اكتشف مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان نوعا فرعيا جديدا ونادرا من سرطان الرئة الصغير الخلايا، والذي يستهدف بشكل رئيسي الشباب غير المدخنين. يتميز هذا النوع باضطرابات جينية فريدة، مما يقلل فعالية العلاجات التقليدية ويبرز الحاجة لتطوير علاجات موجهة.
تألف فريق البحث من 42 طبيبا وباحثا من مركز ميموريال سلون كيترينج، شملوا متخصصين في علاج سرطان الرئة، وأطباء الأمراض المختبرية، وخبراء في الوراثة وعلم الحوسبة. ساهم هذا الفريق المتكامل في تحديد ملامح هذا النوع السرطاني، ما يفتح المجال لفهم أعمق لطبيعته وطرق علاجه.
تعريف النوع الفرعي الجديد: سرطان الرئة الصغير الخلايا غير النمطي
سرطان الرئة الصغير الخلايا (SCLC) يعد نادرا، حيث يمثل حوالي 10-15% من حالات سرطان الرئة، وفقا لجمعية السرطان الأمريكية. ومع ذلك، يشكل النوع الجديد المكتشف نسبة ضئيلة جدًا من حالات SCLC، إذ تم التعرف عليه في 20 حالة فقط من أصل 600 مريض خضعوا للدراسة.
الكروموثريبيس وظهور الأورام غير النمطية
اكتشف الباحثون أن المرضى المصابين بالنوع الجديد من سرطان الرئة الصغير الخلايا يحتفظون بنسخ سليمة من الجينين RB1 وTP53، اللذين يعتبران خط الدفاع الأساسي ضد السرطان، بدلاً من ذلك، تم العثور على "تحطم" في أحد أو عدة كروموسومات، وهو ما يُعرف بـ"الكروموثريبيس"، الذي يسهم في تحويل أورام الغدد الصماء الرئوية الأقل حدة إلى أورام خبيثة وعدوانية.
مقاومة العلاج الكيميائي التقليدي
أشارت الدراسة إلى أن هذا النوع الفرعي يظهر مقاومة عالية للعلاجات الكيميائية التقليدية التي تعتمد على البلاتين. وقد أوضح الباحثون أن هذه الأورام قد تستجيب بشكل أفضل للعلاجات التجريبية التي تستهدف الحمض النووي خارج الكروموسومات، الذي ينتج عن تحطم الكروموسومات.
قصة مؤثرة: خليق ساندا، المريض الشاب
كان خليق ساندا، طالب جامعي يبلغ من العمر 19 عامًدا، واحدا من المرضى الشباب الذين تم تشخيصهم بهذا النوع من سرطان الرئة الصغير الخلايا. ورغم تفاني الأطباء، كان قد انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من جسمه بحلول وقت التشخيص. أظهر خليق روحا قوية وإصرارا استثنائيا على إكمال دراسته، وتخرج من جامعة ديوك في تخصص الصحة العالمية وعلم الأحياء، مع آمال في أن يصبح طبيبا نفسيا.
دعم المجتمع وإرثه
حظي خليق بدعم كبير من عائلته وأصدقائه، وأصبح معروفًا باسم "عمدة وستبورت" بفضل علاقاته الوثيقة مع الناس. بعد وفاته، تمكنت عائلته وأصدقاؤه من جمع أكثر من 150,000 دولار لصالح مركز ميموريال سلون كيترينج، لدعم الشباب الذين يواجهون مرض السرطان. كما أن خليق تبرع بنسيج من ورمه للبحث العلمي، مما يساهم في فهم أعمق لهذا النوع الجديد من السرطان.
الفحوصات الجينية المتقدمة
بفضل اختبار "MSK-IMPACT"، الذي يستخدم في تحليل التغيرات الجينية لأكثر من 500 جين رئيسي يساهم في نمو السرطان، تمكن الباحثون من تحديد السمات الجينية لهذا النوع الجديد. هذا التحليل ساعدهم في تحديد استراتيجيات علاجية واعدة للأشخاص المصابين بهذا النوع الفرعي.
الدروس المستفادة والتأثير المستقبلي
أوضح الأطباء أن المرضى المصابين بهذا النوع الجديد لا يستجيبون جيدا للعلاجات التقليدية مقارنةً بالمرضى الآخرين. ومع ذلك، قدمت الدراسة عددا من الخيارات العلاجية الواعدة التي قد تكون فعالة لهؤلاء المرضى.
يمثل هذا الاكتشاف خطوة كبيرة في مجال أبحاث السرطان، حيث يعزز فهمنا لسرطان الرئة ويفتح آفاقا لعلاجات جديدة موجهة.