شيفرة  نصر الله وعدّاء المتاهة نتنياهو.
مقالات
شيفرة نصر الله وعدّاء المتاهة نتنياهو.
م. زياد ابو الرجا
1 تشرين الأول 2024 , 20:51 م

جاء في سفر التكوين " الذي هو اول الاجزاء الخمسة للتوراة

( وهي اعجب واشنع الكتب في تاريخ الانسانية ) ما نصُّهُ : لنسلك اغطي هذه الارض ، من نيل مصر الى النهر الكبير ، نهر الفرات" . 
في التراث اليهودي ، نشكل منذ وقت مبكر اعتقاد يقول ان اليهود وحدهم هم ابناء الرب ، والاخرين من الناس هم " الامم "
وجعل اليهود الانتساب لدائرتهم المتميزة خيالياً ، يتم على اساس عرفي لا ايماني. فاليهودي ( النقي ، هو من كانت امه يهودية ، والذي يؤمن بديانتهم من دون ان يولد لام يهودية ، فهو لا يسمى يهوديا وانما هو " هودي " او " متهود " بمعنى انه اقل درجة  واخفض منزلة . اذن ، في اليهودية تصور قائم على ان " النسل الابراهيمي " من الزوجة الاولى "سارة" هو فقط (شعب الله المختار) من دون تبيان لسبب ذلك الاختيار ، او تعليل لذلك الاحتقار الذي ينظر به اليهود الى الاخرين. واظنه في حقيقة الحال رداً على الاحتقار بالاحتقار ! المهم هنا ان هذه الفكرة نبتت اولاً مع اليهودية على اساس عرقي . قامت الحركة الصهيونية بتبني هذا الوعد الالهي واستغلته القوى الاستعمارية لتحقيق هيمنتها على الاقليم . ولم يفكر المستعمر والصهيونية ان هذا الوعد الالهي هو وعيد
   للشعوب المستقرة على تلك الارض الموعودة . وان هذا الوعد الالهي تحول الى ايمان تمت المبالغة في تأكيده دون ان يكون له اثبات في الواقع الفعلي . تعزز هذا الوهم لدى الكيان ( قادة ومستوطنين ) عندما ادرك ان الارض التي يقف عليها تشكل نفياً ديموغرافياً وسياسياً لاوهامه. وعمقت ازمته الوجودية. في عهد نتنياهو صار الوهم التوراتي عقيدة دينية وسياسة وايديولوجيا وبرنامج عمل ان وجود الكيان لا يتحقق الا بالتطهير العرقي لفلسطين وخاصة ( يهودا والسامرة ) الضفة الغربية.
ادخلت عملية طوفان الاقصى وجبهات الاسناد لغزة الكيان في حرب استنزاف طويلة،فوجد نتنياهو نفسه داخل متاهة واسعة ممتدة من غزة والضفة الغربية الى لبنان مرورا بسورية والعراق وايران واليمن " الخارطة المعتمة" وصار يجري داخلها كعدّاء علّه يجد مخرجا وكلما وجد سهما يشير اليه وجد سهما اخر يشير الى عكس الاتجاه، وبدأت اقدامه تغوص في الرمال في الوقت الذي يهدده الطوفان بالغرق.راح يسعى لتأجيل الغرق ومن حيث لا يدري صار يشارك في تعجيله.في داخل هذه المتاهة خبّأ سيد المقاومة السيد حسن نصر الله شيفرته التي تقول: ((  اذهب الى غزة واتفق مع حماس)).ظن نتنياهو ان هذه المقولة شيفرة معقدة فاستدعى الخبراء المختصين في فك الشيفرات والرموز فاعيتهم الحيلة مما اضطر نتنياهو ان يذهب الى هيئة الامم المتحدة المعنية بالسلم الدولي وحل النزاعات، ليس ليقدم حلا للصراع المحتدم في الاقليم الذي بات يهدد السلم العالمي، بل ليقدم مشروع حرب وعلى الامم المتحدة ان تسانده في هذا المشروع.
استهل نتنياهو في هيئة الامم المتحدة بالقول:(( لم اكن انوي المجيء الى الامم المتحدة واسرائيل في حالة حرب.لكنني قررت الحضور لتصحيح الامور،اسرائيل تقاتل من اجل البقاء واعدكم بعودة جميع الرهائن لدى حماس واقول للايرانيين اذا ضربتونا سنضربكم، لا مكان في ايران لن تطاله ايدينا، لسنا خرافا تقاد الى المذبح، واسرائيل تقاتل على سبعة جبهات وعندي رسالة لكم نحن منتصرون. اسرائيل تدافع عن نفسها على جبهات حرب تنظمها ايران، لا مكان في ايران لا تستطيع اسرائيل الوصول اليه، واطالب العالم ومجلس الامن بفرض عقوبات على ايران لضمان عدم حصولها على سلاح نووي.اننا نعمل على تدمير ما تبقى من عناصر حماس ، دمرنا بالكاد كل كتائب حماس.على حماس ان تباد، يجب ابادة حماس لضمان عدم تكرار السابع من اوكتوبر، نريد نزع السلاح من غزة ، ومستعدون لدعم ادارة مدنية فيها.دمرنا تسعين بالمائة من صواريخ حماس، يمكن انهاء الحرب اذا استسلمت حماس والقت السلاح واطلقت سراح الرهائن الاحياء منهم والاموات .ومستعدون لدعم ادارة مدنية محلية في غزة تلتزم بالتعايش السلمي .سنقاتل حتى تحقيق النصر الشامل ولا بديل عن ذلك.اذا لم تستسلم حماس سنجبرها على ذلك.اذا استمرت حماس في السلطة فانها ستعيد تنظيم صفوفهاوستهاجمنا مجددا.
