حمية الكيتو قد تحمل سر التخفيف من أعراض اضطرابات المناعة الذاتية
منوعات
حمية الكيتو قد تحمل سر التخفيف من أعراض اضطرابات المناعة الذاتية
7 تشرين الثاني 2024 , 14:47 م

أظهرت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، أن حمية الكيتو قد تساعد في تنظيم الاستجابات المناعية وتخفيف أعراض مرض التصلب المتعدد لدى الفئران، من خلال تحفيز بكتيريا الأمعاء على إنتاج مركبات مضادة للالتهاب. وتفتح هذه النتائج الباب أمام إمكانيات جديدة للعلاج بالمكملات الغذائية لاضطرابات المناعة الذاتية، رغم الحاجة لمزيد من الأبحاث على البشر.

حمية الكيتو وتعزيز المركبات المضادة للالتهاب

كشفت الدراسة التي أُجريت على الفئران أن حمية الكيتو تساهم في زيادة مستويات مركبات مضادة للالتهاب، حيث أظهرت تحسنًا في الأعراض الناتجة عن مرض التصلب المتعدد. وتدعم هذه النتائج النظرية القديمة التي تشير إلى أن حمية الكيتو قد تساعد في تهدئة جهاز المناعة المفرط النشاط، مما قد يوفر فوائد للأشخاص المصابين باضطرابات مناعية مثل التصلب المتعدد.

دور بكتيريا الأمعاء في تنظيم المناعة

أظهرت الدراسة أن حمية الكيتو تؤدي إلى تحفيز بكتيريا الأمعاء على إنتاج مركب يسمى "حمض اللاكتيك الإيندولي" (ILA) الذي يُثبِّط نشاط الخلايا المناعية المعروفة باسم "الخلايا المساعدة 17" المسؤولة عن بعض الاضطرابات المناعية. هذا الاكتشاف دفع الباحث الدكتور بيتر تيرنباه من مركز بليوف للطب الميكروبيوم إلى دراسة تأثير هذا المركب على تخفيف أعراض التصلب المتعدد في الفئران.

الكشف عن الميكروبات والمركبات الأساسية

لمعرفة كيفية تأثير حمية الكيتو على بكتيريا الأمعاء، قام الفريق بعزل البكتيريا من أمعاء الفئران التي تغذت على حمية الكيتو أو نظام غذائي عالي الدهون أو حمية غنية بمركبات الكيتون. وبعد تحليل المنتجات الأيضية لكل مجموعة، وجد الفريق أن التحسن مرتبط بنوع من بكتيريا Lactobacillus murinus التي تنتج حمض اللاكتيك الإيندولي.

باستخدام تقنيات متقدمة مثل تسلسل الجينوم والتحليل الطيفي الكتلي، تم التأكيد على أن بكتيريا L. murinus هي المسؤولة عن إنتاج حمض اللاكتيك الإيندولي، وعند معالجة الفئران المصابة بالتصلب المتعدد بهذه البكتيريا أو المركب نفسه، شهدت تحسنًا ملحوظًا في الأعراض.

الخطوات القادمة والتحديات المستقبلية

أوضح تيرنباه أن تطبيق هذه النتائج على البشر لا يزال يحتاج إلى اختبارات إضافية، حيث أشار إلى أن التحدي الأكبر هو مدى قابلية تطبيق هذه النتائج على المرضى. ويعتقد أن هذا الاكتشاف يفتح المجال لتطوير علاجات بديلة وأكثر قابلية للتحمل للأشخاص المصابين باضطرابات المناعة الذاتية، كبديل عن الالتزام بنظام غذائي صارم مثل حمية الكيتو.