كتب جواد صالح:
مقالات
كتب جواد صالح: "نادين بركات، سكين لذبح الدروز بيد الموساد الاسرائيلي".
15 تشرين الثاني 2024 , 06:04 ص


تقدم شاب لبناني من أحد الأجهزة الأمنية، في لبنان، مُعترِفاً بمحض إرادتِه: إنّهُ كان قد صوَّرَ مبنىً في ضهورِ الِعْباديَّة، قبل أن تقصفَهُ إسرائيلُ بِأيام، وأرسلَ الصُّوَرَ، وأرقامَ سياراتٍ تقفُ بِجِوارِه، إلى الناشطةِ على السوشال ميديا، المدعوَّة نادين بركات. 

وقد اعترفَ الشابُّ بِأنَّهُ أرسلَ تلك الصُّوَر َإلى نادين طواعيةً، وأنَّها أصَرّتْ على أنْ تُرسِلَ لهُ ماقالت:إنَّهُ مساعدةٌ مِنها، حوالةً ب300دولار، وصلتهُ من اسمٍ غريبٍ لا يعرفُه ومصدرُ الحوالةِ في المجر، وليس في أمريكا، حيثُ تُقيمُ نادين.

فلما سقطَ الأبرياءُ في مبنى ضهور العبادية، ولما رأى الشابُّ البريءُ العشراتِ مقتولينَ، بالقصفِ وليس بينهم أيُّ مسؤولٍ من حزبِ الله، بل مجردُ نازحين أبرياءَ من الأطفالِ والنساء، عرفَ أنَّهُ وقعَ ضحيةَ المخابراتِ الإسرائيليةِ التي تستغِلُّ نادين بركات،كواجهةٍلتجنيدِالشُّبّان.

لماذا وثق الشاب بنادين بركات؟؟
يقول: إنَّهُ تعرَّفَ عليها بعدما تداول الناسُ في قريته فضائحَ مستشفى عين وزَيْن، وفضائحَ وزير التربيةِ عباس الحلبي، فشعر أنها ناشطةٌ تُمَثِّلُ الناسَ، وتفضحُ الأغنياءَ والمُتَسلِّطينَ والفاسدينَ، فوثق فيها.

لكن بعدَ فترةٍ حصلَ تواصلٌ بينهُ وبين بركات،فعرضت عليه أنْ يُصوِّرَ أرقامَ سياراتِ النازحينَ، والمباني والبيوت التي يقيمون فيها،وأنّهُ قد تردد في البداية، فلما قالت له: إنّها تُريدُ أنْ تفضحَ مسؤولي الحزبِ الذين يختبئون بين النازحين، قبِلَ التجاوبَ معها، وبدأ يُنفِّذُ مَهامَّهُ تِلك، بتوجيهٍ منها، مُعتقِداً أنَّ الأمرَ هو لِحمايةِ أهلِ القُرى والمُدُنِ في منطقتِهِ، وفي طائفتِهِ منَ الأذى الذي قد يسبِّبُهُ اختباءُ مسؤولي حزبِ اللهِ بين النازحين.

هذه الروايةُ نفسُها تكرَّرت، معَ مُعتَقَلينَ آخَرينَ، لم يعترفوا بِأنفُسهم، ولم يُسَلِّموا أنفُسَهم، بل اعتقلَهم جهازُ أمن، بعدما كشفتْ عملياتُ المراقبةِ للواتساب، بين أرقامٍ لُبنانيةٍ، ورقمِ المَدعُوّةِ نادين بركات.
 إنَّ أرقاماً لسياراتٍ، وصُوَراً لتلك السياراتِ أُرسِلَتْ إلَيْها،قبلَ أيَّامٍ من قيامِ الإسرائيليينَ بقصفِ تِلكَ السياراتِ وبقتلِ سائِقيها وهي:
1– سيارةٌ كانت تقودها امرأةٌ لا علاقةَ لها بحزبِ الله، في الكحالة.
2– سيارةٌ قُتِلَ فيها شابان بريئان لا علاقة لهما بحزبِ الله، في ضهر الوحش.
3– سيارةٌ قُتِلَ فيها اِبْنُ مُختارِ الصرفند وأُختاه، والثلاثةُ لا علاقةَ لهم بتاتاً بحزب الله.

هذه العملياتُ الثلاثةُ لفتت الأجهزةَ الأمنيةَ، لِأنَّ سائقيها ومَنْ معهُم لا علاقةَ لهم بالحزبِ واستِهدافُ إسرائيلَ لَهُم مُستَغرَبٌ، ولٰكِنَّ المشترَكَ بينهم، أنَّ أرقامَ سياراتِهِم وصورَ سياراتِهم وَرَدَتْ في اتصالاتٍ بين نادين بركات، الموجودةِ في أمريكا، وبينَ نُشطاءَ وشُبَّانٍ  أبرياءَ يُراسلونَها بِناءً لِنداءاتِها التي تقول: إنَّهاتُريدُمن خلالِهافَضْحَ مسؤولينَ من حزبِ اللهِ يختبئونَ بينَ المدنيينَ، فكانتِ النتيجةُ أنَّها قَتَلَتْ مدنيينَ، إذْ مَرَّرَتْ صُوَرَ وأرقامَ سياراتِهم لِلإسرائيليينَ، بِوَصْفِهِم مسؤولينَ من الحزب، فقُتِلَ مَنْ لا علاقةَ لهم بالحزبِ بتاتا.

هل تستهدف نادين فقط حزب الله، بالتجسسِ الذي تقومُ بهِ لصالِحِ اسرائيليين؟

تبيَّنَ في العملياتِ الفنيةِ والتّقنِيَّةِ أنَّ شُبّاناً وصَبايا يتعاونونَ معَها، إذ يُمَرِّرُونَ لها معلوماتٍ عن مسؤولينَ كِباراً مِنَ الحزبِ التَّقدُّمِيّ الِاشتِراكِيّ ويُمَرِّرونَ صُوَراً لبيوتهم، وصُوَراً لسياراتهم.

كما إنَّها تعملُ على رصدِ زياراتِ النائبِ تيمور وليد جنبلاط، الى القرى، وتَرصُدُ تَنَقُّلاتِهِ،وكيفِيَّتَها، وتطلبُ مِمَّنْ يتواصلونَ معها صُوَراً لزياراتِ الشيخ "ابو المنى"، ولكنَّ الأغربَ هو أنَّها تتواصلُ أيضاً، مع شخصٍ واحدِ مِنَ المُقَرَّبِينَ مِنَ الوزير جُنبلاط، الذي من المُفترَضِ أنهاتُقاتِلُهُم، وتعارِضُهم وتَفْضَحُهم. 

فقد تَبَيَّنَ أنّها على تواصلٍ مَعَ الوزيرِ السابِقِ وائل أبو فاعور، الذي تُثْبِتُ المراسلاتُ بينها وبينَهُ أنَّهُ التقاها في باريس قبل أشهر.

هل نادين بركات هي النموذجُ الوحيدُ لعملياتِ التَّجَسُّسِ عَبْرَ السوشال ميديا؟؟

هذه قصةٌ أُخرى مُطابقةٌ، لقصّة نادين بركات، من طرابلس، وبطلُها يعيشُ في ألمانيا واتَّبَعَ الاسرائيليونَ، في الترويجِ لهُ، الطريقة نفسَها التي اتَّبَعُوها في تحويلِ نادين بركات،إلى مرجعيةٍ دُرزيّةٍ،"لمحاربة الفساد".
كيف؟؟؟
إليكمُ القِصّة: 
قبلَ سنواتٍ خمسة ظهر، على صفحاتِ السوشال ميديا، شخصٌ سُنِّيٌّ من طرابلس، يُسمِّي نفسَهُ "السيد". وبعدما أثْبَتَ شخصيَّتَهُ الحقيقيةَ، بالفيديوهات، بدأ ينشرُ وثائقَ تُثبِتُ أنَّ للوزيرِ السابقِ للماليةِ علي خليل، أبناءٌ وأقارِبُ يستفيدونَ مِنْ مَنصِبِهِ لِلقِيامِ باعمالٍ تجاريةٍ تجعلُ أيَّ شخصٍ مُتابِعٍ يتساءلُ عن أقاربِ وزيرِ الماليةِ، وعائلتِهِ وأبنائه: من أينَ لهم هذا؟!
هنا لَفَتَ الشابُ نظرَ مِئاتِ الآلافِ من أبناءِ الطائفةِ الشيعيةِ،لِشَجاعَتِهِ في نشرِ فضائحِ الرجلِ  الثاني في حركةِ أمَل. 
بعدَها بادَرَ لِنَشرِ فضائحِ عددٍ من كبارِ السياسيينَ، في طرابلس وفي لبنان، وعلى رأسهمُ الرموزالوظيفيةُ السُّنِّيَّةُ، في الأمنِ  وفي الحكومة.

وصارت لهذاالشاب الشجاع البطل أهمِّيَّةٌ كبيرةٌ في الشارعِ الطّرابُلسِيّ خاصةً،والسُّنِّيِّ عامة،وصاركلُّ شابٍّ سُنِّيٍّ مظلومٍ يُراسِلُهُ، لِيَعرضَ عليه مظلومِيَّتَهُ، لعل "السيد" هذا ينشرُ قِصَّتَهُ، فيَضْغَطَ على ظالِمِيهِ لِيُنْصِفُوه.

بدأتِ الحربُ الإسرائيليةُ على لبنانَ، بشكلٍ مُوَسَّع. وهنا ظهر بشكلٍ واضحٍ أنَّ المدعو ” السيد” عميلُ إسرائيلَ، وكوهينَ العصر ِالجديد، يُمارِسُ عملياتِ التّجنيدِ لِإسرائيلَ، وفْقاً لِأُسلوبِ النازيينَ المعروفِ ب”النّفايات”، الذي تبنّتْهُ إسرائيلُ في عملياتِ التَّجسُّسِ على لبنان.

هذا الأُسلوبُ يُحَوِّلُ شخصاًمجهولاً إلى مَصْدَرٍ ثِقَةٍ مشهورٍ ومُحارِبٍ لِلفسادِ،ومُناصرٍ مُنادٍبمظالمِ الناس مِنْ أهلِهِ وبيئَتِهِ وطائفَتِه، فإنِ استطاعَ أن يَتواصَلَ معَ المِئاتِ منَ الشبابِ، وعرَضَ عليهم تزويدَهُ بمعلوماتٍ، فهم سيفعلون، وفي ظَنِّهِم أنّهم يعملونَ خِدْمَةً لِشَابٍّ شُجاعٍ، وهم فِعلياً، وفي الحقيقةِ يُقَدِّمونَ معلوماتٍ للموساد.

قصفتْ إسرائيلُ مبنىً فيهِ نازحونَ في زغرتا، وقصفت إسرائيلُ مبنىً فيه نازحونَ، في عين يعقوب، وفي المرَّتَيْنِ تَطابقَتِ المعلوماتُ لدى الأجهِزَةِالأمنِيَّةِ، بينَ إرسالِ صُوَرٍ من نُشَطاءَفي لبنانَ،للمباني المقصوفةِ إلى"السيِّدِ" من مُتّصِلينَ بِهِ في لبنان.

الاعتقالاتُ أثْبَتَتْ: أنّ الأُسلوبَ الإسرائيليَّ لِلتَّجْنيدِ، عَبْرَ مشاهيرِ الفايسبوك والسوشال ميديا، هو نَفْسُهُ في كُلِّ مكان.

شخصٌ مجهولٌ ناشطٌ على السوشال مِيديا يَفْضَحُ الفاسدينَ في طائفَتِهِ، فيُصبِحُ بطلَ الطائفةِ، في عيونِ المقهورينَ والمظلومين، ويَتواصلونَ معهُ،فيَبْدَأُ استِغلالَهم، بِتَجنِيدِهِم وتوريطهم بالتّجَسُّسِ لِصالِحِ إسرائيل.

مَنْ هِيَ "نادين بركات" فِعلا؟؟
زوجُها المِسكينُ الَّذي طلَّقَها مُؤَخَّراً، وكان يعيشُ في أمريكا، قدَّمَ معلوماتٍ لِمَراجِعِ الطائفةِ الدُّرزيَّةِ عنها، تُثْبِتُ أنَّها شخصيةٌ مهزوزةٌ ومريضةٌ نَفسياً. فهي تكرهُ أهلَها وتكرهُ طائفَتَها، وتكرهُ كُلَّ مَنْ يَمتُّ لِبيئَتِها بِصِلَة، بسببِ أمراضِها النفسية، فهي تعتقد أنّها انسانةٌ عظيمة، فلَمّا حاوَلَتِ التَّقُّربَ، في شبابِها، من الحزبِ التَّقدُّمِيِّ الِاشتراكِيّ، ولم يعطوها منصباً، تقرَّبَت منَ الحزبِ القَوْمِيّ، فلما رفضوا طلَبَهاالِانضِمامَ الى الحزب،  صارتْ ثائرةً معَ التَّغيرِيِّين،  فلما رفضوا تنصيبَها زعيماً لمجموعةٍ منهم، صارت تكرَهُهُم.

 ويقولُ زوجُها: إنَّها هي مَنِ اتصلَتْ بِالإسرائيليينَ، حين رأتْ إعلاناً لهم يعرضُ رواتبَ عالِيةً، لِمَنْ يَتَّصِلُ بالموساد، لِيُقَدِّمَ لهم معلومات.

 وقد بدأتْ من هُناكَ رحلةُ الطلاقِ بَيْنَهُ وبينَها، فما كان مِنْها إلَّا أنْ هَدَّدَتْهُ، بِقَتْلِ أقارِبِهِ في لبنانَ، بقصفِ الطّائراتِ المسيرةِ الإسرائيلية، إذا ما سرَّبَ أيَّ معلوماتٍ عنها.
وهو أمرٌ تستخدِمُهُ مع الذينَ تتواصلُ معهم، ثم ينسحبون من العلاقةِمعها،حين تطلب منهم، مثلاً  أعمالاً غيرَ قانونيةٍ، كسرقةِ ملفّاتٍ  فيها خرائطُ وتراخيصُ بِناءِ بعضِ المنازلِ والأبنيةِ، ن بلديتي الشوف وعاليه.

زوجُ بركات يعيشُ حالةً مِنَ الرُّعْبِ خوفاًمِنَ الإسرائيليين،لكنه معَ ذلكَ بَلَّغَ كُلَّ المراجعِ الدُّرزيةِبحالَتِهاتلك، لِأنَّ الخطرَ الناجِمَ عنها، ليس فقط لِأنَّها تعملُ مع إسرائيل، بل لِأنَّ شخصياتٍ مثل أبو فاعوريتواصلونَ معها، ويعتقدونَ أنَّهم يُمْكِنُهُمُ الاِسْتِفادَةَ مِنها، ضِدَّ أعدائِهم في الجبل، مع أنَّ أوّلَ من هاجمَتْهم هُمُ المرتبطونَ بوليد جنبلاط، وبالحزب الاشتراكيّ.
[14/11, 17:15] عصام شعبتو: أخي الحبيب الأستاذ شاكر، حفظكم الاه، وأسعد صباحكم بالخير والصّحّة والنَّصرِ القريبِ، إن شاء الله.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري