مقالات
عقدة لبنان التوراتية
د. عصام شعيتو 22 تشرين الثاني 2024 , 05:14 ص
هذه العقدة التي اختبرتها الدولة المحتلة منذ قيام كيانها الغاصب مرارا وتكرارا وشنت بسببها ثلاثة حروب كبرى عدا الاجتياحات والاعتداءات المتكررة منذ العام 1948 .
ما اصل هذه العقدة التوراتية ؟!
لقد ذكر لبنان في الكتاب المقدس 70 مرة، وأرزه 75 مرة، وصور 59 مرة وصيدا 50 مرة.
ينقل لنا العهد القديم في سفر التثنية :
«ونظر موسى الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ اجاب الله وقال: اغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سيأتي من بعدك».
(تثنية الاشتراع: 3/25؟ 32/52؟ 34/4).
وفي سفر يشوع :
ونظر موسي الى الشمال، الى ارض لبنان والجبال! وهذا الجبل لمن؟ قال! اغمض عينيك!!! محال! اجابه الله بصوت زلزال... وقف لي، هذه الارض والجبال، لن تطأها، قدماك، ولا كل ما عندك من رجال!!! لبنان وقف الله الان والى الازال.
(يشوع بن سياغ 1/4، حزقبال 30/3، 31/15).
حتى بلغ الحقد التوراتي والتطرف الديني عند الصهيوني في اختياره لمدن لبنان وخاصة صور لتدميرها وصب جام غضبها عليها .
في التوراة، مدينة صور تلقت بعض أقوى الإدانات (إشعياء 23: 1-18؛ إرميا 25: 22؛ 27: 1-11؛ حزقيال 26: 1-28: 19؛ يوئيل 3: 4-8؛ عاموس 1: 9، 10).
تقول الدراسات وبخ الأنبياء التوراتيون "صور" على كبريائها الناجم عن ثروتها العظيمة وتجارتها المزدهرة، وموقعها الاستراتيجي.
ما استوقفني في النصين عن الرد الإلهي :
أجابه الله بصوت زلزال ، محال
هذا الجبل هو وقف لي
لن تطأه قدماك ، ولا كل ما عندك من رجال ( ولا الذي سيأتي من بعدك )
وقف الله الآن وإلى الأزل
اذا لبنان وقف الله وإلى الأزل ، ولن تطأه اي لن يصبح موطئا لا لك ولا لمن سيأتي بعدك .
أشرت من قبل إلى دقة تدبير الله وعنايته أن جعل هذه تلك البلاد موطئا لشيعة محمد وآله الذين قدموا من اليمن بعد انهيار سد مأرب .
لننظر إلى روعة وصف الامام الصادق (ع) في وصف أهل تلك البلاد :
قال الصادق (ع) : بلدةٌ بالشّام.
قِيل: يا ابنَ رسول الله، إنَّ أعمالَ الشّام متَّسعة؟
قال (ع) : بلدةٌ بأعمال الشّقيف أرنون، وبيوتٌ وربوعٌ تُعرَف بسواحلِ البحار، وأوطئةِ الجبال.
قِيلَ: يا ابنَ رسول الله، هؤلاء شيعتُكم؟
قال (ع) : هؤلاء شيعتُنا حقّاً، وهم أنصارُنا وإخوانُنا، والمواسون لِغَريبِنا والحافظون لسرِّنا، واللَّيِّنةُ قلوبُهم لنا، والقاسيةُ قلوبُهم على أعدائنا، وهم كَسُكَّان السّفينة في حالِ غيبتِنا، تمحلُ البلادُ دونَ بلادِهم [البلدُ الماحل، هو الذي ينقَطع فيه المطر وييبسُ فيه العُشب]، ولا يُصابون بالصَّواعق، يأمرون بالمعروفِ وينهَون عن المنكر، ويَعرفون حقوقَ الله، ويُساوون بين إخوانِهم، أولئك المرحومون المغفورُ لحَيِّهم وميِّتِهم، وذَكَرِهم وأُنثاهم، ولأسوَدِهم وأبيَضِهم، وحُرِّهم وعَبْدِهم، وإنَّ فيهم رجالاً ينتظرون، واللهُ يحبُّ المنتظِرين».
(أمل الآمل في علماء جبل عامل) قال الشيخ الحرّ العامليّ، محمّد بن الحسن (ت: 1104 ه) .
بورك لرجال الله المنتظرين الغالبين بإذن الله، " الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " ( النحل / 42)
الأكثر قراءة
قصة الحلاج ونشيد والله ما طلعت شمس ولا غربت وموسيقى صوفية..
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
كتب :أ .د .نسيب حطيط - بيروت: المقاومة الثقافية, حتى لا تضيع التضحيات... بين التعويضات واعادة الإعمار!
أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً