إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
وجه سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة رسالة إلى الشعب اللبناني والسوري واليمني وإلى كل أحرار العالم تحدث فيها قائلا:
أيها الأحباء في صبيحة يوم الأحد ومن رحاب كنيسة القيامة في القدس القديمة أخاطبكم مجدداً:
ونحن نعيش هذه الكارثه الإنسانية الغير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث.
مجزرةٌ جديدةٌ في جباليا والمجازر مستمرة ومتواصلة على مدار الساعة وحصارٌ لشمال القطاع بهدف الإذلال والتجويع والتعطيس والتهجير.
إنها المؤامرة التي تهدف إلى تصفية القضية يريدون شطب القضية الفلسطينية.
وما يحدث حالياً في غزة في كل غزة وخاصةً في شمالها يندرج في إطار نكبةٍ جديدةٍ ومتجددة وتآمرٍ غير مسبوق يستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وللأسف يحدث هذا كله والعرب أو بعض والعرب أو بعض العرب أو الكثيرين من العرب لا أريد أن أعمم لا يفعلون شيئاً من أجل وقف هذه المجازر وهذه الجرائم.
اسرائيل ممعنةٌ في جرائمها بدعمٍ أمريكي وغربي وفي ظل حالة الوهن العربي.
طبعاً نحن نحيي كل الأحرار في كل مكان في وطننا العربي وفي كل مكان في هذا العالم الذين يرفعون شعار "أوقفوا الحرب أوقفوا العدوان" نحن أوفياء لكل هؤلاء.
ولكن الاحتلال لا يسمع ولا يرى وهو مستمر في عدوانه وفي تدميره المنهج لغزة وسيناريو مشابه نراه اليوم في لبنان.
نقف إجلالاً وتكريماً لأرواح الشهداء كل الشهداء ولا نستثني منهم أحداً في فلسطين وفي لبنان.
أحيي أيضاً كل الذين يؤازرون الشعب الفلسطيني ويقفون معه في محنته.
نحيي سورية الأبية التي تتعرض أيضاً لاعتداءات واليمن الشقيق الذي يتعرض أيضا لاعتداءات.
كل من يعبر عن موقفه الداعم للشعب الفلسطيني يتعرض للعدوان والاعتداءات الهمجية.
أحبائي لا يضيع حق وراءه مطالب كل هذه الدماء وكل هذه التضحيات لن تذهب هدراً وثمرتها ستكون الحرية حتماً واستعادة الحقوق السليبة.
نحن في كنيسة القيامة اليوم نصلي من أجل وقف العدوان في فلسطين وفي لبنان حقناً للدماء ووقفاً للدمار.
نصلي من أجل لبنان قلوبنا معكم أيها الأحباء في لبنان وخاصةً مع الأخوة النازحين الذين تركوا بيوتهم مرغمين في الجنوب وفي أماكن أخرى وذهبوا إلى أماكن أكثر أمناً.
مشهدٌ يذكرنا بالنكبة التي تعرض لها شعبنا والذي تعرض للتهجير القصري إثر النكبة وإثر الحروب والاعتداءات التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني.
أحبائي في لبنان قلوبنا معكم لا ننسى مواقفكم النبيلة ودفاعكم الدائم عن فلسطين.
نتمنى أن يتوقف العدوان نحن نريد أن يتوقف العدوان في غزة وفي لبنان نريد أن يتوقف العدوان وأن ينتهي العدوان لكي تعودوا إلى منازلكم إلى بيوتكم إلى حياتكم الطبيعية هذا الإجرام المنظم الذي يرتكب بحق فلسطين ولبنان وسورية أيضاً واليمن.
هذا الإجرام المنظم إنما يدل على وحشية هذه المنظومة وأنا لا أقصد بذلك فقط إسرائيل.
إسرائيل هي الأداة التي تنفذ أمريكا والمنظومة الغربية هي التي تتحمل قسطاً وفيراً من المسؤولية تجاه كل هذه الجرائم المرتكبة.
وبالطبع هم يستثمرون حالة الضعف العربي وحالة الوهن العربي.
رسالتي إليكم من كنيسة القيامة كونوا أقوياء فأعداؤنا يريدوننا أن نكون ضعفاء يريدون النيل من معنوياتنا وإرادتنا يريدوننا أن نكون في حالة استسلام وقنوطٍ وقبولٍ بما يريدون أن يرسمونه لبلداننا ولمشرقنا.
كونوا أقوياء فلتكن عزيمتكم وإرادتكم قوية طبعاً نحن نمر بمحنة بأوضاع كارثية هذا لا يمكن ان يتجاهله أحد.
ولكن بعد هذه المرحلة بعد هذه التضحيات بعد كل هذه الدماء وكل هذه الآلام والأحزان والدموع سوف ياتي الفرج.
أنا أرى نوراً في نهاية النفق وأنا متفائل وإن كنت أعيش الألم والحزن في كل ساعة على كل قطرة دمٍ بريئة تهرق في فلسطين وفي لبنان.
نعيش الألم والحزن ولكن ألمنا وحزننا مقروناً بالأمل والرجاء.
لن نستسلم للإحباط والقنوط كما يريدوننا أن نكون وستبقى معنوياتنا قوية وإرادتنا صلبة.
كان اللّه معكم أيها الأحباء في لبنان في سورية في اليمن في كل هذا المشرق كان الله مع أهلنا في غزة الذين يتعرضون لحرب الإبادة والتطهير العرقي.