المميتة التي لا تزال تهدد الملايين حول العالم، حيث يتم تسجيل ما يصل إلى 4 ملايين حالة و143,000 حالة وفاة سنويا. في بنغلاديش وحدها، يواجه 66 مليون شخص خطر الإصابة بالكوليرا، مع أكثر من 100,000 حالة و4,500 وفاة سنويًا.
اكتشافات جينية من تفشي الكوليرا الأخير
في هذه الدراسة، حلل الفريق عينات بكتيرية من مرضى الكوليرا في ست مناطق مختلفة في بنغلاديش، تم جمعها بين عامي 2015 و2021، اكتشفوا مجموعة من الجينات والطفرات الفريدة في سلالة "Vibrio cholerae" الأكثر شيوعا، والتي كانت مسؤولة عن تفشي المرض المدمر في عام 2022، ترتبط هذه السمات الجينية بقدرة البكتيريا على التسبب في أعراض شديدة مثل الإسهال المطول، والألم البطني الحاد، والقيء، والجفاف، وهي أعراض قد تؤدي إلى الوفاة في الحالات الشديدة.
تطبيقات مستقبلية لعلاج الكوليرا
توضح البروفيسورة تانيا دوتوريني: "بتحديد العوامل الجينية الرئيسية التي تقود انتشار الكوليرا وشدتها، نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو تطوير علاجات أكثر فعالية وتدخلات مستهدفة."
تشير النتائج أيضا إلى أن بعض هذه السمات المسببة للمرض تتداخل مع تلك التي تساعد البكتيريا على الانتشار بسهولة أكبر, يمكن لهذه الدراسة أن تمهد الطريق لتطوير استراتيجيات جديدة للسيطرة على تفشي الكوليرا ومنعها في المستقبل.