منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة , كنا تعلم اننا امام حرب وجود , الا ان بعض القادة الفلسطينيين البهلوانيين وعلى راسهم البهلوان المقبور ارادوا تحويلها الى حرب حدود عبر التنازل عن اربعة اخماس الوطن الفلسطيني , فكانت اوسلو والسقوط في مستنقع التنازل والتفريط والضياع , الى ان جاء السابع من اكتوبر ليعيد التاكيد على حقيقة صراعنا مع العدو الصهيوني , ويعيد التاكيد على وحدة الارض والشعب الفلسطيني , وقد استوعب النتن ياهو هذه الحقيقة فكان اعلانه عن حرب الوجود .
اليوم ومع اشتعال جبهة الشمال يقف الكتاب والباحثين العرب والفلسطينيين امام سؤال مالات الحرب وهل نتجه للحرب الاقليمية ام اننا امام الحرب التحريكية التى تقود لفرض وقف اطلاق النار وفق صيغة لا عالب ولا مغلوب . واغلب هؤلاء الكتاب يميلون للاحتمال الثاني , اي وقف اطلاق النار وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب , وهذا الاحتمال من وجهة نظري هو احتمال خاطيء وبعيد عن المعطيات والواقع والمنطق , فهل من المنطق الصمت بل والمشاركة لبعض العرب في حرب الابادة والمجازر التى تقاد ضد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني , عندما يقر النتن ياهو نفسه ويقول بانها حرب وجود , فهو انما يدرك ان كل يوم يمر يحمل معه تنامي مقدرات محور المقاومة , وتنامي هذه المقدرات سيقود الى اليوم الذي يزول به الكيان , وهذا يعني ان ليس امامه الا الحرب الاستباقية على امل ان تقود مثل هذه الحرب الى منع مجيء هذا اليوم او على الاقل تاجيل حدوثه لعدة عقود , وادراك النتن ياهو لحقيقة حرب الوجود سيدفع به الى التصعيد على الرغم من كل المخاطر التى ستنجم عن هذا التصعيد ... انها الحرب واعتقد ان المحور يملك امكانيات هذه الحرب والانتصار بها , فاما ان نكون او ان نكون , وبالتاكيد نحن الباقون وهم الزائلون