كتب الدكتور عبدالله المشوحي:
مقالات
كتب الدكتور عبدالله المشوحي: "خاطرة إلى المُنظّرين"
4 تشرين الأول 2024 , 22:39 م


 أيها المنظرون ارسوا على بر.

 عندما بدأ طوفان الأقصى اتجهت كافة  الأنظار إلى حزب الله لماذا لا يفتح جبهة إسناد شاملة مع الكيان الصهيوني؟.

 وعندما شن الكيان الصهيوني حربا شاملة على حزب الله اتجهت كافة الأنظار إلى إيران لطرح نفس السؤال لماذا لا تتدخل إيران لمساعدة حزب الله والثأرلاستشهاد القائد هنية رحمه الله، على أرضها؟.

أيها المنظرون لماذا تغضون الطرف عن الدول العربية السنية وكأنها في منأىً عن الأحداث، بل وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد، بينما تتجه أنظاركم إلى حزب الله وإلى إيران فقط ؟.

أيها المنظرون ألم يشكك بعضكم بعداوة حزب الله لليهود واعتبروا أن كل المناوشات فيما بينهما مجرد مسرحية وضرب لأعمدة الحديد؟.
 ولما اشتد الخطب تحول الأمر من مسرحية إلى قضية مذهبية وأنهم شيعة آذوا أهل السنة في سوريا، وأخذ بعضكم بالتشفي وشارك اليهود فرحتهم وبهجتهم بما لحق حزب الله من خسائر...الخ...؟

  أيها المنظرون ما دام هؤلاء شيعةٌ في نظركم، ولا يوجد بينهم وبين اليهود عداء فلماذا تطالبونهم بنصرة أهلنا في غزة وتتغافلون عن المذهبية؟.

 كذلك شأنكم مع إيران: لماذا تشككون في عداوتهم للكيان الصهيوني، ثم تطالبونهم بنصرة أهل غزة ولبنان وأنتم تشككون في عقيدتهم؟.
وعندما شنت إيران هجومَها الصاروخي، في عقرالكيان الغاصب، ودخل كل الكيان بقادته داخل الملاجئ، انبرت أقلامُكم تُقلِّلُ من شأن الهجوم، لتتماهى مع الكذاب الأشر نتنياهو. 
 
أيها المنظرون طالبتم حزب الله بحرب شاملة مع اليهود لنصرة أهلنا في غزة ولما وقعت الحرب أخذتم تشمتون بهم، والآن أنتم تشككون في رد إيران الذي زلزل الكيان!! 
 فهل إذا تعرضت إيران لقصف أمريكي أوروبي هل ستتعاطفون معهم؟ أم سوف تشمتون بهم..؟ قطعاً، الفرحُ والشماتةُ والتَّشَفِّي هي طريقُكم.

أيها المنظرون كان الأجدر بكم، وأنتم تنطلقون من منطلق مذهبي، مطالبةَ الدولِ العربيةِ السنية بنصرةِ أهلِنا في غزة، دون الطلبِ من إيرانَ أو حزبِ الله.

وسؤالٌ آخرُ إلى هؤلاء المنظرين: مَنِ الأولى بالنقد، بسبب التقصير والتخاذل، في نُصرةِ أهلِنا في غزة: الدولُ العربيةُ السنية، أم إيرانُ الشيعيةُ الفارسيةُ الأعجمية ؟.

وإذا كنتم تعذرون خذلان دوَلكم السنيةِ، بحُجّةِ ضعفِها ومحدوديةِ قدراتها لمواجهة الكيان الصهيوني، فلماذا لا تعذرون إيران في مواجهة كافةقوى الشروقداجتمعت عليها؟

فكل دولةٍ تنظر لمصالحها بالدرجة الأولى، بِغَضِّ النظرِ عن المذهبِ وعن المعتقد.

  في الختام إلى كل المُنَظِّرين سؤالٌ أطرَحُهُ عليهم:
لماذا تخفونَ الجَذْعَةَ في أعينكم، وتظهرونَ القذارةَ في عيون الآخرين؟

ولماذا لا تُوَجِّهُونَ سهامَ نقدِكُم إلى خذلانِ بلدانكن وتعاونها التَّامِ معَ الكِيانِ الصِّهيونيّ، قبل أن تَنْقُدوا تخاذلَ ايران ؟.
أم إنَّ الجُبْنَ والخَوَرَ والخوفَ تجعلكم تنقدون مَنْ تأمَنُون عقوبته، وتغضُّونَ الطّرْفَ عن عيوبِ مَنْ تخشونَه؟

 ألا لا نامت أعْيُنُ الجُبناء.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري