في أعقاب سلسلة عمليات نفذتها قوات صنعاء في عمق الكيان الإسرائيلي، شنّ طيران العدوان الأميركي - البريطاني، مساء أمس، سلسلة غارات استهدفت ثلاث محافظات يمنية.
وأكدت مصادر أمنية في صنعاء أن الطيران المعادي استهدف معسكر الصيانة في منطقة الحصبة في العاصمة، بأربع غارات لم ينجم عنها أي أضرار، كون المكان المستهدف سبق أن تعرّض لعشرات الهجمات من قبل الطيران السعودي - الإماراتي خلال السنوات الماضية.
كما استهدفت الغارات مدينة الحديدة الساحلية غرب البلاد؛ وقال مصدر محلي مطّلع، لـ«الأخبار»، إن طيران العدوان استهدف منطقة الكثيب بأربع غارات، ومطار الحديدة بثلاث غارات. وكانت منطقة الجبانة في المدينة نفسها قد تعرضت لهجوم مماثل بغارتين فجر أمس، فيما ذكر ناشطون محليون في محافظة ذمار جنوب صنعاء، أن الطيران المعادي استهدف جنوب مدينة ذمار بغارة جوية.واعتبر مصدر حكومي في صنعاء أن الاعتداء الأخير، الذي تعرّض له اليمن، يأتي في إطار الإسناد الأميركي – البريطاني للكيان الإسرائيلي، وتوعّد برد مناسب على هذه الاعتداءات، مؤكداً أن الغارات لن توقف عمليات الإسناد اليمنية لقطاع غزة ولبنان، ولن تضعف عزم اليمنيين على مناصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وفي هذا الإطار، هدّدت قوات صنعاء باستهداف المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة، وقال المتحدث باسمها، العميد يحيى سريع، إن استمرار الدعم الأميركي والبريطاني للعدو الإسرائيلي، يضع المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة تحت دائرة النار، وإن قوات صنعاء لن تتردّد في توسيع عملياتها العسكرية ضد الكيان ومن يقف خلفه حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، ووقف العدوان على لبنان.
وعلمت «الأخبار»، من أكثر من مصدر في صنعاء، أن قوات الأخيرة شرعت في إعادة تحديث بنك الأهداف التابع لها، وضمّنته أهدافاً عسكرية أميركية وبريطانية في المنطقة. ووفقاً للمصادر، فإن استهداف المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة لا يقتصر على الجوانب العسكرية.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت تعزيز قواتها في المنطقة بالآلاف من العناصر خلال الأيام القليلة الماضية، وقالت مصادر يمنية، لـ«الأخبار»، إن القوات الأميركية في المنطقة لن تكون آمنة في حال توسع نطاق الصراع، وتسخير واشنطن كل إمكاناتها لمصلحة الكيان والدفاع عنه. وأضافت المصادر أن استهداف المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة أمر وارد وقابل للتنفيذ، في ظل إمعان الدولتين في إسناد الكيان ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، واستمرار استهداف اليمن من قبل الطيران الأميركي والبريطاني.
من جهتهم، أكد مراقبون في صنعاء أن توسّع نطاق الصراع في المنطقة سيدفع محور المقاومة إلى استخدام إمدادات النفط الخام كسلاح ضدّ العدوّ الأميركي. وتزامنت التهديدات الأخيرة لقوات صنعاء، مع نشر «الإعلام الحربي» التابع لوزارة الدفاع اليمنية مشاهد لاستهداف السفينة النفطية البريطانية «كورديليا مون» بزورق مسيّر في البحر الأحمر.
وبالتوازي مع ذلك، شهد ميدان السبعين في صنعاء مليونية شعبية شارك فيها مئات الآلاف من اليمنيين، مساء أمس، حيث أعرب المشاركون فيها عن تأييدهم عملية «الوعد الصادق 2» التي نفذتها إيران، واستهدفت من خلالها عمق كيان الاحتلال الصهيوني، متعهدين للشهيد السيّد حسن نصر الله بالقول: «نعاهدك يا شهيد الإسلام والإنسانية والقدس بأننا لن نحيد عن درب الجهاد، ونعدك بالنصر»، وذلك وفق بيان صدر عن المسيرة.