كتب الدّكتور عصام شعيتو:
مقالات
كتب الدّكتور عصام شعيتو: "نتن ياهو فشِلَ في غزّةَ، وفي لبنان، ويُحاولُ أن يربحَ مع نتنياهو".
د. عصام شعيتو
7 تشرين الثاني 2024 , 04:23 ص


بعد حربِ الإبادة على أهل غزّة التي أمضى نتنياهو وجيشُهُ فيها أكثرَ من عام، وبعد استِدارَته اليائسة نحو لُبنان، ليُحوِّلها إلى غزّة ثانية، بحثاً عن صورةِ انتصارٍ لهُ ولِجيشه، وبعدما أيقن بالعجزِ عن إيجاد مثلِ هذه الصّورة، مهما أوغلَ في دِماء الغزّاويين واللبنانيين، رُغمَ المجازر التي يندى لها جبينُ الإنسانية، ومؤسّساتِها، والدُّوَلِ العُظمى التي تدعمُه، ولم تستطِع تأمينَ صورة النّصرِ لهُ، أو التي لم تدعمْهُ، وهي تُعلِنُ رغبتها في إنهاء الحربِ والمجازر والدّمار، التفت َ نتن ياهو إلى أمريكا، لعلّهُ يجدُ الصُّورةَ التي عجَزَ هوَ وجيشُهُ وبايدن وأسلحته وقنابلُه وإلِكترونياتُهُ وبعضُ جيشه بأساطيلِه الجوِّيّةِ والبحريّة، لعلّهُ يجِدُها عندَ الرّئيسِ المُنتخَبِ ترامب، مُتناسياً أنَّهُ هو وعِصابتُهُ في APAC كانوا السببَ في حِرمانه من الوصولِ إلى البيتِ الأبيض، لدورةٍ ثانية، ومُتناسياً أيضاً أنّهم حاولوا مَنْعَهُ من الوصولِ إلى الرّئاسة الأمريكيّة في هذه الِانتخاباتِ كذلك، ظاناً أنّ ترامب يُمكنُ أن يؤمّنَ له صورةَ النّصر التي كان يبحثُ عنها، بين المجازر التي ارتكبها هو وجيشُهُ وحليفُه الدّمُقراطي بايدن، وخلالَ أكوام الخراب  الذي أحدثهُ في القُرى والمُدُن، فبدأ بِاستِرضاءِ ترامب ببضعِ كلماتٍ معسولات، من خلال تهنئَتِه لهُ بالفوز بالرِّئاسة، رَغما عنهُ وعن اللّوبي الصِّهيوني.

لكنَّ الرّئيسَ الأمريكيَّ المُنتخبَ يعلَمُ جيِّداً مَنْ هُمُ الصهاينةُ والصِّهيونية.فهو رجُلٌ واضِحٌ وصادق وحصيفٌ، وليسَ غامضاً مُخادِعاً وكاذباً كالرّئيسِ بايدن، وهو يحترمُ ناخبيه، ويحترمُ الوعودَ التي قطعَها لهم،خلالَ جولاته الِانتِخابيّة، بالإضافةِ إلى أنّه صاحبُ الشّعارِ"أمريكا أوَّلاً "الذي لم يرفعْهُ رئيسٌ قبلَه.
إنّ الرّئيس ترامب يُدرِكُ تماماً أنّ مصلحةَ أمريكا، هي في قيادةِ العالَمِ إلى السّلام والأمن والحق، وأنَّ إبعادَ أمريكا عنِ الحروب، والتِزامَها بِدعمِ الحقوق، هي التي تفتحُ الطريقَ للأمريكيين لسيادةِ العالم، وأنّ إشعالَ الحروبِ والفتنِ واتّباعَ الباطِلِ والكذبِ والخِداعِ،في التعامُلِ مع الدُّوَلِ والشعوب.

وهو يعلمُ أنّ التعامُلَ مع الدُّوَلِ والشّعوبِ يؤتي نتائجَهُ الإيجابيّةَ لأمريكا، وللعالم، إذا كانَ إيجابياً، أمّا إذا كانَ سلبياً فيَرتَدُّ سلْباً على أمريكا وعلى كُلِّ العالم.

إنّ حِرْصَ ترامب على أمريكا والأمريكيين، يَفْتَرِضُ إعادة الجيوشِ الأمريكيّةِ التي نَشَرَها بايدن، في كلِّ العالم، ليهدّدَ بها الدُّوَلَ والشعوبَ ويتوعّدَها، الأمرُ الذي قدّمَ للعالمِ صورةً سلبيّةًعن أمريكا والأمريكيين.

إنّنا إذ نُباركُ للرّئيسِ ترامب فَوْزَهُ الشّعبيَّ بالرّئاسةِ الأمريكيّةِ، نتمنى لهُ النجاحَ في قيادةِ أمريكا، ومعها العالمُ،إلى الأمن والسّلامِ والِازدهار
ومنعِ الحروب وإحقاق الحقوق، برفعِ الوصايةِ الأمريكيّةِ ظاهراً، الصّهيونيةِ واقعاً وحقيقةً، عنِ المؤسّساتِ والمُنظّماتِ الدَّوليّةِ التي ما وُجِدَت إلّالِسلامِ هذا العالمِ وأمنِهِ واستقرارِهِ وازدهارِه، فحوّلها بايدنُ الصهيونيُّ ومعَهُ الصّهيونيةُ العالميةُ،إلى أدواتِ سيطرةٍبيدهم يُسيطرونَ بها على شعوبِ العالَمِ ويقهرونها، انسياقاً وراءَ أطماعِهم وشهواتِهم اللّاإنسانيةِ.

إنّ إحياءَ المنظّماتِ والمؤسساتِ العالميةِ، وإصلاحَها سينعكِسُ خيراً وأمناً واستقراراً، لأمريكا ولكُلِّ دوَلِ العالم، ويبقى عالمُنا صالِحاً للعيشِ فيه، وليسَ غابةً يأكلُ فيها القويُّ الضّعيف، غابةًيعيشُ فيها الإنسانُ بصورتِهِ البشريّة، فيما يكون في حقيقتهِ حيواناً غرائزياً مُعادياً للقيَمِ والمبادئِ الإنسانيةِ التي يجبُ أن تحكُمَ عالمَ الإنسانِ، ليبقى صالحاً للحياة.

من هُنا،فخِداعُ نتنياهو الصّهيونيِّ  لن يُجديَ نفعاً، ولن يَنْطَلِيَ على الرّئيسِِ ترامب، الّذي يعلَمُ تماماً مايُريدُ من وراءِ الرّئاسة، وإلى أين سيقودُ أمريكا، ولن يَثْنِيَهُ أحدٌ عن تصميمِه.
وتبقى نقطةٌ، أرى من واجبي لفتُ النّظرِ إليها، ألا وهي أنَّ على الرّئيس ترامب أن يكون مُتأنّياً في اختيارِ مُساعدِيه، وأن يُعزّزَ من حمايتِهِ الشّخصيةِ،بأشخاصٍ يَثِقُ بهم كاملَ الثِّقة، لأنَّ أعداءَ الناجحينَ المُحبّين للسلامِ والِاستقرارِ والتّقدُّمِ والعدلِ كُثُرٌ، وما اغتيالُ الرّئيسِ الأمريكيِّ الأسبَقِ "كندي" ببعيد.

مرّةً أُخرى، نتمنى للرّئيسِ ترامب أن ينجحَ في تحقيقِ ما يصبو إليه، وأن لايُخيّبَ الآمالَ العريضةَالتي يُعلِّقُها عليهِ ناخبُوهُ وكلُّ الشّعبِ الأمريكيّ، وشعوبُ العالَمِ المُتعطّشةُ للأمنِ والسّلامِ والحقّ.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري