مقالات
"مفاجأة ضخمة لحزب الله".. هل تدخل روسيا على خطّ المواجهة؟!
ماجدة الحاج
4 تشرين الأول 2024 , 16:03 م

" كارثة في لبنان "، "حدث صعب جدا في الشمال"، "طائرات الهليكوبتر تهرع لإجلاء قتلى ومصابي الجيش بصعوبة كبيرة"..عواجل تتكرّر على شاشات التلفزة العبريّة وباقي وسائل اعلامهم في اوائل ايام الغزو البرّي لجنوب لبنان، الذي هلّل له بنيامين نتنياهو ووزير حربه ورئيس هيئة الاركان، غير متوقعين "المذبحة" التي جهّزها رجال حزب الله لقوّاتهم "النخبوية"، والكمائن القاتلة المعقّدة-بحسب وصف محلّلي "اسرائيليين"، في العديسة ويارون ومارون الراس، والتي حصدت حتى الآن، اكثر من 96 قتيلا بينهم عدد كبير من الضباط- وهو ما اقرّت به منصّات "اسرائيلية"، فيما تشير معلومات احد مراسليهم الى انّ العدد اكبر مما هو مُعلن..


هذا عدا "المجزرة" التي يُلحقها المقاومون بدباباتهم-تنفيذا لوصايا قائدهم الشهيد، السيّد حسن نصرالله..والذي توعّد "اسرائيل" وهدّدها في حال نفّذت عملية برّية في جنوب لبنان بمقولته الشهيرة "لن يبقى لكم دبابات"،وحيث،منذ لحظة اغتياله، والتي احدثت زلزالا ليس فقط في لبنان، بل في كل المنطقة.. نقلت حزب الله الى مربّع الثأر، "مرحلة مختلفة جذريا في الصراع مع "اسرائيل"-قد تشمل ومن دون مبالغة، مفاجآت صادمة!..
 
جاءت "صدمة" الميدان وخسائره الفادحة التي الحقها المقاومون في عديد وعتاد قوّات "النخبة" في الجيش "الاسرائيلي" وفي بداية "المنازلة" على الارض، لتلحق سريعا بصدمة الهجوم الصاروخي الايراني على "اسرائيل" ليلة اول امس الثلاثاء، الذي اعتبر الأقوى والاضخم على الإطلاق على الكيان منذ إنشائه، وصفه مستوطنون لوسائل اعلام عبريّة ب"مشاهد من يوم القيامة"، في وقت كانت تل ابيب تلملم خسائر عملية "يافا " النوعية، التي نفّذتها كتائب القسّام للتّو، وأفضت الى مصرع 8 مستوطنين، وسط ضربات قاسية سدّدتها المقاومة العراقية وحركة "انصار الله" اليمنيّة في قلب الكيان.. ليبرز بوضوح حجم التنسيق الذي بقي متماسكا بين اركان محور المقاومة في غرفة العمليات المشتركة..

  وبين صدمة الدمار الكبير الذي الحقته الصواريخ الباليستية الايرانية بأهدافها العسكرية والأمنيّة "الاسرائيلية"، وتدخّل الرقابة العسكرية في الكيان، الا انّ ما بات حاسما، هو خروج قاعدة نيفاتيم عن الخدمة، وهي التي تضمّ اكثر طائرات سلاح الجوّ "الاسرائيلي" تقدّما، بينها طائرات الشبح" "اف35" والتي اكدت صحيفة "معاريف" انّ الهجوم الصاروخي الايراني الحق اضرارا جسيمة بالقاعدة، وانّ ما لحق بالقواعد الجويّة سيلحق الضرربالتأكيد بأداء سلاح الجوّ..قبل ان تكشف وكالة "اسوشيتد برس" انّ صور الأقمار الصناعية أظهرت ثقبا كبيرا في مستودع الطائرات بالقاعدة المذكورة، واضافت "يمكن مشاهدة قِطَع كبيرة من حطام الطائرات متناثرة حول المبنى"..هذا من دون اغفال الأضرار التي لحقت ايضا بقاعدة نتساريم- التي تضمّ طائرات "اف 15 "،ومقرّ "الموساد" وقاعدة تل نوف قرب تل ابيب..
 
ولعلّ اكثر ما احرج "اسرائيل" وسبّب لها نكسة اضافية خلال الليلة الصاروخية الايرانية، هو انّ انظمة دفاعاتها، خصوصا القبة الحديدية وصواريخها الاعتراضية، بدت عاجزة امام "ضغط" الصواريخ الايرانية، والتي وصل 90 بالمئة الى  اهدافها.. وهو ما دفع الى دقّ "ناقوس الخطر" في الاروقة الاميركية والغربية حيال قدرة "اسرائيل" على مواجهة اعداد صاروخية اكثر بكثير من جميع اركان المحور دفعة واحدة وبالتزامن، في حال اتجهت الامور نحو الحرب الشاملة..
 
وامام الصفعة المدوّية التي سدّدتها طهران بوجه "اسرائيل" وتحذيرها من ضربة "اشد قسوة" فيما لو ردّت على هذا الهجوم.. الا انّ "اسرائيل" –خصوصا بنيامين نتنياهو "والأنا المعظّمة" وعقليّته المتهوّرة الى اقصى الحدود، لن يهدأ له بال الا بردّ "الاهانة" الايرانية التي مسحت نشوته، وخصوصا وسط ضربات حزب الله القاسية التي اذلّت "نخبة" قوات جيشه في الميدان، بعدما ظنّ وأوهم  الجميع والمستوطنين "انه البطل الذي سحق حزب الله وتجرّأ على الوصول الى  اغتيال قائده".. لكن كان للحزب.. رأيٌ آخر!.. حتى في عملية اغتيال السيّد، فهي اميركية بامتياز- بمقاتلاتها وقنابلها –ال 2000 رطل للواحدة.. بمجموع 85 قنبلة على الهدف!
 
وعليه، يدرك حزب الله تماما هذا الأمر، وردّه الثأري قادم لا محالة.. وبدأ الكلام جدّيا في اوساطه يدلّل على العودة الى حقبة الثمانينات، بعد عملية اغتيال امينه العام السيّد حسن نصرالله..
 
ضابط سابق في الاستخبارات الاميركية، كان كشف انّ من اغتالتهم "اسرائيل" من قادة وحدة الرضوان في الضاحية الجنوبية، بدائلهم جاهزون مع كامل الفرقة المولجة باجتياح الجليل..وتوقّع بأنّ هجوما لحزب الله على هذه المنطقة وربما ما بعدها، بات اقرب الى الواقع من أي وقت مضى.. وإذ اعتبر انّ مقاتلي الحزب بعد اغتيال قائدهم، باتوا يقاتلون بروح ثأريّة في الإلتحام من مسافة صفر مع قوات النخبة في الجيش الاسرائيلي، وينفّذون تعليمات قائدهم خصوصا في "إبادة " دبّاباتهم، توقع انّ ما جهّزه الحزب وباقي حلفائه في المحور لهذه المواجهة، لربما سيشكّل "الصّدمة" الكبرى لإسرائيل والولايات المتحدة.. وحتى الدول العربية المطبّعة!
 
"عشرات آلاف المقاتلين العرب باتوا جاهزين للدخول بالحرب ضدّ "اسرائيل"- بحسب ما كشف موقع "اكسيوس" الأميركي، والذي نقل منذ اسابيع تحذيرا اميركيا لإسرائيل، من "قدوم 40 الف مقاتل من سورية والعراق واليمن الى الجولان للإلتحاق بالمعركة اذا لزم الأمر.. امرٌ لم يُخفه زعيم حركة "انصار الله" ولا قادة الحركة، وسبق للقيادي فيها نصر الدين عامر، ان اعلن عن جهوزية الحركة لإرسال مئات الاف المقاتلين لدعم حزب الله في حال اتساع المواجهة مع "اسرائيل".. حتى انّ بعض المواقع الاخبارية العبرية، حذّرت من " انّ هناك دلائل متزايدة على انّ الحوثيين يستعدون لدخول الاراضي "الاسرائيلية" عبر الأنفاق"!
مصدر إيراني مقرّب من الحرس الثوري المح اليوم، الى قرب ترجمة قرار روسي كبير في المنطقة دون الإفصاح عن ماهيّته، ربطا بالغارات "الاسرائيلية" العنيفة التي استهدفت اليوم الخميس  قاعدة حميميم الروسية في سورية للمرّة الاولى منذ التدخّل العسكري الروسي المباشر عام 2015، وسيّما بعد ارسال ضباط كبار من المخابرات الأوكرانية الى مناطق "المتمرّدين" للتخطيط لاستهداف القوات الروسية-وفق اشارته.
 
ثمّة من المحللين العسكريين المقرّبين من محور المقاومة، من يشير الى انّ صواريخ الحزب الدقيقة والباليستية لن تكون بعيدة بعد الان عن التداول الإعلامي.. حتى في جغرافيا الإستهدافات الصاروخية داخل الكيان.. رشقة صاروخية ضخمة اطلقها حزب الله اثناء كتابة هذه السطور نحو حيفا، .. تزامنا مع معلومات مصدرين روسيّين، لم تستبعد ان يخرق عمليات الحزب الهائلة ضدّ "اسرائيل"، حدث عسكري وامني كبير قد يكون "قريبا جدا" !
المصدر: موقع إضاءات الإخباري