قام العلماء في جامعة بطرسبورغ الحكومية الروسية بخطوة رائدة في مجال الطب والكيمياء الزراعية من خلال تطوير جزيئات جديدة تعتمد على محفز مكون من جزيئات الذهب، ويُعد هذا الإنجاز تطوراً مثيراً في استخدام الذهب كعنصر فعال في تطوير الأدوية والمواد الكيميائية، بعد أن كان يُعتقد لفترة طويلة أن الذهب معدن خامل لا يتفاعل مع المواد الكيميائية في الظروف العادية.
محفز الذهب ودوره في تطوير الأدوية
استطاع فريق العلماء تصميم طريقة مبتكرة لدمج مادتين بسيطتين باستخدام محفز يعتمد على الذهب مرتبط بمواد بوليمرية، وبهذا الابتكار، أصبح من الممكن الحصول على جزيئات جديدة يمكن أن تكون حجر الأساس لتطوير أدوية حديثة وفعالة، إضافةً إلى ذلك، يُتوقع أن تساهم هذه الجزيئات في إنتاج مركبات كيميائية تستخدم في الزراعة، ما يعزز من إمكانيات مكافحة الأمراض والحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية.
الذهب: من معدن خامل إلى محفز كيميائي فعال
على الرغم من أن الذهب كان يعتبر معدنا خاملاً في الكيمياء ولم يظهر نشاطاً في التفاعلات الكيميائية العادية، فقد تغيرت هذه النظرة في العقود الأخيرة، تبين للعلماء أن الذهب يمكن أن يلعب دورا تحفيزيا في ظل ظروف معينة، حيث يستطيع تسريع التفاعلات الكيميائية المعقدة، هذا الاكتشاف فتح آفاقا جديدة لاستخدام الذهب في العديد من التطبيقات العلمية.
تطوير جزيئات 2-أمينو إندول المضادة للفيروسات
استناداً إلى التكنولوجيا الجديدة، تمكن الكيميائيون في جامعة بطرسبورغ من تطوير طريقة لتخليق جزيئات 2-أمينو إندول. تتميز هذه الجزيئات بخصائص مضادة للفيروسات، ما يجعلها ملائمة لتطوير أدوية فعالة ضد الأمراض الفيروسية، علاوةً على ذلك يمكن استخدام هذه الجزيئات في تصنيع مبيدات الفطريات والمبيدات الحشرية، مما يسهم في حماية النباتات من الأمراض الفطرية والقضاء على الحشرات الضارة.
الذهب كمحفز بيئي أقل سمية
أوضح الدكتور أليكسي دوبوفتسيف، كبير الباحثين في قسم الكيمياء العضوية الفيزيائية بجامعة بطرسبورغ، أن المحفز القائم على الذهب يتميز بأنه ينتج كمية أقل من النفايات ويعتبر أقل سمية، مما يجعله صديقا للبيئة. كما أنه يوفر مرونة كبيرة في العمليات الكيميائية، إذ يمكن استخدامه في العمليات المستمرة دون الحاجة إلى إعادة تحضيره.
آفاق مستقبلية لاستخدام الذهب في الصناعات الدوائية والزراعية
بفضل هذا التقدم العلمي، يطمح الباحثون في جامعة بطرسبورغ إلى أن يصبح الذهب عنصراً أساسياً في صناعة الأدوية والمواد الكيميائية الجديدة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة بشكل ملحوظ، ويعد هذا الابتكار خطوة مهمة نحو تطوير صناعة البوليمر المحلية، وضمان الاستقلال التكنولوجي لروسيا في هذا المجال الحيوي، مما يعزز القدرة الوطنية في إنتاج المواد الكيميائية والأدوية بشكل مستقل وفعال.