وفقا لمعلومات نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية في 26 سبتمبر 2024، فإن التحالف الأمني الثلاثي المعروف باسم AUKUS، والذي يتألف من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، يسير بسرعة في تعزيز القدرات العسكرية واستراتيجيات الردع في منطقة الهند والهادئ، وفقا لما ذكره وزير الدفاع الأمريكي لويد ج. أوستن الثالث. خلال اجتماع حديث في لندن مع نظرائه، وزير الدفاع البريطاني جون هالي ووزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز، أكد أوستن على التقدم المحرز بموجب الشراكة.
الأهداف الرئيسية لشراكة AUKUS
أحد الأهداف الرئيسية لشراكة AUKUS هو تجهيز أستراليا بالغواصات النووية المدفوعة تقليديا. وقد أبرز أوستن أنه على مدار العام الماضي، تم تسريع الجهود، حيث حصل عدد أكبر من البحارة الأستراليين على تدريب متخصص في مدارس المفاعلات النووية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، قامت غواصة نووية أمريكية بزيارة ميناء في أستراليا، مما يمثل نقطة انطلاق مبكرة نحو إقامة قدرة غواصات سيادية لأستراليا.
خطط النشر الدورية للغواصات الأمريكية
وضع أوستن أيضا خططا لنشر دوري للغواصات الأمريكية في أستراليا، والذي يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من عام 2027. وأكد التزام الولايات المتحدة بمساعدة أستراليا في تطوير القوة العاملة الماهرة اللازمة لتشغيل وصيانة هذه الغواصات المتطورة.
الركائز الأساسية لشراكة AUKUS
تستند شراكة AUKUS إلى عمودين رئيسيين. الأول يهدف إلى ضمان حصول أستراليا على قدرة غواصات نووية بحلول أوائل الثلاثينيات. والثاني يركز على تسريع تقنيات عسكرية متطورة مثل الأنظمة البحرية غير المأهولة، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، والهيبسرونيك. وقد التزمت اليابان بالمساهمة في تطوير الاستقلالية البحرية، بينما تجرى مناقشات مع كندا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا بشأن دورهم المحتمل في هذه التقنيات الناشئة.
تسهيل التجارة الآمنة وتعزيز التعاون الدفاعي
بالإضافة إلى هذه التطورات، تعهدت دول AUKUS بتخفيف قيود التصدير لتعزيز التجارة الآمنة ضمن الشراكة. ويشمل ذلك بيع الغواصات الأمريكية من فئة فيرجينيا إلى أستراليا. وقد أدت التغييرات التشريعية الأخيرة بموجب قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2024 إلى تعديل لوائح التصدير، مما يوفر استثناءات لأستراليا والمملكة المتحدة، ويعزز التعاون الدفاعي.
الخلفية الجيوسياسية
من منظور جيوسياسي، كانت الصين صريحة في معارضتها، حيث صوّرت AUKUS كخطوة مزعزعة للاستقرار تفاقم التوترات الإقليمية وتهدد بإشعال سباق تسلح. وقد أضاف هذا الأمر وقودًا للتنافس القائم بين الصين والولايات المتحدة على النفوذ في المحيط الهادئ، مع اتهام بكين لهذه الاتفاقية باتباع "عقلية الحرب الباردة" التي تقوض نظام عدم انتشار الأسلحة النووية.
يتناغم هذا الشعور مع بعض دول المحيط الهادئ، التي تخشى العديد منها من الغواصات النووية في مياهها، خاصة بالنظر إلى تاريخ المنطقة في اختبار الأسلحة النووية والتزامها بالحفاظ على منطقة خالية من الأسلحة النووية. وقد أعربت دول مثل فيجي وجزر سليمان عن مخاوفها، مشيرة إلى أن وجود مثل هذه السفن يتعارض مع مبادئ السلام في المحيط الهادئ، مما يرفع المزيد من الحواجز الدبلوماسية أمام أستراليا في الحفاظ على علاقاتها الإقليمية.