عبد الحميد كناكري خوجة : التغذية الراجعة وماتشكله من مخاطر على أمننا الوطني
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة : التغذية الراجعة وماتشكله من مخاطر على أمننا الوطني
عبد الحميد كناكري خوجة|كاتب من سورية
2 تشرين الثاني 2024 , 05:04 ص

” كيف ينصب أزلام جهاز الإستخبارات الصهيونية أفخاخ التغذية الراجعة واستغلالها للتجسس علينا“

تعتبر التغذية الراجعة من الأدوات الخطيرة التي يستغلها العدو لجمع المعلومات عنا ومن خلال التكنلوجيا الحديثة..
تلك التكنلوجية التي جعلت المعلومات أحد الأسلحة الفتاكة الممكن إستخدامها في الصراعات والحروب والنزاعات.. 
نعم هي حرب نفسية ومعلوماتية يكرسها عدونا للتأثير على الجهال والأميين بشكل خاص للتلاعب بالعقول وتخدير الأدمغة ومن أدواته تلك مايعرف ب” التغذية الراجعة“ التي تعتبر واحدة من أستراتيجيات جمع المعلومات فائقة الحساسية.. تلك الطرق الخبيثة التي يعتمدها العدو معتمدا على قوة الإتصالات وما لديه من معلومات لتحقيق مآربه العسكرية منها والأمنية.
       (التغذية الراجحة في دائرة التعريف)
تعتمد على مراقبة وتحليل سلوكيات الناس حين ردود أفعالهم على المعلومات التي تنشر بشكل متعمد
حيث يقوم لقطاء وأزرع الإحتلال وعملائه بنشر معلومات مضللة أو منقوصة عبر معظم وسائل العالم الإفتراضي عبر الشبكة العنكبوتية منها مايكون مجرد شائعات عن تحركات عسكرية وخطط وأهداف محتملة.. معتمدين على مراقبة ردود أفعال مستخدمي تلك الوسائل ومتابعي الأخبار حيث ينتظر لقطاء أجهزة الإستخبارات المعادية ردود أفعال الناس التي قد تكون على شكل أحاديث عفوية أو مكالمات هاتفية أو من خلال تدوين التعليقات أو منشورات ضمن وسائل التواصل الإجتماعي كالفضاء الأزرق والأنستغرام والواتس أب وغيرها العديد من تلك الوسائل الآخذة في التفقيس والتفريخ والإزدياد يوما بعد يوم والتي أضحت الشغل الشاغل لمئات الملايين من الناس على مدار المعمورة حيث يقوم أزلام إستخبارات الكيان المحتل لفلسطين بمراقبة هذه التفاعلات بدقة محاولة منه لجمع أكبر قدر من المعلومات التي تعتبر مساعدا ومعينا لهذا العدو في تحقيق مخططاته الإبليسية ومآربه حيث يتم تحليل تلك المعلومات التي يتم أصتيادها دون إدراك المعلقين والناشرين أن أعين شيطانية تتربص في كل لحظة بما يقومون بنشره أو التحدث به أو التعليق عليه.. تلك المعلومات التي تساعد العدو على فهم الحقائق المخفية التي قد تكتشفها ردود الأفعال فلو كانت هناك شائعة عن نشاط عسكري أو أمني بمنطقة معينة مثالا على ذلك قد تؤكد أو تنفي ردود أفعال المعلقين صحة ومصداقية هذه المعلومات عن هذه الشائعة أو تلك ذلك الذي يساعد العدو على تحديد مواقع محددة أو إلتقاف معلومات حساسة أخرى.. حيث يقوم هذا العدو بعد جمعها وتحليلها باتخاذ قرارات تكتيكية واستراتيجية قد ينتج عنها شن هجوم أو تعديلات وتغيرات خطط عسكرية إعتمادا على نتائج تحليل تلك التعليقات والمنشورات والمحادثات الهاتفية..
حيث تؤدي تلك المعلومات دورا حيويا لكونها أكثر قابلية للتصديق وللتفاعل من قبل الجمهور والتي تنتج عن بعض الأخبار..فعندما تترافق هذه الحقائق بتفاصيل مشوهة أو غير صادقة يبدأ الجمهور بتفسير مايحدث وتبادل المعلومات فيما بينهم وإظهار الرؤى تلك التي يتعربش عليها الإحتلال وتكون لقمة صائغة له.. 
قد يقوم أزلام الإستخبارات المعادية بنشر معلومات وهمية حول تحرك أمني أو عسكري في منطقة ما مكتفيا هذا العدو بذكر تفاصيل ضئيلة غامضة حيث سرعان مايبدأ الناس بإظهار آراءهم والتعليق خصيصا الذين يكونون منهم قريبين من هذه المنطقة المقصودة ومن خلال تبادلهم للتعليقات والتواصلات والمحادثات عن ماسمعوه وشاهدوه محاولين فهم مايدور ويجري.. مثالا على ذلك حول عدد آليات والإتجاه التي تسير نحوه فمن خلال حديث الناس العفوي الذي قد يتحدثون فيه عن معلومات حساسة دون إدراكهم أن الإستخبارات المعادية تتنصت على كل شاردة وواردة.. فمن خلال أي كلمة أو عبارة قد تكون في نظرنا بسيطة لكن نسبة للعدو تكون بمثابة كنز ثمين.. 
وليعلم الجميع أن جميع وسائل التواصل الإجتماعي مملوئة بحسابات وهمية وأسماء مستعارة يقف خلفها رجال ونساء أجهزة إستخبارات الموساد وغيره.. وعملائهم من بائعي الشرف والنخوة والكرامة الذين يقومون بتجنيدهم..
للإتصالات الهاتفية أيضا دورا لايستهان به ولايمكن التقليل من شأنه في إفادة العدو بمآربه تلك الإتصالات التي تكون بمثابة كنوز ذهبية لهذا العدو فمن خلال أحاديث الناس بمكالمات خاصة مع أصدقائهم وعائلاتهم ومن هم في دائرة معارفهم ومحيطهم كما للأحاديث والنقاشات اليومية التي تدور رحاها في المطاعم والمقاهي والأندية والصالات ووسائل النقل الدور في كشف الكثير. حتى بات بإمكان العدو التنصت من خلال الثورة التقنية التكنلوجية العلمية والتي أضحت تظهر تحركات حتى ماصغر من الحشرات ودواب الأرض وماخفي من تلك الوسائل المتطورة أعظم والذي سيشهده العالم أعظم وأعظم.. 
حيث أضحى من الضروري رفع مؤشر الحيطة  والحذر فربما كلمة أو عبارة كانت سببا في تسيلط الضوء على مايستوجب عدم البوح به حرصا على المصلحة الوطنية وصونا للتراب الوطني وأمنه..
فلا يجب نشر أو مناقشة أي موضوع أو معلومات غير مؤكدة المصدر لتجنب الوقوع في شرك وفخ هذا العدو المحتل ولايجب الخوض في غمار الأحاديث المرتبطة بأمور حساسة كما لايجب نشر مثل تلك المواضيع ضمن جميع وسائل التواصل الإجتماعي
كما يجب مع الجهات الأمنية الوطنية الخاصة وإبلاغها عن أي ملحوظة غير طبيعية... فهذا من الواجب الديني الوطني الأخلاقي... فأمن وأمان التراب الوطني واجب يقع على عاتق الجميع وبمثابة خط أحمر لايسمح بتجاوزه.. 



كاتب باحث ومحلل أخباري وسياسي 
One attachment • Scanned by Gmail
 


المصدر: موقع إضاءات الإخباري