في تجربة فريدة من نوعها على جبل سانت هيلينز، أثبتت السناجب البرية قدرتها على إحداث تغيير طويل الأمد في استعادة التوازن البيئي، حيث أسهمت بشكل كبير في تحسين التربة وزيادة الغطاء النباتي خلال أربعة عقود. تعود جذور هذه التجربة إلى عام 1980 عندما دمر ثوران الجبل الأنظمة البيئية المحيطة به، لكن إدخال هذه الحيوانات الصغيرة أثبت أنه يحمل تأثيرات إيجابية على البيئة.
ثوران جبل سانت هيلينز
في عام 1980، دمر ثوران جبل سانت هيلينز كل شيء على مسافة أميال، ما أدى إلى إبادة الحياة في المنطقة. وللمساعدة في استعادة النظام البيئي، قام العلماء بإدخال مجموعة من السناجب البرية إلى الجبل لمدة 24 ساعة فقط. وعلى الرغم من قصر مدة التجربة، إلا أن نتائجها المبهرة ما زالت مستمرة حتى اليوم بعد مرور 40 عاما.
كيف ساهمت السناجب البرية في إعادة إحياء جبل سانت هيلينز؟
افترض العلماء أن السناجب ستقوم بنقل التربة القديمة ورفعها إلى السطح، مما سيساعد في إعادة التوازن البيئي من خلال تحريك البكتيريا والفطريات الضرورية لنمو النباتات. يقول مايكل ألين من جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد: "كانت السناجب تعتبر آفات، ولكننا رأينا إمكانية في قدرتها على تجديد الحياة".
التأثير طويل الأمد على التربة
أثبتت التجربة صحة توقعات العلماء، حيث أظهرت الدراسات الحديثة تغييرات مستدامة في المجتمعات البكتيرية والفطرية في التربة التي احتوت السناجب، بالمقارنة مع المناطق المجاورة التي لم يتم إدخال السناجب إليها. يقول مايكل ألين: "من كان يتوقع أن تأثير يوم واحد سيستمر لـ 40 عاما؟"
النباتات والأنظمة الحيوية
عندما أدخل العلماء السناجب إلى الجبل في عام 1983، لاحظوا تحسنا ملحوظا في نمو النباتات. في غضون ست سنوات فقط، ارتفع عدد النباتات إلى 40,000 نبتة في المناطق التي استضافت السناجب، مقارنة بالمناطق غير المعالجة التي بقيت جرداء.
لعبت الفطريات الجذرية، التي ترتبط بجذور النباتات، دورًا حاسمًا في نقل المغذيات وحماية النباتات من الأمراض، مما ساعدها على النمو في بيئة قاحلة. يقول ألين: "بدون الفطريات، لم تكن الجذور قادرة على الحصول على جميع المغذيات والمياه التي تحتاجها".
أكدت الدراسة أهمية الميكروبات في إعادة إحياء الحياة النباتية. في أحد جوانب الجبل، أدت الفطريات الجذرية في الغابات القديمة إلى تسريع نمو الأشجار، بينما لم تزدهر الحياة في المناطق المقصوصة مسبقا.
دروس من الطبيعة
تؤكد هذه النتائج على أهمية فهم العلاقات بين الكائنات الحية الدقيقة والطبيعة. تقول عالمة الفطريات ميا مالتز: "لا يمكننا تجاهل الترابط بين جميع عناصر الطبيعة، خاصة تلك غير المرئية مثل الميكروبات والفطريات".