مقالات
لماذا تستهدف الفاشية التوراتية المدنيين والبنى التحتية, بينما يستهدف محور المقاومة الأهداف العسكرية؟
جورج حدادين 2 تشرين الثاني 2024 , 05:27 ص
جورج حدادين
الجيش الذي لا يقهر مقابل الحاضنة الاجتماعية.
من المعلوم أن " الدولة الأسرائيلية " تم تأسيسها من قبل مؤسسة عسكرية ارهابية، حيث تمكنت العصابات الأرهابية ( الشتيرن الأراغون ...الخ ) من تأسيس " الدولة " بعد هزيمة الأنظمة العربية التابعة، والمقاومة الفلسطينية بقيادة العائلات الإقطاعية، عام 1947 ، وأن قيادات الصف الأول السياسية على مدى عمر " الدولة " مشروطة أن تكون من كبار ضباط العسكر.
وأن ما يسمى " المؤسسات المدنية " ألاقتصادية والإجتماعية والثقافية تشكل الرديف الموضوعي للمؤسسة العسكرية، وأن استقطاب مهاجرين يهود جدد الى الكيان يقوم على مقولة الأمان لليهود، حيث جيش لا يهزم.
بالمقابل قلسفة قوى المقاومة تستند الى الحاضنة الاجتماعية، التي تحمي وتدعم وتزود المقاومة بالرجال،
المعركة الدائرة اليوم بين مشروعين ومقاربتين، مشروع الهيمنة مقابل مشروع التحرر، ومقاربة الجيش الذي لا يقهر مقابل الحاضنة الإجتماعية.
يصب الجيش الفاشي التوراتي جام غضبه وأجرامه بالقصف بكافة أنواع الأسلحة، بما فيها المحرمة دولياً، على المدنيين العزل والبنى التحتية بهدف القضاء على الحاضنة الاجتماعية، وجعل الجغرافيا غير قابلة للعيش البشري، ولا حتى الحيواني، ويلقى هذا الإجرام الفاشي كل الدعم من المنظومة الغربية، التي تعتبر قصف المدنيين ( الحاضنة الشعبية ) وحرق الأطفال والنساء والشيوخ ، عمل مشروع، مبرر فاشي، فاشية غربية تدعم فاشية توراتية.
في حين تستهدف المقاومة البنيّة العسكرية الفاشية، بهدف إظهار عجزها عن تحقيق الحماية " للمجتمع " تقويض ركيزة أساس في الفكر الصهيوني، دولة تحمي اليهود في العالم، الدولة اليهودية.
والعمل على خلخلة البنية العسكرية، لتبيان عدم القدرة في الإستمرار بلعب دور الحامي للمصالح الغربية في المنطقة، وهي الوظيفة التي من أجلها أسس المركز الرأسمالي العالمي هذا الكيان في قلب الأمة العربية.
المطلوب الانتقال الى مرحلة استهداف المستعمرات في الضفة الغربية، والتركيز عليها، من أجل:
أولاً، منع تهجير الفلسطينيين من الضفة، وثانياً منع تحقيق الدولة اليهودية، الهدف الآني للقيادة الفاشية التوراتية، اعتقاداً أن الظرف ملائم لإنفاذ هذا الهدف.
على ما يبدو وما يجري على أرض الواقع اليوم ، بوادر هزيمة المشروع الفاشي التوراتي، ظهرت للعيان، فشل تام في تحقيق أهدافها في غزة، القضاء على المقاومة في غزة والضفة، واطلاق صراح الأسرى،
وفشل في إحراز أي تقدم بري في جنوب لبنان، لا بل غرقت في وحل لبنان، وفشل ذريع في إعادة المستعمرين الى شمال فلسطين ، لا بل تضاعف أعداد المهجرين، وأصبح فضاء الكيان مستباح من قبل المقاومة اللبنانية، وأكثر من ثلث السكان يعيشون على حواف الملاجئ، وتعطل الدورة الاقتصادية، وتنمائي وتائر الهجرة المعاكسة، مظاهر الهزيمة.
لهذه العوامل مجتمعة يتدفق المبعوثيين الغربيين، بهدف إخراج الفاشية التوراتية من مأزقها، حيث يتم إعادة احياء سياسة هنري كسنجر، التي اتبعت بعد حرب 6 أوكتوبر عام 1973 ، فصل الجبهات، عزل مصر والإستفراد في سوريا، وسياسة الخطوة خطوة، والتفاوض من أجل التفاوض، والتي تبناها اليمن الفلسطيني لاحقاً.
لا الحاضنة الاجتماعية أنفضت عن المقاومة،لا في لبنان ولا في فلسطين، بل زادهم التفافاً، ولم يتحقق هدف القضاء على المقاومة الفلسطينية ولا اللبنانية، ولم تستطع قوات الفاشية التوراتية من دخول جنوب لبنان برياً، ولم يتم تحرير الأسرى، ولا تحقق أي من الأهداف المعلنة وغير المعلنة لمشروع الشرق الأوسط الجديد.
لا لفصل الجبهات
لا للمشروع الغربي الخبيث
النصر قادم لا محالة وضريبة النصر الدم
" كلكم للوطن والوطن لكم "
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
" قرار استراتيجي".. مفاجآت الشمال السوري وصولا لأوكرانيا!
سكوت_ريتر،: الهجوم على حلب هو نتيجة لخطة استراتيجية بين الإسرائيليين والأتراك بدعم من اميركا لقطع طريق الإمداد من إيران لحزب الله،
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
"نعم .. أنا في حلب" بقلم المهندس باسل قس نصر الله
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً