اكتشف باحثون في جامعة سيمون فريزر أن تناول حمض الفوليك قد يخفف من تأثير مستويات الرصاص في الدم على تطور السلوكيات الشبيهة بالتوحد لدى الأطفال المولودين لأمهات تعرضن للرصاص خلال الحمل. الدراسة تشير إلى أن تناول 0.4 ملغ على الأقل من حمض الفوليك يوميا يمكن أن يقلل من التأثيرات العصبية السامة للرصاص، مما يتماشى مع التوصيات الحالية للصحة الكندية للأفراد الحوامل.
العلاقة بين حمض الفوليك وتخفيف تأثير الرصاص على التوحد
أجرى الدراسة فريق بقيادة الطالب الدكتوراه جوشوا ألامبي من كلية العلوم الصحية بجامعة سيمون فريزر، ونُشرت في مجلة المنظور الصحي البيئي في 16 أكتوبر. ويقول ألامبي: "يُظهر تناول مكملات حمض الفوليك أثناء الحمل فوائد عديدة لصحة الطفل، خاصة تطور الدماغ. وتُشير دراستنا إلى أن الكمية الكافية من مكملات حمض الفوليك تقلل من التأثيرات العصبية السامة للرصاص".
أهمية مكملات حمض الفوليك أثناء الحمل
هذه هي الدراسة الأولى التي تُظهر أن تناول مكملات حمض الفوليك بشكل صحيح قد يقلل من خطر الإصابة بالتوحد المرتبط بالتعرض للرصاص أثناء الحمل. وتبين النتائج أن العلاقة بين مستويات الرصاص في الدم والسلوكيات الشبيهة بالتوحد كانت أقوى لدى النساء الحوامل اللاتي تناولن أقل من 0.4 ملغ من حمض الفوليك يوميا.
يُعتبر حمض الفوليك، وهو الشكل الصناعي للفولات الموجود في الأطعمة المدعمة، عنصرا غذائيا هاما خلال فترة الحمل. يلعب دورا أساسيا في تطور الدماغ ويمنع تشوهات الأنبوب العصبي. أظهرت دراسات سابقة أن العلاقة بين التوحد والتعرض للمبيدات الحشرية، ملوثات الهواء، والمواد الكيميائية مثل الفثالات (الموجودة في البلاستيك المرن) تكون أقوى عندما يكون تناول مكملات حمض الفوليك منخفضا.
اعتمد الفريق البحثي على بيانات تم جمعها بين 2008 و2011 من 2000 امرأة كندية شاركن في دراسة MIREC (أبحاث الأم والطفل حول المواد الكيميائية البيئية). تم قياس مستويات الرصاص في الدم خلال الثلث الأول والثالث من الحمل، وتم استبيان المشاركات لتحديد كمية تناولهن لحمض الفوليك. تم تقييم الأطفال المولودين في هذه الدراسة عند أعمار ثلاث أو أربع سنوات باستخدام مقياس الاستجابة الاجتماعية (SRS)، وهو أداة شائعة يتم الإبلاغ عنها من قبل مقدمي الرعاية لتوثيق السلوكيات الشبيهة بالتوحد لدى الأطفال.
الجرعات العالية من حمض الفوليك وتأثيراتها
ومع ذلك، لم يجد الباحثون أي فائدة إضافية لتناول كميات عالية من حمض الفوليك (> 1.0 ملغ يوميًا) في تخفيف التأثيرات العصبية السامة للتعرض للرصاص. وتتماشى نتائج الدراسة مع توصيات الصحة الكندية، التي تنصح جميع الأفراد الحوامل أو المرضعات أو اللاتي قد يصبحن حوامل بتناول 0.4 ملغ من حمض الفوليك يوميا.