أظهرت دراسة حديثة من جامعة ديوك أن الانطباعات الأولى تؤدي إلى قرارات متحيزة، ولكن "النوم على القرار" يساعد على اتخاذ خيارات أكثر عقلانية عن طريق تخفيف تأثير التحيز للانطباع الأول، وأثبتت الدراسة أن الأحكام السريعة التي نكوّنها بناءً على الانطباعات الأولية يصعب التخلص منها حتى وإن تبين لاحقًا أنها غير دقيقة.
الانطباع الأول مقابل القرار المدروس
نُشرت الدراسة في مجلة *Journal of Experimental Psychology: General* في 9 سبتمبر، وبدأت بالبحث في السؤال القديم: هل من الأفضل أن تترك انطباعا أوليا قويا أم أن تنهي بشكل إيجابي؟
في سلسلة من التجارب، طُلب من المشاركين فحص صناديق تحتوي على بضائع غير مرغوب فيها في عملية بيع افتراضية. كانت قيمة العناصر داخل كل صندوق متساوية، لكن ترتيب العناصر كان مختلفا. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين اتخذوا قرارات فورية مالوا إلى تفضيل الصناديق التي تحتوي على العناصر القيمة في البداية، في حين أن الذين "ناموا على القرار" كانوا أكثر قدرة على اتخاذ قرارات موضوعية.
الانطباعات الأولى والتحيز النفسي
الأشخاص الذين اعتمدوا على الانطباعات الأولى اعتبروا أن الصناديق التي تحتوي على العناصر القيمة في الأعلى هي الأكثر قيمة، حيث بالغوا في تقديرها بنسبة 10% أكثر من قيمتها الفعلية. وهذا مثال على ما يسمى "تحيز الأولية"، وهو تأثير يمنعنا من مقارنة المعلومات الجديدة بطريقة موضوعية.
تأثير النوم على القرار
لكن عندما تم تأجيل اتخاذ القرار حتى اليوم التالي، كان المشاركون أكثر توازنا في تقييمهم، حيث لم يكن لديهم تفضيل كبير للصناديق التي قدمت انطباعا أوليا قويا. بدلاً من ذلك، اعتبروا الصناديق التي تحتوي على العناصر القيمة في أي مرحلة من مراحل التفريغ بنفس القدر من الأهمية.
تؤكد النتائج أن "النوم على القرار" يمكن أن يساعد في تجنب التحيز الأولي واتخاذ قرارات أكثر دقة وعقلانية، خاصة عندما يتعلق الأمر بخيارات ذات تأثير طويل الأمد، مثل العلاقات الشخصية أو المهنية.
تُظهر الدراسة كيف أن أدمغتنا تلخص التجارب وتدمجها في الذاكرة خلال الليل، مما يعزز قدرتنا على اتخاذ قرارات أفضل بعد فترة من الراحة. لذا، قد يكون هناك حكمة حقيقية في التريث وأخذ قسط من النوم قبل اتخاذ قرارات مهمة.