وسط تزايد المخاوف العالمية من احتمال وقوع هجوم نووي، أفادت تقارير بأن علماء صينيين أجروا تجربة تحاكي يوم القيامة لاختبار مدى صلابة معدات الاتصالات الخاصة بهم لمعرفة ما إذا كانت قادرة على الصمود في هذا السيناريو.
اختبرت فرق المشروع قدرة معدات الاتصالات اللاسلكية على تحمل الضربات النووية من خلال تجاوز الحدود الحالية للمعايير العسكرية.
اختبار الصلابة النووية لمعدات الاتصالات
قام المهندسون المشاركون في المشروع بتجربة يوم القيامة لتحديد مدى قدرة التكنولوجيا الحالية على الصمود إذا تعرضت الصين لهجوم نووي، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة South China Morning Post (SCMP).
الهجوم النووي
في وقت سابق من هذا العام، حذرت الأمم المتحدة من أن خطر الهجوم النووي وصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة وجهها لمؤتمر جمعية مراقبة الأسلحة في يونيو 2024 قائلاً:
وأضاف غوتيريش أن الدول النووية يجب أن تقود الجهود في هذا المجال، مطالبا إياها باستئناف الحوار والالتزام بمنع استخدام الأسلحة النووية بأي شكل، والتوصل إلى اتفاق بعدم البدء في استخدامها. كما شدد على ضرورة تسريع تنفيذ التزامات نزع السلاح المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
دعا أيضا روسيا والولايات المتحدة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة ستارت الجديدة. وبعد هذه التعليقات، أعلنت روسيا عن تعديلات في سياستها النووية، مما سيسمح لها باستخدام مخزونها النووي الهائل في حال تعرضها لعدوان محتمل.
تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
بالإضافة إلى ذلك، أدى النزاع الجاري في الشرق الأوسط إلى تصاعد التوترات حيث تم النظر في احتمالات الهجمات باستخدام الأسلحة النووية أو استهداف المنشآت النووية.
يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الصين من الدول الموقعة على سياسة "عدم البدء بالاستخدام" في حالة الهجوم النووي. ولذلك، كان الهدف من التجربة هو التأكد من قدرة المعدات على التحمل في حالة وقوع ضربة نووية تستهدف البلاد.
تصور العلماء الصينيون سيناريو يتم فيه انفجار سلاح نووي في طبقة الستراتوسفير، وهو ما يُعرف بهجوم النبضة الكهرومغناطيسية عالية الارتفاع (HEMP)، الذي يمكن أن يدمر المعدات الإلكترونية.
تجاوز المعايير العسكرية
تشترط المعايير العسكرية في الصين والولايات المتحدة أن أي معدات معتمدة كـ "مقاومة لـ HEMP" يجب أن تكون قادرة على العمل بعد تعرضها لمجال كهربائي بقوة 50 كيلوفولت لكل متر.
إلا أن العلماء الصينيين، وفقا لتقرير SCMP، رفعوا هذا الحد إلى 80 كيلوفولت لكل متر لمحاكاة النبضات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الانفجار النووي.
أظهرت النتائج أن المعدات تمكنت من العمل بعد فترة تأخير قصيرة، كما نجا نظام الاتصالات اللاسلكي دون أضرار كبيرة. وقد تم تعزيز صلابة المعدات اللاسلكية بمساعدة مهندسين من شركة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية (CETC)، التي تعد المورد الرئيسي لمعدات الحرب الإلكترونية لجيش التحرير الشعبي الصيني.
نُشرت نتائج هذه التجربة في ورقة علمية تمت مراجعتها في مجلة الاتصالات اللاسلكية الصينية في سبتمبر 2024.