أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية (NWS) تحذيراً طارئاً لسكان ثلاث ولايات على الساحل الغربي للولايات المتحدة، تتعلق بإعصار "القنبلة" الذي يهدد بجلب ظروف جوية قاسية هذا الأسبوع، من المتوقع أن تتعرض شمال كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن لرياح قوية تعادل في شدتها رياح الأعاصير، إلى جانب فيضانات مدمرة وتساقط كميات ضخمة من الثلوج في المناطق المرتفعة.
رياح تعادل قوة الأعاصير وانخفاض هائل في الضغط الجوي
صرح عالم الأرصاد الجوية ريان ماوي أن إعصار "القنبلة" سيشهد انخفاضاً كبيراً في الضغط المركزي يصل إلى حوالي 70 مليبار خلال 24 ساعة، ما يجعله مشابهاً في قوته لإعصار من الفئة الرابعة، هذا التغيير السريع في الضغط سيؤدي إلى رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلاً في الساعة (112.65 كم/ساعة)، وسيعزز من وجود تيار جوي من الفئة الخامسة الذي سيجلب كميات كبيرة من الأمطار.
التأثيرات المتوقعة للعاصفة على الساحل الغربي
من المتوقع أن تبدأ تأثيرات العاصفة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء وتستمر طوال الأسبوع، مع احتمال امتدادها حتى عطلة نهاية الأسبوع، وستشهد مناطق شمال كاليفورنيا وجنوب غرب أوريغون أعلى معدلات هطول الأمطار، مما يسبب فيضانات مدمرة وانهيارات صخرية وطينية. في الجبال، مثل جبال كاسكيد وجبال سيسكييو في شمال كاليفورنيا، ستتسبب الرطوبة المتدفقة في تساقط كميات كبيرة من الثلوج.
تهديد البنية التحتية وانقطاع التيار الكهربائي
يتوقع أن تصل الرياح العاتية إلى ذروتها يوم الثلاثاء، مما سيؤدي إلى سقوط الأشجار وانقطاع التيار الكهربائي في المناطق المتأثرة، سيتعرض شمال كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن لأضرار كبيرة في البنية التحتية نتيجة العواصف الشديدة، ما يتطلب استعدادات مكثفة من السكان والسلطات.
المناطق المتضررة من حرائق الغابات في خطر
تُعتبر المناطق المتضررة من حرائق الغابات في السنوات الأخيرة الأكثر عرضة للفيضانات والانهيارات الطينية، بسبب ضعف قدرة التربة المحروقة على امتصاص المياه، يتسبب ذلك في جريان المياه بسرعة على سطح الأرض، مما يزيد من خطر الانزلاقات الأرضية والانهيارات الصخرية.
تأثيرات تغير المناخ على شدة العواصف
يشير الخبراء إلى أن تغير المناخ قد يكون عاملاً رئيسياً في زيادة شدة العواصف مثل إعصار "القنبلة"، يؤدي ارتفاع درجات حرارة المحيطات إلى زيادة الفارق في درجات الحرارة بين الهواء القطبي والهواء الدافئ في خطوط العرض المتوسطة، ما يعزز تشكل العواصف، كما أن ارتفاع معدلات التبخر يؤدي إلى زيادة بخار الماء في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تكثيف العواصف وزيادة معدلات الأمطار.
يعد إعصار "القنبلة" تحذيراً من القوة المتزايدة للعواصف التي يشهدها العالم في ظل تغير المناخ، ما يستدعي الحاجة إلى تعزيز البنية التحتية والاستعدادات لمواجهة تأثيراتها القاسية.