اكتشاف دور النحاس في نمو الخلايا السرطانية في الكلى
منوعات
اكتشاف دور النحاس في نمو الخلايا السرطانية في الكلى
9 تشرين الثاني 2024 , 13:29 م

أجرى باحثون من مركز جامعة سينسيناتي للسرطان دراسة جديدة تسلط الضوء على العلاقة بين تراكم النحاس في الخلايا السرطانية وتطور سرطان الخلايا الكلوية (ccRCC) ، وهو أكثر أنواع سرطان الكلى شيوعا. كشفت هذه الدراسة عن تأثير النحاس على مسار تطور المرض وقدرته على التسبب في تفاقم حالة المرضى.

أهمية النحاس للجسم

النحاس عنصر أساسي يلعب دورا حيويا في الجسم، حيث يساهم في إنتاج الطاقة ويساعد على استغلال الأكسجين في العمليات الخلوية، يعزز النحاس العمليات الحيوية الضرورية للحياة، ولكنه في الوقت ذاته قد يصبح ضارا عند تراكمه بشكل غير طبيعي في الجسم.

تراكم النحاس في الخلايا السرطانية

بينت الدراسة أن زيادة تراكم النحاس في خلايا سرطان الخلايا الكلوية يرتبط بتدهور حالة المرضى المصابين بهذا النوع من السرطان. وشرحت الدكتورة ماريا سيزيك-كرزيسكا، الباحثة الرئيسية في الدراسة، كيف يمكن لهذا التراكم أن يساهم في نمو الورم وانتشاره. إذ أوضحت أن الخلايا السرطانية الكلوية تقوم بتجميع كميات أكبر من النحاس مع تقدم المرض، مما يعزز من نشاط الإنزيمات المسؤولة عن توليد الطاقة ونمو الورم.

التأثير الأيضي للنحاس

وأضافت الدكتورة سيزيك-كرزيسكا أن تراكم النحاس يؤدي إلى تغيير في الحالة الأيضية للخلايا السرطانية، مما يمنحها قدرة أكبر على النمو والبقاء على قيد الحياة، خاصة في وجود مركب الغلوتاثيون، الذي يعمل كدرع واقٍ يحمي الخلايا من السموم الناتجة عن زيادة النحاس.

عند استخدام تقنيات التسلسل الجيني للحمض النووي الريبي أحادي الخلية، اكتشف فريق البحث وجود مناطق غنية بالنحاس تُعرف بـ"النقاط الساخنة" الأيضية في الأورام السرطانية. تنتج هذه المناطق كميات كبيرة من الطاقة وتقع بالقرب من خلايا أخرى ذات خصائص تكاثرية حيوية، مما يعزز من نمو الورم.

البحث عن أسباب تراكم النحاس

رغم التقدم الملحوظ في فهم دور النحاس في تطور سرطان الخلايا الكلوية، لا يزال الباحثون يسعون لمعرفة العوامل التي تؤدي إلى تراكم النحاس في هذه الأورام في المقام الأول. هناك اعتقاد بأن العوامل البيئية، مثل التدخين أو التعرض لدخان حرائق الغابات، قد تلعب دورًا في زيادة مستويات النحاس في الخلايا السرطانية.

آفاق العلاج المستقبلي

أشارت الدكتورة سيزيك-كرزيسكا إلى أن الأبحاث المستقبلية ستسعى لتحديد النقاط الضعيفة في الخلايا السرطانية التي يمكن استهدافها بالعلاج. وأعربت عن أملها في أن يؤدي هذا الفهم إلى تطوير علاجات مبتكرة تستهدف كلا من الخلايا الأيضية والتكاثرية في الأورام.

النحاس كمؤشر حيوي

من بين نتائج الدراسة، توصل الباحثون إلى إمكانية استخدام مستويات النحاس في عينات المرضى كمؤشر حيوي للتنبؤ بشدة السرطان أو لاحتمالية عودة المرض بعد الجراحة. يمكن لهذا الاكتشاف أن يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة ويمنح المرضى فرصا أفضل للحصول على رعاية صحية مخصصة.