على اسرائيل ان تهزم حزب الله في لبنان، لن نسمح بوجود حزب الله على حدودنا الشمالية مرة اخرى، حزب الله زحف الى حدودنا وحفر الانفاق هناك لا نحارب اللبنانيين بل نقاتل حزب الله.قتلنا قادة لحزب الله ومن حل محلهم وسنواصل ذلك.ما دام حزب الله اختار طريق الحرب فلن يكون امام اسرائيل خيار اخر.سنواصل ضرب لبنان حتى تحقيق اهدافنا. الرئيس الفلسطيني يشن حربا دبلوماسية ضد اسرائيل.المحكمة الجنائية الدولية تسرعت في احكامها ضد المسؤولين الاسرائيليين، وعزل اسرائيل ما زال يشكل وصمة اخلاقيةفي حق الامم المتحدة.
لوح نتنياهو رئيس وزراء" ابناء الرب" من على المنبر الاممي بخارطة المنطقة  التي اهداها" الرب" لهم والممتدة من النيل الى الفرات وقد شطرها الى قسمين.قسم اطلق عليه "خارطة النعمة" الخضراء المضيئة التي تضم الجزيرة العربية عدا اليمن والاردن ومصر والسودان متصلة بالهند.اما القسم الثاني الذي اطلق عليه خارطة " النقمة المعتمة" والمظللة بالسواد وتضم لبنان وسورية والعراق وما وراء الفرات الى ايران واليمن.
الرسالة التى اراد نتنياهو ايصالها للعرب بشكل خاص والعالم بشكل عام  ان القسمين يشكلان الارض التي اهداها" الرب" لابنائه مخاطبا العالم بالقول: (( نور اسرائيل سيبقى منيرا الى الابد.وهذا يعني بصفته مسؤولا عن " ابناء الرب"  النسل الذي وعده الرب بالارض الممتدة من النيل الى الفرات ان ينجز وعد " الرب"ويخضع القسم المعتم من الخارطة ويسلط عليه نور اسرائيل الذي هو التطبيع ومعه الخضوع لاملاءاته.
من غير امريكا راعية الكيان يستطيع ان يمد يد الخلاص لنتنياهو؟ .قامت طاىرات ال F-35 الامريكية بشن غارة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية التي ادت الى ارتقاء السيد حسن نصر الله شهيدا على طريق القدس.لم تدرك امريكا انها دفنت شيفرة نصر الله عميقا تحت انقاض بنايات حارة حريك.ودخلت في المتاهة التي لا مخرج منها.
ما زال نتنياهو وراعيته امريكا بعيدين كل البعد عن تحقيق اي من الاهداف التي وضعت.فما زالت المقاومة الفلسطينية في غزة تحطم الياته ودباباته، وتوقع جنوده في كمائن مميتة واسراه في قبضة حماس.ما زال البحر الاحمر  مغلقا بوجه السفن المتجهة الى موانئ الكيان.هل توقف اطلاق الصواريخ والمسيرات وضربات المدفعية من جنوب لبنان؟هل عاد مهجري المستوطنات الى شمال فلسطين؟
منذ عدة اشهر وقادة جيش الكيان يهددون باجتياح الجنوب اللبناني وتطهيره من وجود حزب الله، ولم تجرؤ لغاية الان على ذلك، لكن تكرار التهديد هو دعوة لحزب الله للاقدام على اجتياح الجليل واخراجه من موقعه الاستراتيجي الذي يتحصن فيه الى ساحة مفتوحة يتفوق فيها العدو بسلاح الجو.حتى الان لم يقدم اي من الطرفين على الدخول البري.وهذا يذكرني بموقف القنصل الروماني - القنصل رتبة عسكرية - الذي استحكم في موقع استراتيجي يصعب على عدوه مهاجمته وكسب المعركة .تقدم قائد الجيش المعادي على صهوة جواده ونادى القنصل باعلى صوته: (( ان كنت شجاعا  فانزل الي وقاتلني في هذا الميدان.فرد عليه القنصل : ان كنت قائدا شجاعا فلتصعد الي وترغمني على النزول.
الان انتهت مرحلة الاشتباك مع العدو بعد ارتقاء سيد المقاومة شهيدا على طريق القدس بدات الحرب على طريق القدس وستعقد  راية النصر للمقاومة ومحورها وسينهزم الكيان وبهزيمته سيختفي الذباب والبعوض والقمل والبرغوث الاكتروني ومنظمات ال N.G.O الامريكية  من اجوائنا
م/ زياد ابو الرجا.                                                
ReplyForward
المصدر: موقع إضاءات الإخباري