دور الترانسبوزونات في تنظيم التطور البشري المبكر
منوعات
دور الترانسبوزونات في تنظيم التطور البشري المبكر
16 تشرين الأول 2024 , 14:47 م

أظهرت الأبحاث الحديثة أن الترانسبوزونات، وبالأخص عناصر LINE-1، تلعب دورت حيويا في تنظيم تطور الإنسان المبكر من خلال التحكم في التعبير الجيني وضمان التقدم الطبيعي للجنين. هذا الاكتشاف يغير الفهم السلبي السابق لهذه العناصر ويبرز أهميتها في الأبحاث الطبية.

دور الترانسبوزونات في تطور الإنسان

اكتشف الباحثون في Sinai Health أن مرحلة حاسمة في التطور البشري المبكر يتم تنظيمها بواسطة عناصر DNA تُعرف بالترانسبوزونات، التي يمكنها التنقل داخل الجينوم، بدلاً من أن تُنظم بواسطة الجينات البشرية نفسها.

إعادة النظر في الترانسبوزونات: من طفيليات إلى حماة

يقول الدكتور ميغيل رامالهو-سانتوس، الباحث الرئيسي في معهد Lunenfeld-Tanenbaum Research وأستاذ في قسم الوراثة الجزيئية بجامعة تورونتو: "يميل الناس إلى التفكير في الترانسبوزونات كفيروسات تختطف خلايانا لغرض وحيد هو التكاثر، لكننا اكتشفنا هنا أن هذه العناصر ليست مجرد طفيليات جينية، بل هي ضرورية للتطور المبكر."

عناصر LINE-1 تتحكم في التعبير الجيني في المراحل المبكرة للتطور البشري

يظهر البحث أن الترانسبوزونات LINE-1 تلعب دورا حاسما في ضمان أن الخلايا الجنينية البشرية تتقدم بشكل طبيعي خلال المراحل المبكرة من التطور، بدلاً من العودة إلى مراحل سابقة. تشكل عناصر LINE-1 نسبة 20% من المادة الجينية في خلايانا، وتستطيع بعض هذه العناصر الانتقال داخل الجينوم والاندماج في مواقع جديدة، مما قد يتسبب في تعطيل وظائف الجينات الطبيعية.

تحدي مفهوم "الحمض النووي الأناني"

لعدة سنوات، كان يُعتقد أن هذه العناصر ضارة إلى حد كبير، لأنها قد تسبب اضطرابات جينية تسهم في أمراض مثل الهيموفيليا والاضطرابات العصبية والسرطان. إلا أن الباحثة الدكتورة جوان زانغ، التي شاركت في قيادة البحث، وجدت أن رسائل الحمض النووي الريبي LINE-1 وفيرة في المراحل المبكرة للجنين، مما يشير إلى أنها نشطة خلال هذه المراحل الحرجة.

الوظيفة الحيوية لـLINE-1 في التطور المبكر

تساءلت الدكتورة زانغ: "إذا كانت الترانسبوزونات ضارة، فلماذا نراها نشطة في الجنين المبكر؟" وعند منع تعبير LINE-1 في الخلايا الجذعية الجنينية البشرية المزروعة، لاحظت الباحثة أن الخلايا تعود إلى مرحلة أكثر بدائية تتألف من 8 خلايا، حيث تكون كل الخلايا متطابقة وقادرة على التمايز إلى الجنين والمشيمة.

مساهمة غير متوقعة لعناصر LINE-1 في التطور الجنيني

أظهرت التجارب أن جزيئات رسائل LINE-1 تعمل كهيكل لتنظيم DNA داخل النواة، حيث تساعد في نقل الكروموسوم 19، الذي يحتوي على جينات حيوية للمرحلة المكونة من 8 خلايا، إلى منطقة تثبيط الجينات داخل النواة، مما يضمن تقدم الجنين إلى المراحل التالية دون مشاكل.

دور LINE-1 يتجاوز القفز الجيني

تشير النتائج إلى أن هذه العناصر لا تقوم فقط بالقفز إلى مواقع جينية جديدة، وهو ما قد يسبب طفرات ضارة، بل تلعب دورا فريدا في تعزيز التقدم التطوري، مما يبرز أهميتها في النمو البشري المبكر.

هذا البحث الأساسي له تداعيات مهمة على علاجات الخصوبة واستخدام الخلايا الجذعية في الطب التجديدي. كما أنه يكشف عن أدوار جديدة لعناصر LINE-1 التي يمكن استكشافها في سياقات مرضية، مثل الاضطرابات العصبية والسرطان.

البحث الرائد عن العناصر الجينومية

تقول الدكتورة آن-كلود جينغراس، مديرة معهد LTRI ونائبة رئيس الأبحاث في Sinai Health: "يبرز هذا البحث مدى ما يمكننا تعلمه، ليس فقط عن تطور الإنسان، بل أيضا عن هذه العناصر الجينية الغامضة التي بدأت أدوارها تتضح للتو. أهنئ زملائي على هذا الاكتشاف الرائع في مجال البيولوجيا البشرية، وأتطلع إلى مزيد من الاكتشافات المثيرة بينما يواصلون عملهم".