كتب الأستاذ ناجي أمهز:
مقالات
كتب الأستاذ ناجي أمهز: "إسرائيل تقتل ميلاد أمّهز ووالده، كما فعلت من قبل، عندما قتلت ميلاد يسوع".
ناجي أمهز
23 تشرين الأول 2024 , 00:36 ص

ماذا تريد إسرائيل من قتل الأبرياء الآمنين في منازلهم وأعمالهم،وهم  لا علاقة لهم بالحروب؟


إسرائيل لا تفرِّقُ بين علي وإيلي، ولا بين مسيحي ومسلم، فهي فقط تميز بين من يرفض العبودية لها وبين من يكون "جوييم" يعبدها ويخدمها.

إسرائيل تمارس القتل فقط لمجرد القتل، والعالم بأسره يتفرج على فيلم الرعب الذي تنتجه إسرائيل بدماء الأبرياء في الشرق الأوسط.

لم يعد ينفع أن نسأل أين مليار مسلم.
لم يعد يجدي نفعًا أن نسأل أين 400 مليون عربي.
فلا الدماء السنية حرّكت العالمَينِ العربيَّ والإسلاميّ، ولا دماءُ الشيعيةِ الذين قدموا كُلَّ شيءٍ دِفاعاعن لبنان غزةحركت المجتمع الانسانيَّ والدوليّ.


وحتى النخبةُ العالميةُ التي تتمثَّلُ بالنقاباتِ لم تتحرك،مع أنَّ اسرائيل قتلتْ من كافّةَ الِاختِصاصات، مِنَ الصحافي إلى المهندس، وحتى الطبيبِ والمُسعِف.

إسرائيلُ حرَقَتِ المصاحفَ، والعالمُ الاسلاميُّ يحاولُ أنْ يُظْهِرَ الإعجازَ العلميَّ في القران، معَ أنَّ الآيَةَ واضحة: 
{ولاتَرْكَنواإلى الذينَ ظلموافَتَمَسَّكُمُ النارُ ومالكم من دونِ اللهِ من أولياءَ ثم لا تُنْصَرون}.

اسرائيل دمرت المساجد والعالم إلاسلاميُ يتحدثُ عن فضلِ الصلاةِ جماعةً في المسجد.
اسرائيلُ قتلتِ الأطفالَ في غزّةَ ولبنان، والعالمُ الإسلاميُّ يناقشُ ويفسِّرُ الآيةَ الكريمة: {ويطوفُ عليهم وِلدانٌ مُخَلَّدون}؛ و الحكمةَ من جَعْلِ خَدَمِ أهلِ الجنَّةِ وِلْدانًا مُخَلَّدينَ صِغارًا في السِّنّ، وهل السببُ في ذلكَ أنَّهُ لو جعلهم رجالًا أو نساءً بالغين، قد يُسبِّبون إثارةً جنسيةً للزوجِ أوِ الزوجةِ في الجنة، وهم لا يَحِلُّونَ لهمُ لِلنِّكاح؛ لذلك فهيئةُ الصغيرِ في السِّنِّ لا تُسَبِّبُ إثارةً جنسية، أم غير ذلك؟!

ماترتكِبُهُ إسرائيلُ من مجازرَوحشِيَّةٍ بِحَقِّ الأبرياء، يجعلُ الكُرَةَ الأرضيةَ تسألُ سؤالاً واحدًا: 
هل حقًا توجدُ تعاليمُ إسلامية؟ 

فإنْ كانتْ موجودةً، فأينَ دَوْرُ المسلمينَ في العالم، على الأقلِّ، في وَقْفِ قَتْلِ الأبرياء؟

هل حقًا توجدُ تعاليمُ مسيحيةٌ؟ فأينَ المسيحيونَ لا ينتفضونَ من أجلِ وَقْفِ قَتْلِ المسلمين؟ ورُبّما بعدَها يَعْتَنِقُ نِصفُ المسلمينَ الديانةَ المسيحية.

هل حقًا يوجدُ عالمٌ عربيّ؟ وإذا كان على هذه الكُرةِ الأرضيّة عالم عربي، فماذا يفعلونَ اليوم؟

يُقالُ إنَّهُم بالملايينِ، يرقصون على أنغامِ الفَنَّانين.

