ترجل الفارس فازدادت النار اشتعالا
مقالات
ترجل الفارس فازدادت النار اشتعالا
حليم خاتون
29 أيلول 2024 , 22:45 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

لم يكن السيد حسن نصرالله معصوما كمن سبقه من الأنبياء...

ليس السيد علي خامنئي معصوما كمن سبقه من الأئمة...

خطأ قادة هذه المسيرة أنهم عرفوا جوهر هذه الحرب، إنها حرب الخير كله في وجه الشر كله... 
لكنهم لم يعرفوا انها حرب وقودها مزيد من القادة، ومزيد من العظماء في حرب لن تنتهي الا بظهور المخلص او مجيء المهدي او بكل بساطة، نهاية العالم الذي نعرف...

بعد نكسة ٦٧، عرف عبد الناصر أن محور الشر عاصمته ليست تل أبيب...
عاصمة محور الشر متنقلة وفق منطق لعبة القوة... لعبة السلطة العميقة على هذا الكوكب...

اليوم هي واشنطن؛ 
أمس كانت لندن وباريس وبرلين وروما...
عواصم تتقاتل فيما بينها حين تسود العبودية في هذا العالم، لكنها سرعان ما تتوحد وتكشر عن انيابها حين يخرج صوت حرية في زاوية ما من هذا العالم...

رغم كل اليقين، أخطأ قادة الحرية عندما غفلوا لحظة عن مدى قوة الشر القابع اليوم في واشنطن...

وجه الشيطان اليوم، 
أميركي بامتياز...

يسير الرئيس الإيراني الجديد على نفس خطى السذاجة الذي مشى عليه غيره ممن ظنوا أن لهم مكان تحت شمس الإمبريالية...

هذا ما فعله الروس قبل أن يروا صواريخ الأطلسي على أبواب موسكو...
وهذا ما فعله الصينيون قبل أن ينتبه الوحش اليهم، ويستدير صوبهم...

حربنا لن تنتهي غدا...
ربما لا تنتهي ابدا...
لكنها حرب خالدة حتى تنتصر الحرية او تموت البشرية...

يسقط الأحرار في هذه النار فتزداد اشتعالا...
لكن الخيار الآخر أكثر ظلامية مما يعتقد الكثيرون...
داعش والنصرة ليسوا الا عينة...

حرية عالم الأشرار تعني التخلي عن كل القيم الإنسانية التي عرفتها البشرية...
حريتهم تعني أن تكون حرا بلا قيود الأخلاق...
حريتهم تعني عبوديتنا...
حريتهم تعيدنا إلى حيوانيتنا...
حريتهم ظهرت في صورة العشاء الأخير أثناء المبياد باريس حين صار المسيح رجل شراهة جنسية...

حريتهم هي كاريكاتير يصور محمدا رجل نزق جنسي...
حريتهم في حرية نكاح الكل للكل...

رسالتهم تتلخص في المليار الذهبي الذي يجب أن يسود على ما تبقى من الغوييم...

ترجل السيد نصرالله أمس...
ترجل قبله عبد الناصر...
ترجل غيفارا...
ترجلت روزا لوكسمبرغ التي سرقت الدولة الألمانية اسمها بعدما اغتالتها...
ترجل نكروما، لومومبا، احمد بن بيلا، بن بركة وغيرهم من ثوار حرية أفريقيا...
ترجل قادة كومونة باريس...
ترجل الكثيرون من ثوار العالم...
لكن، لم ينته الصراع...

نظرة من فوق المشهد تظهر أن كل آفاق أميركا مغلقة...
حتى اية حدود سوف تصل صلافة الامبريالية؟
لقد انتهت امبراطورية التتار قبلهم...
أقصى ما تستطيع أميركا فعله هو قتلنا...
هي تقتلنا كل يوم...
لكن عصر الكاوبوي انتهى...
عصر مصاص الدماء الصهيوني انتهى...
إلى متى يستطيعون الاستمرار في غزة والضفة ولبنان وسوريا والعراق ؟
هل يقتلون مليوني فلسطيني في غزة؟
ام يرسلونهم إلى سيناء لكي يرجع منهم قائد يوما يطالب بعسقلان؟
أم يرسلون أربعة ملايين فلسطيني من الضفة إلى الأردن فتتفجر حرب أهلية تفجر الدولة الأردنية قبل أن يصل الدومينو إلى بقية العالم العربي؟
هل يحتلون لبنان؟
لقد وصلوا إلى بعبدا قبل أن يعيدهم احرار لبنان إلى جهنم؟

ماذا انت فاعلة يا أميركا؟
لن تحميك كل التكنولوجيا والذكاء الصناعي؟
مهما برعتم في صناعة أدوات القتل، هناك من يلحق بكم وسوف يفتك بكم يوما...
هل تعرفون لماذا؟
لأن النفس البشرية الامارة بالسوء سوف تقضي على أميركا...

لقد وعدتم السادات بالجنة...
وعدتم غيره بالجنان مقابل الطاعة...
لكنكم لن تستطيعوا خنق الحرية...

ترجل أمس نصرالله بعد أن ترك آلافا مؤلفة من نصرالله...

إلى ساحة الوغى، در...
النار تطلب مزيدا من الناس والحجارة...

تقول الاسطورة انكم حين تتجاوزون في غزوكم لبنان، سوف تنتهون...
فعلتموها سنة ٨٢...
وقعت اللعنة...
ليس هناك من خط رجعة...
انها لعنة الثمانين...

" من كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات؛ من كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت"...

ترجل نصرالله لكن لبنان لا يزال على صهوة الجواد...
اهلا بكم في الجحيم...
                        
المصدر: موقع إضاءات الإخباري