هل حقاًتوجَدُأمَمٌ مُتّحِدة، ومَجلِسُ أمنٍ دَولِيّ، هل حقًا تُوجَدُ شِرْعَةُ حقوقِ الإنسان؟ 
فإذا كانت موجودةً، ماذا تفعلُ اليوم؟

لم نَعُدْ نؤمنُ بشيء، ولا بكلِّ الأعرافِ الدَّوْلِيَّةِ والنواميسِ البشرية.

كلُّ ذنبِ الذينَ يُقتَلونَ اليومَ أنَّهُم سَمِعوا أنَّ يسوعَ المسيحَ وُلِدَ في الناصرة، فيجب أن تبقى الناصرةُ محرّرةً من قبضةِ اليهودِ الذينَ صلبوا بسوعَ وقتلوه.

كما سمعوا من رسولِ الاسلامِ النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم: جاء في الحديثِ الصحيحِ عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: 
يا رسولَ الله، أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ للنّاس، أولاً؟ 
قال: “المسجدُ الحرام”.
 قلت: ثم أيّ؟ قال: “المسجد الأقصى”.
قلت: كم كان بينهما؟ 
قال: “أربعونَ سنة، وأينما أدركتَ الصلاةِ فَصَلِّ فهُوَ مَسجِد”. 

وللمسجدِ الأقصى مكانَتُهُ الجليلةُ في الإسلام، فهو أولى القِبْلَتَيْنِ ، وثالثُ الحرَمَيْنِ الشَّريفَيْنِ، ومَسْرى النَّبيِّ مُحَمَّد.

اليومَ، ذنبُ الشعبِ الفِلَسطِينِيِّ في غزّةَأنّهُ صدَّقَ شِرْعَةَالأُمَم ِالمتحدة، والمادة 51 من ميثاقها: 

"المادة 51: 
ليس في هذا الميثاقِ ما يُضْعِفُ، أو يَنْتَقِصُ الحَقَّ الطَّبِيعِيَّ لِلدُّوَل، فُرادى أو جماعات، في الدفاعِ عن أَنْفُسِهِم، إذا اعْتَدَتْ قُوّةٌ مُسَلَّحَةٌ على أحدِ أعضاءِ "الأُمَمِ المُتَّحِدَة"، وذلكَ إلى أنْ يَتَّخِذَ مجلسُ الأمنِ التدابيرَ اللَّازِمَةَ، لِحِفْظِ السِّلْمِ والأمنِ الدوليَّيْن، والتدابيرُ الَّتي اتَّخَذَها الأعضاءُ استِعمالاً لِحَقِّ الدِّفاعِ عن النفسِ تُبَلَّغُ إلى أعضاءِ المجلسِ فَورًا،ولا تُؤَثِّرُ تِلكَ التدابيرُ، بأيِّ حالٍ، فيما للمجلس - بِمُقْتَضى سُلْطُتِهِ ومسؤولِيّاتِهِ المستمرَّةِ من أحكامِ هذا الميثاق - منَ الحقِّ في أن يتَّخِذَ،في أيِّ وقتٍ،مايرى ضرورةَ اتخاذِهِ منَ الإجراءاتِ،لحفظ السلمِ والأمنِ الدَّوْلِيَّيْنِ، أو إعادَتِهِما  إلى نصابهما.

لكن، يبدو لنا،في الختام،أنَّ اسرائيلَ هِيَ فَقَطْ، الَّتِي يَحِقُّ لها فِعَلُ كُلِّ شيءٍ،حتى قتلَ الأمواتِ المقبورين.

يبدو أنَّ إسرائيلَ تُرِيدُ حقيقةً أنَ تُظْهِرَ فقط، أنّها خارجَ كل القوانين الدولية، وأنُّ هذه القوانين ليست إلَّاكخيوطِ العنكبوتِ تقعُ في شِباكها الحشراتُ الصغيرة، وتَعْصُفُ بها الطيورُ الكبيرة، وأنَّ غالبِيَّةَ النفوسِ البشريةِ ليستْ إلا بهائِمِيَّة، حَوَّلَهُم إله اليهود الصهاينة،على هيئةِ بشرٍ، من أجلِ أنْ يقبلَ بِهِمُ اليهودُ عبيدا.
ReplyForward
المصدر: موقع إضاءات الإخباري